قال نور الدين محمد الخبير الاقتصادي، إن التسعير في سوق الذهب حاليًا يتم عبر مضاربات على توقعات المحللين بشأن عدد مرات خفض الفائدة ومعدل التخفيض وهو ما يحرك شهية المستثمرين تجاه الذهب خصوصا مع ارتفاع بعض الأدوات الأخرى مثل 'بيتكوين' التي ارتفعت فوق 64 ألف دولار.
خفض الفائدة
وأوضح أن أداء الذهب كان ضعيفًا منذ بداية العام الجاري انتظارًا لأي مؤشرات اقتصادية بشأن خفض الفائدة في الفترة المقبلة حتى يبدأ التحرك في الاتجاه الصاعد، مضيفا أن ضعف بعض المؤشرات الاقتصادية الأمريكية كانت أحد أسباب صعود الذهب حتى 2050 دولارًا يوم الخميس الماضي حتى إغلاق يوم الجمعة الماضى عند 2095 دولارا للأونصة.
وذكر أن توقعات العام الماضي بخفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي بمعدل 6 مرات وبواقع 1.5% بنهاية عام 2024، وعلى هذا الأساس ارتفع الذهب فوق 2175 دولارًا، ولما بدأ العام الجديد وأظهرت مؤشرات أداء الاقتصاد الأمريكي ضعفًا وتغيرت توقعات الاقتصاديين إلى تخفيض الفائدة بواقع 3 مرات خلال العام الجاري على أن تبدأ العملية في يونيو وليس في مارس.
وأشار إلى ما يجري من إعادة توزيع الأموال داخل المحافظ وزيادة الوزن النسبي للذهب.
وقال إن ارتفاع الدين الأمريكي بشكل كبير هو ما يفتح شهية المستثمرين والبنوك المركزية لشراء الذهب وبدأ هذا الاتجاه منذ يونيو 2023، ومع الزيادات في الدين الأمريكي سيرتفع التضخم في الولايات المتحدة ومع الزيادات الكبيرة في مستوى الدين الحكومي الأمريكي لن يستطيع الفيدرالي الوصول إلى مستويات التضخم التى يستهدفها عند 2% خلال وقت قريب.
التحوط من الذهب
'البنوك المركزية تتحوط من ارتفاع التضخم في أمريكا عبر شراء الذهب بكميات كبيرة نتيجة زيادة الدين الأمريكي وظهر ذلك لدى بعض البنوك المركزية التي رفعت احياطياتها من الذهب بنحو 25% خلال العام الماضي، وهو ما أدى إلى تماسك الذهب فوق 2000 دولار للأونصة مع بدايات العام الجاري حتى مع وجود بعض الإشارات السلبية' وفق نور الدين.
وقال إن الذهب يجب أن يكون موجودًا في المحافظ الاستثمارية ليحافظ على توازنها حال حدوث بعض الأمور التي تؤثر على الأدوات الاستثمارية الأخرى، على أن يمثل بين 20 و25% من إجمالي المحفظة لحين تجاوز الفترة الحالية.