في الأسبوع الثاني للحرب.. الذهب والبترول يواصلان الارتفاع والأسهم والعملات يتراجعان

حركة الأسواق العالمية
حركة الأسواق العالمية

واصلت الحرب الروسية الأوكرانية، إلقاء ظلالها القاتمة على الأسواق العالمية، حيث يكافح المستثمرون لمواجهة الأزمة، وتوقع سيناريوهات نهايتها، لا سيما مع تصاعد العقوبات الاقتصادية الغربية ضد موسكو، التي لم تظهر أي إشارة على التراجع عن موقفها الحالي.

وتضغط اضطرابات الإمدادات على أسعار الطاقة والغذاء، حيث قفزت أسعار النفط بأكثر من 20% في أسبوع واحد.

ودفعت هذه الأزمات بالمستثمرين، إلى أصول الملاذ الآمن، مما أدى إلى مكاسب بسندات الخزانة الأمريكية، وارتفاع الذهب مع التأثير سلبًا على أسواق الأسهم، وخاصة الأسواق الأوروبية.

وانعكست تحركات السوق، الأربعاء الماضي فقط، فتعافت الأصول الخطرة، من الخسائر الطفيفة، فيما خسرت سندات الخزانة الأمريكية بشدة، على أثر شهادة 'باول' الذي أيد رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.

تحركات الأسواق

سوق السندات

وسجلت سندات الخزانة الأمريكية مكاسب على مستوى جميع آجال الاستحقاق، وجاءت غالبية المكاسب في الآجال المتوسطة، فيما زادت المخاوف بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا، وعزوف المستثمرين عن المخاطرة، من جاذبية سندات الملاذ الآمن.

وتراجعت العائدات فانخفض العائد على السندات أجل عامين، بمقدار 9.3 نقطة أساس، لتسجل بذلك أكبر انخفاض اسبوعي منذ شهر نوفمبر الماضي لتصل الى 1.479%.

وكذلك تراجعت العائدات على السندات أجل 5 أعوام بمقدار 22.8 نقطة أساس، في أكبر معدل انخفاض اسبوعي منذ شهر مارس 2020 لتصل الى 1.639%.

وعلى مستوى الآجال الأطول، انخفضت عوائد السندات أجل 10 سنوات بمقدار 23.1 نقطة أساس، لتسجل أكبر معدل انخفاض اسبوعي منذ شهر مارس 2020، وتصل إلى 1.733%، وكذلك تراجعت عوائد سندات الخزانة أجل 30 عامًا بمقدار 11.8 نقطة أساس لتصل الى 2.158%.

وشهدت العوائد الحقيقية انخفاضا كبيرا، لتسجل أكبر انخفاض اسبوعي لها منذ شهر مارس 2020، وهبطت العوائد الحقيقة للسندات أجل 5 أعوام بمقدار 41 نقطة أساس لتصل إلى -1.54%، وكذلك السندات أجل 10 أعوام، التي انخفضت بـ 38 نقطة أساس لتنهي الأسبوع عند -0.93%.

وعلى صعيد توقعات السوق، تراجعت التوقعات برفع أسعار الفائدة مع تراجع العقود الآجلة للصناديق الفيدرالية الآن قليلاً عن تسعير السوق بشكل كامللستة ارتفاعات بحلول نهاية العام مقارنةً بـ 6 ارتفاعات مسعرّة بالكامل في الأسبوع السابق.

وتعكس العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة بنسبة 0.25% في مارس باحتمال بنسبة 92% مقارنة بـ 127.8% في الأسبوع السابق.

العملات

مع استمرار تصاعد أزمة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، قام المستثمرون بالتخارج من الأصول بالعملات الأوروبيةواتجهوا الى الدولار الأمريكي والملذات الآمنة الأخرى. قفز مؤشر الدولار بنسبة 2.10%، حيث ظل الطلب على الدولار مرتفعاً، دافعاً العملة إلى أعلى مستوى لها منذ مايو 2020.

وحقق المؤشر مكاسب في كل يوم من أيام الأسبوع، باستثناء يوم الأربعاء حيث انخفض بنسبة طفيفة بلغت 0.02%.

بناءً على تصريح باول بأن زيادة أسعار الفائدة في مارس لن تكون بمقدار 50 نقطة أساس. انخفض اليورو بنسبة 3.02% ليصل إلى أدنى مستوى له منذ مايو 2020، حيث استمرت الحرب الروسية الأوكرانية في تهديد النمو الاقتصادي في أوروبا وزيادة المخاوف التضخمية بسبب ارتفاع أسعار النفط.

