قال أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، إن ارتفاع أسعار الغاز عالميا، يرجع إلى الحرب الروسية على أوكرانيا، إضافة إلى قرار الرئيس الروسي، بإلزام دول الاتحاد الأوروبي باستيراد الغاز الطبيعي بالروبل الروسي، ردا على العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، الأمر الذي أدى لتوقف تصدير الغاز لأوروبا للبحث عن مصادر بديلة له لصعوبة تطبيق القرار الروسي.
وأكد غراب على أن ذلك يجعل أوروبا تتجه نحو الدول العربية لاستيراد الغاز منها، ومن بين الدول الأكثر إنتاجا للغاز قطر ومصر والجزائر، خاصة أنه قبل الحرب الأوكرانية، أشارت التقارير الدولية إلى التراجع الكبير في الإنتاج الأوروبي من الغاز، خلال الفترة من 2019 وحتى 2025، ما سيزيد من اعتماد أوروبا على واردات الغاز أكثر.
وأوضح غراب، أن الغاز المصري سيكون أحد البدائل القوية لسد احتياجات أوروبا من الغاز الطبيعي، مؤكدا أن السوق الأوروبية تعتمد على الغاز من خارج أوروبا بنسبة تقدر بـ 63 % عام 2021، تقدر نسبة الغاز الروسي فيها من 45 % إلى 50 % حسب كل دولة ، بينما تقدر نسبة الغاز الإجمالية الواردة من الدول العربية من مصر وقطر والجزائر بنسبة 14%، فهي تعادل ثاني أكبر مصدر للغاز لأوروبا.
وأشار إلى توجه الدول العربية ومنها مصر، إلى تنفيذ حزمة من مشاريع الغاز الطبيعي المسال، لزيادة القدرة الإنتاجية لرفع الطاقة التصديرية للغاز الطبيعي للسوق الأوروبية والعالمية .
وأشار غراب، إلى أن مصر تصدر الغاز الطبيعي المسال من محطتين كبيرتين في إدكو بطاقة 10 مليار متر مكعب، ودمياط بطاقة 7 مليار متر مكعب، كما صدرت مصر العام الماضي لدول أوروبا 2 مليار متر مكعب، ومع استمرار زيادة الطلب الأوروبي على الغاز وارتفاع سعره، سيسجل الغاز المصري رقما قياسيا في الفترة القادمة، وهذا يساهم في زيادة الواردات المصرية من الغاز وزيادة الدخل القومي، لتصبح مصر مركزا إقليميا للطاقة في الشرق الأوسط.
وأكد غراب على أن صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال، زادت بنسبة 123.3%،، لتبلغ 6.7 مليون طن عام 2021، موضحا أن زيادة الطلب على الغاز المصري، وللاستفادة من زيادة أسعاره عالميا، جعل الحكومة تتجه لزيادة تكثيف أعمال البحث والاستكشاف وتنمية الاكتشافات الجديدة ووضعها على خريطة الإنتاج لزيادة إنتاج مصر من الغاز والنفط.
وأضاف أن مصر احتلت المركز الـ 14 عالميا في إنتاج الغاز عام 2020 والثاني إفريقيا والخامس إقليميا، بحجم إنتاج بلغ 58.5 مليار متر مكعب، وفي عام 2020/2021 بلغ حجم الإنتاج 66.2 مليار متر مكعب، والإستهلاك 62.9 مليار متر مكعب، فحققنا فائض 3.3 مليار متر مكعب للتصدير للخارج، بعد أن وصلنا للاكتفاء الذاتي عام 2018، وتحول مصر من مستوردة له إلى مصدرة .
وتابع غراب، بأن هناك فرصة حاليا أمام مصر لزيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال، وهذا يتطلب وضع خطط لزيادة إنتاج مصر من الغاز، بزيادة البحث والاستكشاف وتنمية الاكتشافات الجديدة وزيادة القدرة الإنتاجية لزيادة الإنتاج المحلي، موضحا أنه حاليا بلغت القدرة الإنتاجية لمصر سنويا بفضل مشروعات تنمية حقول الغاز 73.4 مليار متر مكعب وفق التقارير الرسمية.