واصل البيتكوين مسلسل خسائره الذي بدأ منذ مايو الماضي، بالتزامن مع الإنهيار الذي ضرب سوق الكريبتو بشكل عام، ويتوافق مع التقلب المستمر الناجم جزئياً عن الأزمة الاقتصادية السائدة، والتي دفعت ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع أسعار الفائدة دولياً، مما هدد الأصول الرقمية المتقلبة ودفع المستثمرين إلى التخلي عنها.
وسجلت بيتكوين اليوم رقم أقل ما يوصف به أنه خطير، حيث وصلت هيمنتها على السوق إلى أدنى مستوى لها في أربع سنوات حيث بلغ رأس مالها السوقي 387.85 مليار دولار من أصل تريليون دولار وهو حجم رأس المال السوقي لعالم العملات المشفرة، وهو ما جعل النسبة المئوية لإجمالي القيمة السوقية تمثل 39.06 ٪، واحتلت الإيثريوم ( ETH ) المرتبة الثانية برأسمال سوقي قدره 166.61 مليار دولار، وهو ما يمثل هيمنة سوقية بنسبة 17.3٪.
دفع انهيار سوق الكريبتو إلى زيادة معدلات الخوف والقلق عند المتداولين، حيث فقدت ما يقرب من 50% من قيمتها السوقية خلال أشهر قليلة، وهو ما رجح ضعف قدرة الأصول الرقمية على على العمل كمخزن للقيمة والتحوط ضد التضخم، وهو ما عزز الاتجاه البيعي للعملة وأدى لتراجع هيمنتها السوقية.
وساعد تراجع القيمة السوقية لعملة البيتكوين على تعزيز سوق العملات البديلة، وعملات الميمز، حيث فضل المستثمرون التخلي عن فلسفة التداول طويل الأجل لعملات الكريبتو، والنظر إليها كأداة مالية تساعد في تسهيل حركة المدفوعات، وتبني سياسة التداول قصير الأجل التي تهدف إلى تحقيق ربح سريع، وتنظر لسوق الكريبتو باعتبارات الربح والخسارة أكثر من اعتبارات المنفعة العامة، ولهذا توجه العديد منهم إلى عملات الميم رخيصة السعر.
تعتبر عملة الإيثريوم أكثر العملات الرقمية التي من الممكن أن تستفيد من تراجع هيمنة البيتكوين، حيث من المرجح أن تكون أول اختيارات المستثمرون بعد التخلي عن البيتكوين، وخاصة بعد الإعلان رسمياً عن ترقية الدمج، والتي جعلت العملة أحد الأصول الانكماشية والصديقة للبيئة، وهو عامل من المحتمل أن يجذب المزيد من رأس المال المؤسسي للبيتكوين.
ولا سبيل أمام البيتكوين ليستمر في هيمنته على سوق الكريبتو، والحفاظ على رأس المال المؤسسي دون التعرض لموجات بيعية مستقبلية إلا مقاومة الاحتفاظ بمستوى 20 ألف دولار والتوجه لكسر حاجز مستويات المقاومة لاستعادة ثقة المستثمرين.