وسجلت العملة خسائر طوال الأسبوع، ولكن أنباء الهجوم علىزاباروجيا، والتي بها أكبر مصنع نووي في أوروبا، دفعت العملة إلى مزيد من الانخفاض، لتصل إلى مستوى أقل من 1.10 يوم الجمعة.

علاوة على ذلك، أثارت التعليقات الحذرة من أعضاء مجلس البنك المركزي الأوروبي، بشأن تمديد برنامج التحفيز، المخاوف حول قدرة البنك المركزي على التحكم في التضخم المرتفع بشكل قياسي والحفاظ على فارق أسعار الفائدة الحالي مع الولايات المتحدة.

ويقدر المحللون الاقتصاديون في 'دويتشه بنك'، أن التضخم الشهري سيكون أعلى من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2%، وذلك حتى نوفمبر 2023.

وانخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 1.33%، مسجلاً ثاني انخفاض أسبوعي، على خلفية التوترات الجيوسياسية المتزايدة. في غضون ذلك، ارتفع الين الياباني بنسبة 0.64%، محافظًا على مكانته كملاذ آمن.

الذهب

ارتفعت أسعارالذهب بنسبة 4.31%لتصلإلى 1970.70 دولارللأونصة،وهوأعلى مستوى منذ أغسطس 2020 حيث يتجه المستثمرون إلى الأصول الآمنة بسبب التوترات الجيوسياسية المستمرة.

عملات الأسواق الناشئة

على صعيد الأسواق الناشئة، استمر الغزو الروسي لأوكرانيا في التأثير بالسلب على مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI EM، والذي أنهى تداولات هذا الأسبوع على انخفاض بنسبة 1.40%.

وشهد المؤشر الانخفاضات الرئيسية يوم الإثنين (-0.76%) ويوم الجمعة (-0.64%) مع اشتداد العقوبات الغربية المفروضة على روسيا.

من الجدير بالذكر أن معظم عملات الأسواق الناشئة التي يتتبعها مؤشر بلومبرج بدأت تداولات هذا الأسبوع على انخفاض،ومن ثم واصلت العملات نزيف الخسائر على مدار الأسبوع، مدفوعة بالروبل الروسي الذي قاد الخسائر في جلسة تقريبًا من جلسات التداول هذا الأسبوع.

كان الروبل الروسي الأسوأ أداءً خلال الأسبوع، حيث تراجع بنسبة (-30.93%)، ليصل بذلك إلى مستوى منخفض جديد عند 120.13 للدولار، حيث ظلت المعنويات تجاه الأسواق الروسية سلبية إلى حد كبير بعد فرض الغرب عقوبات على اقتصاد البلاد.

وفشلت العملة في الاستفادة من أسعار الفائدة المرتفعة التي حددها البنك المركزي الروسي في بداية الأسبوع، ومن ارتفاع أسعار النفط. كما تراجعت عملات الفورنت المجري (-8.60%)، والزلوتي البولندي (-8.15%)، والكرونا التشيكية (-6.62%)، والليو الروماني (-3.07%)، والليف البلغاري (-2.93%)، حيث أثر الغزو الروسي لأوكرانيا بالسلب على عملات أوروبا الشرقية، بالإضافة إلى تتبع هذه العملات خطى اليورو الذي انخفض أمام الدولار.

وفي هذه الأثناء، قاد البيزو الكولومبي (+ 2.26%) المكاسب على خلفية ارتفاع أسعار النفط، بينما حقق الريال البرازيلي (+ 1.73%) مكاسب بعد أن فاقت البيانات الفصلية والسنوية للناتج المحلي الإجمالي التوقعات.

أسواق الأسهم

تراجعت معظم مؤشرات الأسهم العالمية الرئيسية بالأسواق الأمريكية والأوروبية على مدار الأسبوع، مع انخفاض مؤشرات الأسهم الأوروبية وذلك لعزوف المستثمرين عن الأصول الأوروبية بسبب مخاوف من أن يستمر التصعيد في أوكرانيا في تهديد نمو المنطقة ورفع التضخم.

وعلى الرغم من المكاسب التي حققتها الأسهم على مستوى العالم يوم الأربعاء، مدفوعة بتصريحات باول المطمئنة، تراجعت الأسهم يومي الخميس والجمعة حيث لم يٌحرز أي تقدم في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى الهجوم على أكبر محطة نووية في أوروبا، مما أدى إلى انتشار حالة الذعر في الأسواق.

انخفضت جميع المؤشرات الرئيسية في الولايات المتحدة بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية،حيث انخفضت معظم هذه المؤشرات خلال تداولات هذا الأسبوع.

