سجل سعر الذهب العالمي انخفاضا خلال الأسبوع الماضي ليسجل أكبر انخفاض أسبوعي منذ شهر ونصف، يأتي في ظل تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي والبيانات الاقتصادية الأمريكية التي تسببت في تراجع توقعات خفض الفائدة الأمريكية.
انخفض سعر أونصة الذهب الفوري خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1% تقريباً ليسجل أدنى مستوى في 5 أسابيع عند 2001 دولار للأونصة ويغلق تداولات الأسبوع عند المستوى 2029 دولار للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون.
خلال الأسبوع انخفض الذهب حتى مستوى الدعم الرئيسي عند 2000 دولار للأونصة والذي ساعد على عكس حركته لأعلى خلال آخر جلستين في الأسواق ليسجل خلاهما ارتفاع بمقدار 23 دولار للأونصة، ونجح هذا في تقليص خسائر الذهب خلال الأسبوع الماضي.
ومنذ بداية العام انخفض الذهب بنسبة 1.6%بسبب تراجع التوقعات أن البنك الفيدرالي في طريقه إلى خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر هذا العام، وقد تزايد هذا خلال الأسبوع الماضي في ظل تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي.
أثارت تصريحات عضو البنك الفيدرالي الأمريكي كريستوفر والر الأسواق لتتجه إلى تخفيض توقعاتها لمستقبل أسعار الفائدة، وذلك بعد أن أشار أنه لا ينبغي للبنك الفيدرالي أن يتسرع في عمليات خفض الفائدة حتى يتأكد البنك من انخفاض معدلات التضخم بشكل مستدام.
وأشار والر إلى أن البيانات الاقتصادية تظهر انعكاس وعلى البنك أن يتأكد من استمرار النهج المنخفض للتضخم قبل التفكير في خفض الفائدة.
وقال عضو البنك الفيدرالي أوستان جولسبي يوم أمس الجمعة أن البنك الاحتياطي الفيدرالي يحتاج إلى مزيد من بيانات التضخم قبل إصدار أي حكم لخفض سعر الفائدة. بينما صرح عضو البنك بوستيك يوم الخميس الماضي إن خط الأساس لبدء التخفيضات هو في الربع الثالث.
بالإضافة إلى هذا جاءت البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع لتدعم تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي، فقد أظهرت مبيعات التجزئة ارتفاع بنسبة 0.6% خلال شهر ديسمبر مقارنة مع القراءة السابقة بنسبة 0.3%، الأمر الذي يعكس استمرار عمليات الإنفاق من القطاع العائلي الأمريكي، وهو الأمر الذي قد يعمل على زيادة ضغوط التضخم.
بالإضافة إلى هذا أظهرت بيانات اعانات البطالة الأمريكية الأسبوعية تراجع إلى أدنى مستوياتها منذ قرابة عام ونصف عند 187 ألف مقارنة مع القراءة السابقة 203 ألف، بينما ارتفع مؤشر ثقة المستهلكين خلال شهر يناير بقيمة 78.8 نقطة بأعلى من القراءة السابقة بقيمة 69.7 نقطة.
البيانات الاقتصادية أثبتت أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يتمتع بالمرونة الاقتصادية الكافية لتوليد المزيد من معدلات التضخم، وهو الأمر الذي انعكس سريعا على توقعات الأسواق بخصوص خفض أسعار الفائدة.
التوقعات الآن تشير إلى احتمال بنسبة 46% أن يقوم البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماع شهر مارس القادم، وذلك بعد أن كان الاحتمال بنسبة 70% خلال الأسبوع السابق.
عمل هذا على ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي، ليسجل مؤشر الدولار ارتفاع بنسبة 0.8% خلال الأسبوع الماضي مسجلاً أعلى مستوى منذ 5 أسابيع عند 103.43.
من جهة أخرى ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات خلال الأسبوع الماضي بنسبة 4.7% ليسجل أعلى مستوى منذ خمس سنوات عند 4.169%
الذهب يرتبط بعلاقة عكسية مع كل من الدولار وعوائد السندات الحكومية، منذ كون الذهب سلعة تسعر بالدولار إلى جانب كون ارتفاع عوائد السندات يجذب الاستثمارات بعيداً عن أسواق الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
نتيجة لهذا سيطر الهبوط على أسعار الذهب العالمي خلال الأسبوع الماضي، ولكنه استطاع أن يرتفع خلال آخر جلستين بدعم من التوترات المتزايدة في البحر الأحمر مع استمرار العمليات العسكرية من الولايات المتحدة ضد أهداف لجماعة الحوثيين.
بالإضافة إلى هذا تصاعدت التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بعد أن شنت باكستان غارات عسكرية انتقامية داخل الأراضي الإيرانية، بعد هجوم إيراني يوم الثلاثاء الماضي على الأراضي الباكستانية.
أسعار الذهب في مصر
شهدت أسعار الذهب في مصر تحركات هي الأعنف في تاريخ تسعير الذهب خلال الأسبوع الماضي في ظل ارتفاع كبير في سعر صرف الدولار في السوق الموازي إلى مستويات تاريخية بالإضافة إلى عدم الاستقرار في أسواق الصاغة وعملية التسعير، وهو ما ساهم في ارتفاع الذهب لأسعار تاريخية يراها البعض مبالغ فيها.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم السبت عند المستوى 3520 جنيه للجرام، ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 3500 جنيه للجرام، وذلك بعد أن افتتح واختتم الذهب جلسة أمس الجمعة عند المستوى 3550 جنيه للجرام، وقد سجل خلال الجلسة أعلى مستوى تاريخي عند 3650 جنيه للجرام.
