متى ستنتهي هيمنة الدولار على الجنيه المصري؟.. باحثون يجيبون

هيمنة الدولار
هيمنة الدولار

تظل أسئلة المواطنين منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية حول متى ستنتهي هيمنة الدولار على الجنيه المصري؟، والذي أصبح له تأثير وتحكم بأسعار السلع وأسعار الموصلات والشقق والعقارات وغيرها، مما أثر على حياة الأفراد ورجال الأعمال والمستثمرين وحركة السوق الاقتصادي بشكل كبير.

الدولار

وفي هذا الصدد، قال الباحث الاقتصادي إسلام شاكر، إن الجنيه المصري تراجع إلى أدنى مستوى له في التاريخ مقابل الدولار الأمريكي، بعدما سجل سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي 30,88 اليوم الخميس 9 مارس 2023، في عدد من البنوك المحلية في مصر، وتخطي سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي حاجز الـ30 جنيهًا بعد قرار المركزي بالتعويم الرابع يناير 2023، حيث انخفض الجنيه المصري من 24,7 إلى 32 جنيهًا مصريًا للدولار الواحد ليفقد الجنيه المصري 30% من قيمته.

الباحث الاقتصادي إسلام شاكر

أسباب تراجع الجنيه المصري امام الدولار ؟؟

وأوضح 'إسلام'، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن الجنيه المصري انخفض أمام الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته، حيث جاء ذلك تنفيذًا لشروط صندوق النقد الدولي، وذلك بالتحول إلى سعر صرف مرن يتحدد بقوى العرض والطلب وزيادة التزامات مصر الدولارية من فواتير استيراد وأقساط ديون تسبب في زيادة الطلب على الدولار، وبالتالي ارتفاع سعره أمام الجنيه المصري بجانب رفع الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة لأكثر من 5% أدى إلى خروج ما يقرب من 20 مليار دولار من قبل المستثمرين الأجانب من مصر واتجاههم لسحب أموالهم من مصر والاستفادة من معدل الفائدة التاريخي كل ذلك شكل ضغط كبير علي الجنيه المصري أمام الدولار .

كيف تنتهي هيمنة الدولار علي الجنيه المصري ؟

ومن جانبه قال الباحث الاقتصادي مصطفى أبو النصر، إن بالحديث عن تخفيف الأعباء عن الطلب الدولاري، يأتي الإنتاج قاطرة الاقتصاد، كما تسعى الدول إلى زيادة الإنتاجية واستغلال جميع الموارد المتاحة، وزيادة الإنتاجية الفردية عن طريق استخدام التكنولوجيا الحديثة وتدريب العنصر البشري، لتكون السلع والخدمات على درجة عالية من الكفاءة وعدم التكلفة لزيادة الربحية، وهو ما يهيمن على الاقتصاديات الكبرى، لتجعل الميزان التجاري فى صالحها، بزيادة صادراتها وتقليل وارداتها لتكسب العملة المحلية قيمة بالطلب عليها لتبادل السلع والخدمات وزيادة الإنتاج يساعد الدولة في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الواردات وفي المقابل زيادة الصادرات وحصول الافراد علي السلع والخدمات بأسعار مناسبة عكس السلع المستوردة الذي يضاف إلى ثمنها مصاريف الشحن والتفريغ والجمارك بجانب أنها تضع ضغط على العملة المحلية (الجنيه المصري )، وذلك لأن معظم هذه المعاملات تتم بالدولار الأمريكي، وزيادة الإنتاج يساهم في خفض معدلات البطالة وزيادة الدخل القومي، وانعكاسه على المجتمع بشكل عام بزيادة رفاهية المجتمع وتقديم خدمات على أعلى مستوى.

التبادل التجاري

تقليل فاتورة الواردات

وأوضح 'مصطفى'، أن العوامل التي تلعب دورًا مهمًا في تخفيف الضغط على الجنيه المصري، أيضًا تقليل الواردات.

كما تأتي فاتورة الواردات على رأس الطلب الدولاري، كما أن على صعيد حركة الواردات تشير البيانات، والأرقام الرسمية، والتي سجلت خلال أول 10 أشهر من 2022، زيادة بنسبة 11.1% ، مقارنة بعام 2021، كما كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن قيمة الواردات المصرية من شتى دول العالم ارتفعت إلى 80.7 مليار دولار، مقابل 42.8 مليار دولار قيمة الصادرات المصرية فيجب على الدولة أن تعمل جاهدة لكي تقلل واردتها وزيادة صادراتها لكي تحقق فائضًا في الميزان التجاري، وبالتالي تخفيف العبء على الجنيه المصري وارتفاع قيمته.

تنشيط السياحة

وأشار 'إسلام'، أنه يوجد عوامل مهمة تساعد في تخفيف الضغط على الجنيه المصري مثل تنشيط السياحة، حيث تحظى جمهورية مصر العربية بمكانة مرموقة في وجهة السياح لما تمتلكه من أماكن سياحية خلابة وأنواعها المختلفة من سياحة، ثقافية، دينية، علاجية، ترفيهية، وأماكن آثارية، كمعبد الكرنك بالأقصر ووادي الملوك، والأهرامات التي مازالت أعجوبة العالم أجمع فضلًا عن أن السياحة تدر عائدًا قدره 10.7 مليار دولار، بالإضافة إلى تحويلات المصريين بالخارج والتى بلغت 35 مليار دولار وإيرادات قناة السويس 8 مليار دولار.

إجراءات الدولة لتخفيف الضغط علي الجنيه المصري ؟

وأوضح الباحثون، بأن الحكومة المصرية تسعى جاهدة لتخفيض الضغط على الجنيه المصري عن طريق محاولة جذب الاستثمار الأجنبي وتسعى الدولة لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة لزيادة القدرة الإنتاجية، وفقًا لذلك لما تقوم به الدولة من بنية تحتية، وتسهيلات للأجانب، وحفظ الأمن والأمان، وهى عوامل تأتي على رأس عوامل طلب الاستثمار، مشيرًا إلى أن من الإجراءات المهمة التي تتخذها الدولة أيضًا لتخفيف الضغط على الجنيه المصري هي إطلاق سلة العملات الأجنبية مع الدول التي تدخل معها في معاملات تجارية كما فعلت مع روسيا وباعتماد دولة روسيا الجنية المصري يكون هذا من أهم المزايا التي لابد أن تُستغل لقوة تبادل بين الاقتصاد التجاري المصري والروسي خاصة فى استيراد القمح، والتي تعتبر مصر أكثر الدول استيراد القمح من روسيا.

سعر صرف الجنيه المصري

كما تسعى الدولة المصرية، أن تفعل مع الصين كما فعلت مع روسيا لأنها تستحوذ على جزء كبير من واردات مصر كل هذه الإجراءات من شأنها تخفيف الضغط على الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي.

توقعات سعر الجنيه المصري أمام الدولار الفترة المقبلة

وأضاف الباحثون، بأنه من المتوقع أن ينخفض الجنيه المصري أمام الدولار إلى أكثر من 34 جنيهًا مصريًا للدولار الواحد حسب توقعات الكثير من المؤسسات الدولية الكبرى، وتحتاج مصر 19.9 مليار التزامات خاصة بالديون في العام المالي 2023، كما سيكون هناك ضغط كبير على الجنيه المصري بجانب أن مصر على أعتاب الحصول على القسط الثاني من صندوق النقد الدولي، كما سيراجع صندوق النقد الدولي الإجراءت المتفق عليها ومن ضمنها تحديد سعر صرف مرن.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً