قالت حنان رمسيس خبيرة أسواق المال، إن سعر الدولار بالسوق السوداء يشهد حالة من عدم اليقين وعدم الاستقرار، نتيجة لما تعلنه الدولة من توافر نقد أجنبي للوفاء بالتزامات التجار وما بين المضاربين الذين يرون أنها ليست أكثر من مجرد إعلان وأن الأزمة ستتفاقم مرة أخري ويعاود سعره للارتفاع مجدداً، نتيجة التباطؤ في دخول الحاصلات الدولارية لدي البنك المركزي من خلال الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، بجانب الصفقات التي ستتم بين مصر ودولة الإمارات فيما يتعلق بمنطقة رأس الحكمة وتطويرها بمبلغ يصل إلى 22 مليار دولار.
تراجع الدولار
وأضافت رمسيس في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أنه سيتم وضع الالتزامات المالية على مصر، والتي يتم الإعلان عن توافرها من قبل البنك المركزي خلال المرحلة المقبلة، حيث إنه يتم التعويل على أن الدولة لا تتخذ أي إجراء جديد لزيادة المتحصلات الدولارية في ظل انخفاض دخل قناة السويس نتيجة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، بجانب انخفاض تحويلات المصريين بالخارج ومردودات السياحة.
وأشارت خبيرة أسواق المال، إلى أن المواطنين يشهدون حالة من عدم اليقين بشأن اتخاذ البنك المركزي قرارا جديدا بشأن تحرير سعر الصرف، أو أنه سيكتفي بإجراء تحريك مدار أو تحريك نسبي لا يزيد عن 10%، وسيكون تأثيره غير ملحوظ بالأسواق خلال الفترة الحالية، والذي سيؤدي لارتفاع الدولار بالأسواق مرة أخرى.
صفقات الأسواق
وأكدت رمسيس أنه في حال صدق الحكومة فيما تعلنه من اتفافيات أو صفقات بالأسواق خلال المرحلة المقبلة سيكون هناك وجود انخفاض تدريجي للدولار بالأسواق.
وأشارت إلى أن ارتفاع الدولار بالأمس وتراجعه اليوم يثبت حالة عدم اليقين فيما تعلنه الدولة بشأن حل أزمة الدولار، وأنهم يرون أن أزمة الدولار كما هي بالأسواق.
وأوضحت أن انخفاض الدولار والذهب أمر طبيعي نتيجة لتسعيره بأعلي من قيمته في السوق السوداء، وهو الأمر الذي يشكل ارتباكا كبيرا في الأسواق سواء للمواطنين أو التجار، ما يجلعهم متخوفين من ارتفاع الأسعار مجدداً، ما يؤثر على ارتفاع التضخم مرة أخرى.
تراجعت أسعار الدولار بالسوق السوداء خلال التعاملات الحالية ليترواح سعره بين 46 إلى 47 جنيها، وذلك حسب متعاملين.
توقف حركة البيع والشراء
وكشف متعاملون، أن حركة البيع والشراء متوقفة تماما عقب التراجع المفاجئ خلال الساعات الماضية، مشيراً إلي أنه بدأ التعامل على ارتفاع وقد وصل 59 جنيها، تليها تراجع في الأسعار بشكل كبيرة.
وشهدت أسعار الدولار في الأسواق خلال الأيام الماضية تراجعاً كبيراً بعدما سجل 73 جنيها، نتيجة للعديد من العوامل التي ساعدت على تراجع سعره، من بينها قرب اتفاق مصر بشكل نهائي مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض جديد.
قرض صندوق النقد الدولي
ويتوقع خبراء ومحللون للشأن الاقتصادي أن يكون قرض الصندوق الجديد بين 7 إلى 10 مليارات دولار، مع التأكيد على أن الصندوق عدل أولوياته من ضرورة تعويم الجنيه كشرط أساسي للحصول على القرض إلى التعامل أولا مع التضخم المرتفع ثم بعد ذلك النظر إلى سعر الصرف، والاكتفاء حاليا ببعض المرونة في سعر الصرف دون تحريره بشكل كامل، بالإضافة إلى قيام الجهات الأمنية بالقبض على عدد من المضاربين في السوق السوداء وتقديمهم للمحاكمة بتهمة الإضرار بالسوق والتعامل مع الصرف بما يخالف قوانين البنك المركزي.