ومع ذلك، فإن تصريح باول الذي أشار إلى رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في مارس ساعد في حد المخاوف لدى المستثمرين بشأن رفع أسعار الفائدة أكثر مما كان متوقعاً،كما دفعت مؤشرات الأسهم إلى الارتفاع يوم الأربعاء.

وخسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500S&Pحوالي 1.27%، ليمحي بذلك جميع مكاسب الأسبوع الماضي،حيثانخفض منذ بداية العام بنسبة 9.18%.وجاءت الخسائر بقيادة أسهم القطاع المالي، والذي خسر 4.87% مع استمرار العقوبات المفروضة على روسيا في تهديد البنوك الأميركية.

من ناحية أخرى، ارتفع قطاع الطاقة بنسبة 9.26% على أساس أسبوعي، و34.79% منذ بداية العام وحتى تاريخه، مع استمرار ارتفاع أسعار النفط. انخفض مؤشر داو جونز الصناعي Dow Jones بنسبة 1.30%، وذلك للأسبوع الرابع على التوالي.

وكان أداء مؤشر ناسداك المركب Nasdaqأقل من أداء المؤشرات الأمريكية الأخرى، حيث أنهى تعاملات الأسبوع على انخفاض بنسبة 2.78%.وارتفع مستوى التقلبات بشكل كبيرفيمعظم جلسات تداول هذا الأسبوع باستثناء يومي الأربعاء والخميس، حيث أنهى مؤشر VIX لقياس تقلبات الأسواقتداولات الأسبوع عند مستوى 31.98، أي أعلى من متوسطه البالغ 24.96 منذ بداية العام.

وبالانتقال إلى أوروبا، فقد انخفضت مؤشرات الأسهم الرئيسية في أوروبا إلى أسوأ مستوياتها منذ بداية وباء فيروس كورونا في عام 2020، إذ ازدادت الخسائر سوءاً خلال اليومين الأخيرين من الأسبوع، حيث لم تظهر أي دلائل على تراجع الهجمات الروسية على أوكرانيا، كما أن الاستيلاء على أكبر محطة نووية في أوروبا، يمثل سيطرة روسيا على محطتين نوويتين من أصل أربع محطات في أوكرانيا.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الأسواق لديها شكوك متزايدة حول تمكن البنك المركزي الأوروبي من السيطرة على ارتفاع التضخم إلى مستويات قياسية، وعلى النظرة المستقبلية الضعيفة للنمو، وعلى انخفاض قيمة اليورو بشكل أكبر وسط ارتفاع أسعار الطاقة تزايد حالة عدم الاستقرار في المنطقة، فقد هبط مؤشر600STOXX بنسبة 7% ، وذلك للأسبوع الثالث على التوالي. وكانت الخسائر الأسبوعية بقيادة قطاعي التجزئة والبنوك واللذين هبطا بنسب 22.36% و20.29% على التوالي.

وبالمثل، هبط مؤشر FTSE 250 البريطاني (-7.27%)، ومؤشر40 CACالفرنسي (-10.23%)، ومؤشر DAXالألماني (-10.11%) بشكل كبير خلال تداولات هذا الأسبوع ليكملوا بذلك سلسلة الخسائر المٌسجلة منذ بداية العام.

وبالانتقال إلى الأسواق الناشئة، انخفض مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 2.31% خلال الأسبوع على خلفية تصاعد التوترات الجيوسياسية، وعزوف المستثمرين عن المخاطرة، الأمر الذي تسبب في انخفاض أصول الأسواق الناشئة على نطاق واسع.

وشهد المؤشر أكبر قدر من الخسائر يوم الجمعة (-2.36%)، حيث انضمت الشركة التي تدير مؤشري ستاندرد آند بورز وداو جونز إلى قائمة الشركات المسئولة عن المؤشرات الرئيسية الأخرى، والتي أعلنت أنها ستستبعد جميع الأسهم المدرجة و/أو الموجودة في روسيا، كما تراجع المؤشر نتيجة قصف القوات الروسية أكبر محطة نووية في أوكرانيا في وقت مبكر من يوم الجمعة، مما تسبب في مخاوف من أن الحرب سيكون لها أثار سلبية عدة ليست فقط على أوكرانيا وروسيا.

البترول

ارتفعت أسعار النفط خلال تداولات هذا الأسبوع بنسبة 20.61%، لتسجل بذلك أكبر ارتفاع أسبوعي لها منذ مايو 2020، حيث وصلت إلى 118.11 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى لها في تسعة أعوام.

وارتفعت أسعار خام برنت خلال تعاملات هذا الأسبوع مع استمرار تصاعد الصراع الروسي- الأوكراني خاصة قرب نهاية هذا الأسبوع، إذ أشارت تقارير أن القوات الروسية قد هاجمت محطة زابوروجياللطاقة النووية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً