ارتفع الدولار خلال الأسابيع الماضية بالسوق السوداء ليسجل 73 جنيها يوم الثلاثاء الماضي، ثم بدء في التراجع و حتى سجل اليوم الأحد 4 فبراير 2024، نتيجة للعديد من الأسباب، والتي من بينها مفاوضات صندوق النقد الدولي وكذلك ضخ مليارات عبر مشروع رأس الحكمة الاستثماري، وكذلك الضربات الأمنية لتجار العملة الخضراء.
وهو ما أكد عليه عدد من خبراء الاقتصاد، والذي نستعرضه خلال التقرير التالي:
الضربات الأمنية
أكد الدكتور مصطفى بدرة، الخبير الاقتصادي، إن هناك الضربات الأمنية الكثيفة التي تم توجيهها لتجار السوق السوداء والقبض على عدد كبير من المتعاملين فيها، تعد أهم الأسباب وراء تراجع الدولار في السوق السوداء ووصوله لـ 53 جنيها بعدما وصل مستويات قياسية لنحو 73 جنيها، مشيراً إلي أن سعر الدولار في السوق السوداء في مصر لا يعكس السعر العادل للدولار مقابل الجنيه المصري.
وأشار إلى تراجع الطلب على الدولار نتيجة ارتفاعه لمستويات غير مسبوقة، موضحا أن سعر السوق السوداء للدولار ليس موثوقًا به ولا يمكن الاعتماد عليه في تحديد السعر الحقيقي، نظرًا لعدم وجود معايير حقيقية لتحديد حجم العرض والطلب.
الإرهاب الاقتصادي
وأكد أن هناك عوامل أخرى تؤثر في تحديد السعر في السوق السوداء، مثل الإرهاب الاقتصادي الذي يهدف لضغط الاقتصاد المصري من خلال جمع الدولار بأسعار مرتفعة بهدف تحقيق أرباح سريعة.
صندوق النقد الدولي
من جانبها قالت سهر الدماطى، الخبيرة المصرفية، أن هناك العديد من الأسباب التي دفعت الدولار للتراجع في السوق السوداء، والتي من بينها اقتراب منح صندوق النقد الدولي لمصر باقي قيمة القرض، وهو ما سينعش خزينة الدولة وبالتالي انخفض الطلب على الدولار في السوق الموازي، وبالتالي هبط سعره.
دعم الاتحاد الأوروبي
وأشارت إلى أن إعلان الاتحاد الأوروبي لدعم مصر بمبلغ مالي كبيرة قد يتخطى 10 مليارات دولار، بجانب الأموال المتوقع الحصول عليها بشأن الاستثمار في أرض رأس الحكمة بمنطقة الساحل الشمالي في مصر، بقيمة استثمارية تتراوح بين 22 مليار دولار و45 مليار دولار، موضحه أن هذه الأسباب ساعدت على انخفاض الطلب على الدولار، وبالتالي تراجع سعره في السوق الموازية بشكل كبير.
وقرر البنك المركزي المصري الخميس 1 فبراير 2024، رفع سعر الفائدة 2% لتصل إلى مستويات 21.25%، 22.25% للإيداع والإقراض لليلة واحدة على الترتيب، ما دفع الدولار في السوق السوداء للتراجع الحاد ليفقد 9 جنيهات من قيمته خلال يومين.