تراجعت أسعار النفط العالمي بنحو 2%، ليهبط خام برنت تحت 99 دولارًا، فيما سجلت العقود الآجلة لخام برنت عند التسوية 96.78 دولارا للبرميل، منخفضة 3.76 دولارا أو 3.74 %.
كما سجلت العقود الآجلة للنفط الأميركي عند التسوية 90.66 دولارا للبرميل، منخفضة 3.76 دولارا أو 3.98 %.
قرر تحالف “أوبك+” زيادة إنتاج النفط بمقدار 100 ألف برميل يوميا في شهر سبتمبر المقبل، وسط ترقب ضغوط متزايدة من الإدارة الأميركية لضخ المزيد من الخام.
وأوصت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة، في وقت سابق، بزيادة الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يوميًا بدءًا من الشهر المقبل، ما يعادل نحو 0.1 % من الطلب العالمي على النفط.
أسباب الانخفاض
وقال الدكتور أنس الحجي، خبير اقتصادات الطاقة ومستشار تحرير منصة الطاقة، إن اجتماع أوبك+، يعد الأول من نوعه للتحالف دون ارتباطات مثلما حدث في كل الاجتماعات السابقة منذ مارس 2020.
وكشف الحجي أن عام 2022 شهد 3 تغيرات أساسية أثرت على أسواق النفط، أولها الحرب في أوكرانيا وما تبعها من عقوبات غربية استهدفت النفط والغاز الروسي، بالإضافة إلى السحب بكميات ضخمة من المخزون الاستراتيجي الأميركي بما هدأ من ارتفاع الأسعار.
وأضاف أن الأمر الثالث والجديد هو السلوك المنضبط من دول تحالف أوبك+، وهو عدم استخدام الدول الكبرى صاحبة الطاقة الإنتاجية الفائضة طاقتها في تعويض عجز بعض الدول للوفاء بقرارات دول التحالف.
زيادة محدودة
ووصف الحجي قرار دول تحالف أوبك+ برفع سقف الإنتاج بنحو 100 ألف برميل في شهر سبتمبر، بـ”الزيادة المحدودة والصغيرة”، مشيرا إلى أن القرار يتعلق بسياسة الإنتاج خلال شهر سبتمبر فقط، وهو ما يعني أن أوبك+ ستجتمع مجددا لاتخاذ قرارات جديدة لما بعد سبتمبر، وعلينا ألا نستغرب أي قرار يخص الإنتاج من أوبك + عقب نهاية سبتمبر.
وأضاف أن الزيادة في الإنتاج جاءت بالتوافق بين السعودية وروسيا.
أسعار النفط
وعن مدى تأثير هذه الزيادة في أسعار النفط سواء أكان هبوطا أو ارتفاعا، أشار الحجي إلى ضرورة الانتظار إلى مطلع الأسبوع المقبل للتعرف على قرار شركة “أرامكو” بشأن تسعير الخام خاصة إلى دول آسيا، مضيفا أن الإنتاج والتسعير أصبحا السياسة الجديدة لأوبك+.
وقال إن رفع “أرامكو” أسعارها بشكل كبير يوجه رسالة إلى المشترين لا تشتري النفط إذا لم تكن في حاجة له، وهو ما يزيد من فائض المعروض من النفط في الأسواق.
وأضاف أن “بيان أوبك+ تبنى خطاب ولي عهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن التغيرات المناخية”. وقال البيان إن النقص الحاد في الاستثمارات في صناعة البترول قد حدّ من توفّر الطاقات الإنتاجية الفائضة في جميع مراحل سلسلة القيمة في هذه الصناعة (التنقيب والإنتاج، والمعالجة والنقل، والتكرير والتوزيع).
وحسب البيان، فإن عدم كفاية الاستثمارات في قطاع التنقيب والإنتاج، سيؤثر في توافر الإمدادات الكافية إلى السوق، في الوقت المناسب، لتلبية الطلب المتزايد فيما بعد عام 2023، وهذا يشمل الدول المنتجة للبترول غير الأعضاء في منظمة أوبك وغير المشاركة في اتفاق أوبك بلس، وبعض الدول الأعضاء في أوبك، وبعض الدول المشاركة في اتفاق أوبك بلس من خارج أوبك.
أميركا في المشهد
وفي أول رد فعل أميركي على القرار، قال البيت الأبيض الأربعاء إن إدارة الرئيس جو بايدن تركز على إبقاء أسعار النفط منخفضة.
وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحفيين: “ما نركز عليه هو إبقاء تلك الأسعار منخفضة.. كنا نريد أن نرى بعض الزيادة في الإنتاج قبل أن أعلنا عن الرحلة وقد شهدنا ذلك فعلا في الأسبوع الأول من يونيو”.