خلال الأسبوع الماضي ارتفع سعر الذهب بمقدار 300 جنيه مسجلا ارتفاع بنسبة 9.2% حيث افتتح تداولات الأسبوع عند 3250 جنيه للجرام وأغلق عند المستوى 3550 جنيه للجرام وخلال الأسبوع سجل مستوى تاريخي جديد عند 3650 جنيه للجرام.
ارتفاع أسعار الذهب المحلي خلال الأسبوع الماضي يأتي في ظل عدم الاستقرار في أسواق الذهب في ظل نقص المعروض من الذهب الخام في ظل امتناع عدد من التجار خلال الأيام الأخيرة في توفير كميات من الذهب إلى السوق.
من جهة أخرى نجد أن الطلب على الذهب يشهد ارتفاع خلال هذه الفترة بسبب السيولة النقدية المتزايدة في الأسواق بسبب استحقاق شهادات الـ 25% إلى جانب ضبابية المشهد الاقتصادي وارتفاع مستويات الأسعار للسلع والخدمات مما يزيد من الطلب على الذهب كملاذ آمن وتحوط ضد التضخم وانخفاض القيمة الشرائية للعملة.
أيضاً الارتفاع التاريخي في سعر الدولار في السوق الموازي تسبب في ضغط كبير على أسعار الذهب للارتفاع طوال فترات الأسبوع، وتسبب في ارتفاع سعر الدولار التحوطي للذهب أو دولار الصاغة إلى مستويات غير مسبوقة، وهو ما يعكس ضبابية المشهد في سوق الذهب ما يدفع عمليات التسعير إلى عدم الاستقرار.
هذا وقد انخفض سعر صرف الدولار في السوق الموازي من 2 إلى 3 جنيه مع نهاية الأسبوع وهو ما ساعد على الهبوط الحاد والسريع في سعر الذهب ليفقد 100 جنيه في جلسة واحدة من 3650 جنيه إلى 3550 جنيه للجرام.
وفيما يلي أهم الأحداث التي شهدها الأسبوع الماضي وتسببت في تحركات سعر الذهب:
- وكالة بلومبرغ إنتلجنس تتوقع أن يطالب صندوق النقد الدولي بخفض قيمة الجنيه المصري بنسبة 30% مقابل الدولار، كشرط لاستكمال برنامج الإقراض.
- توقفت البنوك عن التعامل بالبطاقات البنكية خارج مصر أو تخفيض حد التعامل الشهري إلى 50 دولار، وهو ما زاد من المخاوف في الأسواق بشح الدولار بشكل كبير خلال هذه الفترة.
- مصر تحاول العودة إلى سوق السندات الدولي من خلال البحث عن ضمانة أمريكية بعد أن قامت مؤسسات التصنيف الائتماني العالمية بتخفيض تصنيف مصر إلى درجة مرتفعة المخاطرة بالنسبة للمستثمرين.
- وكالة موديز للتصنيف الائتماني تخفض نظرتها المستقبلية لتصنيف السندات الحكومية المصرية إلى سلبية بعد أن كانت مستقرة، بينما أبقت وكالة موديز على تصنيف السندات طويلة الأجل عند Caa1.
- أخبار عن تواجد بعثة صندوق النقد الدولي في مصر لمناقشة المراجعة الأولى والثانية لبرنامج التمويل الممتد لمصر.
- العديد من التصريحات التي تتوقع حدوث تعويم في سعر الصرف لتقلي الفجوة بين سعر صرف الدولار الرسمي والموازي.
توقعات أسعار الذهب في مصر من جولد بيليون
أغلق سعر الأونصة العالمية تداولات الأسبوع الماضي على انخفاض في ظل ارتفاع مستويات الدولار وعوائد السندات الحكومية الأمريكية بعد تراجع التوقعات التي تشير إلى خفض أسعار الفائدة الأمريكية في وقت مبكر من هذا العام.
من جهة أخرى نجد أن الذهب المحلي يشهد عدم استقرار في التسعير في بسبب عمليات نقص الخام لدى تجار الذهب مما يؤدي إلى عدم استقرار السعر، بينما دخل السعر في تراجع كبير قبل نهاية جلسة الأمس بعد أن تراجع سعر صرف الدولار في السوق الموازي.
أغلق سعر الأونصة العالمية تداولات الأسبوع الماضي تحت منطقة المقاومة 2030 – 2035 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد أن عكس حركته لأعلى من المستوى 2000 دولار للأونصة ليقلص من خسائر الأسبوع الماضي.
اغلاق السعر تحت منطقة المقاومة يضعف فرص الصعود بعض الشيء وقد يدفع السعر إلى التذبذب تحت هذه المنطقة خلال الأسبوع القادم، ولكن إذا حصل الذهب على الدعم المناسب واستطاع اختراق هذه المنطقة يستهدف المستوى 2050 ثم 2065 دولار ومع اختراق هذه المستويات يختبر مستوى المقاومة الهام 2080 ومن بعده المستهدف الرئيسي 2100 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي:
فبعد أن ارتفع السعر وسجل مستوى تاريخي جديد عند 3650 جنيه للجرام عيار 21 شهد انخفاض كبير وسريع ليفقد 100 جنيه من قيمته عند اغلاق الأمس، ليتداول السعر حالياً عند المستوى 3500 جنيه للجرام الذي قد يمثل دعم لحركة السعر حالياً.
التراجع الحالي يمثل تصحيح سلبي لسعر الذهب بعد المستويات القياسية التي سجلها وفي حال كسر المستوى 3500 جنيه يستهدف 3450 ثم 3400 جنيه للجرام، بينما في حال انتهى التصحيح السلبي سريعا تظهر المستهدفات عند 3600 ثم 3650 جنيه للجرام.