ألقت أزمة النفط العالمية المتسببة فيها الحرب الروسية على أوكرانيا في زيادة غير مسبوقة في أسعار برميل النفط الخام، فيما لافت صادرات النفط الروسية تقويض من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ضاعف من ارتفاع سعر برميل النفط العالمي، وصبت هذه الأزمة على الموازنة العامة للبترول والثروة المعدنية للعام المالي 2021-2022، والتي كان تم إعدادها عند سعر 75 دولار لبرميل النفط، لاسيما الزيادة الحالية لسعر برميل النفط تضع هذه الموازنة في المواجهة أمام زيادة حتمية في اسعار بيع المواد البترولية.
في العام المالي 2021-2022 قدرت وزارة البترول والثروة المعدنية الموازنة الخاصة بها على أساس سعر برميل النفط عند 75 دولار، فيما رفعت الحرب الروسية الأوكرانية سعر برميل النفط لـ 133 دولار ومتوقع بلوغ سعر البرميل 150 دولار، وكان أثر هذه الزيادة ارتفاع في تكلفة دعم المواد البترولية في الموازنة والذي يقدر بـ18 مليار جنيه.
وتشير توقعات الخبراء في قطاع البترول المصري إلي أن التغييرات الواقعة على سعر برميل النفط في الأسواق العالمية سوف تدفع بتحريك أسعار المواد البترولية نحو زيادة للمرة الخامسة، وهذه الزيادة سوف تصحبها زيادة في حجم الدعم الذي تقدمه الدولة إلي المستهلك من خلال تحملها تكلفة الزيادة في الاستيراد، هذا بالإضافة إلي بقاء العجز في موازنة العام المالي الماضي 2021-2022 كما هي والتي قدرت بنسبة 6.9%.
من جانبه أكد البنك الدولي أن كل زيادة تسجل في سعر برميل النفط العالمي و تقدر بـ 10 دولار، يقابلها زيادة في عجز الموازنة يقدر بـ0.2%.
وزير البترول المصري: سنتأثر سلبيا بارتفاع أسعار النفط
أكد وزير البترول المصري طارق الملا، أن اقتصاد بلاده "سيتأثر سلبا" بالصعود الكبير لأسعار النفط، الناتج عن الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وقال الملا في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، الأحد، إن "تغير الأسعار (البترول) لحظي، وكل يوم يحدث تغيير، هذا ليس في صالح مصر".
وأوضح أن بلاده "تعتمد على الاستيراد لتلبية الطلب المحلي"، قائلا: "مصر دولة مستوردة للزيت الخام والمشتقات البترولية، وبالتالي هناك تطلع وترقب بصفة مستمرة كي لا تكون هناك زيادة في الأسعار تؤثر على المنظومة".
إلا أن الوزير قال: "في الوقت نفسه، وبالتوازي، هناك زيادة بأسعار الغاز الطبيعي، ونحن من المصدرين للغاز الطبيعي المسال، ونستطيع أن نستغل هذه الفترة لنعظم من صادراتنا للتقليل من التأثير السلبي لزيادة أسعار النفط".
واختتم الملا حديثه بالتأكيد على أن "العالم كله متضرر من هذه الأسعار"، معربا عن أمله في "ألا تستمر لفترة طويلة".