تشهد أسعار الذهب اليوم ارتفاع محدود بعد أن انخفضت أمس بسبب تعافي الدولار الأمريكي من أدنى مستوياته في 5 أشهر، وابتعاد العائد على السندات الحكومية الأمريكية عند أدنى مستوياته، وسجل الذهب الفوري ارتفاع خلال جلسة اليوم الجمعة بنسبة 0.3% ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند 2070 دولار للأونصة، وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2065 دولار للأونصة.
و سجل الذهب أمس أعلى مستوى في 3 أسابيع عند 2088 دولار للأونصة ولكن انخفض السعر بعدها بنسبة 0.6% ليسجل أدنى مستوى عند 2064 دولار للأونصة ليغلق تداولات الأمس عند 2065 دولار للأونصة.
وبحسب تحليل جولد بيليون فإن الذهب احتفظ بالسعر فوق المستوى 2065 دولار للأونصة لمدة 3 أيام والذي أصبح يمثل دعم على المستوى اللحظي، ويتبقى على الذهب الآن اختراق مستوى المقاومة الهام عند 2080 دولار للأونصة والذي يفتح الباب إلى المستهدف 2100 دولار للأونصة.
الجدير بالذكر أن حجم التداول ضعيف في جميع الأسواق المالية العالمية تقريباً بسبب موسم العطلات، وهو ما يمنع الذهب من تجميع أي زخم صاعد لاختراق مستوى المقاومة، الأمر الذي يدفع السعر للتذبذب بين 2065 – 2080 دولار للأونصة.
ساعد على تراجع الذهب يوم أمس التعافي الذي شهده الدولار الأمريكي، فقد ارتفع مؤشر الدولار يوم أمس بنسبة 0.4% وذلك بعد أن سجل أدنى مستوى جديد منذ 5 أشهر، وقد أدى هذا إلى تراجع في أسعار الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربطه مع الدولار.
يوم أمس صدرت بيانات طلبات اعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة الأمريكية، وأظهرت ارتفاع بقيمة 218 ألف طلب بأعلى من التوقعات 211 ألف والقراءة السابقة 206 ألف طلب وتدل هذه البيانات على الضعف التدريجي الذي يتخلل إلى قطاع العمالة الأمريكية، والذي ينتج من التدهور الواضح في أداء القطاع الصناعي والعديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى.
مؤشر مبيعات المنازل قيد الانتظار في الولايات المتحدة صدر يوم أمس ليشهد قراءة صفرية بنسبة 0.0% خلال شهر نوفمبر، مقارنة مع التوقعات التي كانت مرتفعة بنسبة 0.8، بينما كانت القراءة السابقة منخفضة بنسبة – 1.2%، الأمر الذي يدل على تراجع آخر في أداء قطاع المنازل.
حتى الآن المؤشرات عن الاقتصاد الأمريكي تدل على استمراره في سيناريو الهبوط الناعم، والذي يعني تراجع أداء الاقتصاد بشكل تدريجي دون السقوط في الركود الاقتصاد، ويعمل هذا على خفض معدلات التضخم دون السقوط في الركود التضخمي.
وشجع هذا السيناريو البنك الفيدرالي الأمريكي على انهاء دورة رفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه الأخير، ليشير إلى توقعات أعضاء البنك بخفض الفائدة 75 نقطة أساس خلال عام 2024، ولكن الأسواق تتوقع الآن أن الخفض قد يصل إلى 150 نقطة أساس وقد يبدأ البنك في خفض الفائدة في مارس القادم.
تضع الأسواق احتمال الآن بنسبة 75% أن يقوم البنك الفيدرالي بخفض الفائدة 25 نقطة أساس خلال اجتماع شهر مارس 2024، وقد ساهم هذه التوقعات في دعم أسعار الذهب بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، منذ كون خفض الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
من ناحية أخرى استطاعت هذه التوقعات أن تحافظ على استقرار أسعار الذهب فوق المستوى 2000 دولار للأونصة لخمس أسابيع متتالية، ليكون قاعدة سعرية فوق هذا المستوى تدعم ارتفاعه وتسجيل مستويات قياسية خلال العام الجديد.
هذا وقد ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات منذ يوم أمس بنسبة 1.8% لتبتعد بعض الشيء عن أدنى مستوى سجلته منذ 5 أشهر عند 3.783%. وتتجه لتسجيل انخفاض أسبوعي بنسبة 0.8% وهو انخفاض للأسبوع الخامس على التوالي.
أسعار الذهب في مصر
يستمر التذبذب والتراجع في أسواق الذهب بمصر في ظل عدم الاستقرار الحالي في سوق الذهب بسبب الارتفاعات الحادة والهبوط الحاد في الأسواق الأمر الذي يدل على حدوث مضاربا مستغلين فترة العطلات في السوق العالمي والتغيرات التي تحدث في سعر صرف الدولار في السوق الموازي.
وافتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الجمعة عند المستوى 3100 جنيه للجرام قبل أن يتراجع ويتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 3095 جنيه للجرام، وذلك بعد أن انخفض السعر يوم أمس بمقدار 90 جنيه ليغلق عند المستوى 3125 جنيه للجرام بعد أن افتتح جلسة الأمس عند 3215 جنيه للجرام.
شهد سوق الذهب المحلي يوم أمس تحركات عنيفة في الاتجاهين فبعد الافتتاح انخفض السعر تدريجياً ليسجل أدنى مستوى عند 3070 جنيه للجرام، قبل أن يعود السعر للارتفاع من جديد ويصل إلى المستوى 3175 جنيه للجرام ثم يعود إلى الانخفاض من جديد ويغلق الجلسة عند المستوى 3125 جنيه للجرام.
الطلب على الذهب من غير المعقول أن يتسبب في هذه التحركات والتسعير العشوائي في سعر الذهب، ولكن هذه التحركات قد تنتج عن المضاربات في الأسواق خاصة في ظل عدم استقرار في سعر صرف الدولار في السوق الموازي الذي يشهد تراجع من أعلى المستويات التاريخية التي سجلها هذا الأسبوع.
من جهة أخرى تراجع دور مبادرة زيرو جمارك التي تسمح بدخول الذهب من العائدين من السفر بدون رسوم جمركية، لتتراجع مؤخراً معدلات دخول الذهب بسبب انتهاء فترة الإجازات السنوية للعاملين في الخارج، وأدى هذا على غياب الاستقرار في ميزان العرض والطلب في الذهب والذي نجحت المبادرة في تحقيقه خلال معظم فترات النصف الثاني من عام 2023.
في الوقت نفسه تزايد في الفترة الأخيرة ومنذ انتهاء الانتخابات الرئاسية التوقعات بحدوث تعويم في سعر الصرف الرسمي مع بداية العام، وهو ما تطالب به جميع الوكالات العالمية والبنوك والمؤسسات المالية.
أيضاً البنك المركزي المصري قام في اجتماعه الأخير لهذا العام بتثبيت أسعار الفائدة وهو ما دفع الأسواق لتوقع عدم طرح شهادات بعائد أعلى من 25% قبل استحقاق شهادات الـ 25% في يناير القادم والتي ستضخ سيولة نقدية عالية في الأسواق.
هذا وقد أعلنت وكالة موديز للتصنيف الائتماني أنها تتوقع أن يقوم البنك المركزي المصري بخفض كبير في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار خلال الربع الأول من عام 2024 وأن يستمر التراجع التدريجي في قيمة الجنيه حتى النصف الأول من العام القادم.
وأشارت وكالة التصنيف الائتماني في تقريرها أن يصل سعر صرف الجنيه بين 45 إلى 50 جنيه خلال عام 2024 إذا تبنت الحكومة سعر صرف مرن، مع العلم أن سعر الصرف الرسمي مستقر حالياً عند 30.90 جنيه للدولار.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
يشهد سعر الأونصة العالمية تحركات ضعيفة خلال جلسة اليوم بعد الانخفاض الذي سجلته يوم أمس، وذلك في ظل استمرار التذبذب وأحجام التداول الضعيفة في أداء الذهب العالمي بسبب موسم العطلات، إلا أن أسعار الذهب استطاعت تسجيل اعلى مستوى في 3 أسابيع خلال جلسة اليوم.
بينما يشهد سعر الذهب المحلي استمرار في التصحيح السلبي الذي بدأ منذ يومين والذي دفع أسعار الذهب إلى التراجع بعيدا عن المستويات التاريخية التي سجلتها هذا الأسبوع، يأتي هذا التصحيح بدعم من تراجع طفيف في سعر صرف الدولار في السوق الموازي بالإضافة لعمليات جني الأرباح بعد الأسعار القياسية التي تم تسجيلها.
تستقر تداولات سعر الأونصة العالمية فوق المستوى 2065 دولار للأونصة الذي تحول إلى مستوى دعم على المستوى اللحظي، ولكن تنحصر التداولات حالياً بين هذا المستوى ومستوى المقاومة عند 2080 دولار للأونصة.
الذهب يفتقد الزخم الكافي لاختراق مستوى المقاومة الأمر الذي دفعه للتذبذب بسبب ضعف أحجام التداول بسبب موسم العطلات، واختراق مستوى المقاومة 2080 دولار يفتح الباب إلى المستهدف عند 2100 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي:
فقد افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3100 جنيه للجرام عيار 21 بعد أن استطاع التداول أسفله يوم أمس في استمرار لحركة التذبذب في سعر الذهب المحلي، ولكن الغالب على الأسعار حالياً هو التراجع في تصحيح سلبي قد يستهدف المستوى 3000 جنيه للجرام.
يأتي هذا التصحيح بعد تسجيل السعر هذا الأسبوع أعلى مستوى تاريخي عند 3330 جنيه للجرام، الأمر الذي فعل عمليات البيع ليدخل في تصحيح سلبي، ولكن يبقى الاتجاه الأساسي في الأسواق هو الصعود.