صناعة القطن والغزل والنسيج والملابس الجاهزة تعد أحد أهم الصناعات للاقتصاد القومي، التي تساهم بشكل كبير في تلبية احتياجات السوق المحلي والتصدير، خاصة في ظل ما تتمتع به المنتجات المصرية من تنافسية كبيرة وسمعة متميزة للقطن المصري عالميًا .
المشروع يشمل كافة مراحل الإنتاج بدءًا من زراعة وتجارة القطن وتطوير المحالج مرورًا بتحديث مصانع الغزل والنسيج والصباغة والتجهيز وصولًا إلى المنتجات النهائية، لافتًا إلى الاهتمام الكبير بعنصر التسويق وزيادة الصادرات وفتح أسواق جديدة، ومواكبة التطور العالمي في أساليب البيع والتسويق.
الخطة التي تنفذها وزارة قطاع الأعمال بشأن منظومة تحديث محالج القطن، وتطوير نظم الحليج، أحد أهم مراحل النهوض بصناعة الغزل والنسيج في مصر، باعتبارها بداية الارتقاء بشكل وجودة مخرجات المراحل التصنيعية من الغزول والأقمشة والمنتجات النهائية، كما قدمت الوزارة تقريرًا عن المحالج المطورة منذ بدء تطويرها وحتى الآن، وقد شملت محالج بمحافظة الفيوم، ومحلج كفر الدوار، ومحلج كفر الزيات، ومحلج مدينة الزقازيق، إضافة إلى إنشاء 4 محالج جديدة مطورة في إطار خطة التطوير، وإعادة الهيكلة التى تنفذها الوزارة ممثلة في الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج التابعة للوزارة.
ما نزرعه نصدره وما نصنعه نستورده
ووفقًا لتقرير صادر من وزارة قطاع الأعمال، فقد تم التعاقد على توريد منظومة حليج حديثة لمحلج الفيوم، ثم التعاقد على توريد ثلاث منظومات حليج أخرى لمحلج الزقازيق ومحلج كفر الزيات ومحلج كفر الدوار، وبدأت في تنفيذ عدد من التوصيات الصادرة عن اللجنة المشكلة بقرار رئيس مجلس الوزراء، حيث تختص اللجنة بدراسة وتقييم عملية صيانة المحالج القديمة ورفع كفاءتها، فيما يتعلق باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة في مراحل الوزن واستقبال القطن، كما يتم وزن الأقطان الواردة للمجمعات في المنظومة بواسطة قبانى معتمد وكذلك إعادة وزنها مرة أخرى عند ورودها للمحلج عن طريق ميزان بسكول معتمد، كما يتم توفير الأكياس والدبارة القطنية وتسليمها للمنتجين من قبل منظومة القطن.
وأضاف التقرير، أنه جار العمل على تنفيذ اشتراطات الأمن الصناعي المهنية والاشتراطات البيئية الخاصة بخطوط المحالج القديمة، واستكمال تغطية وسائل النقل والمناولة، وتدريب العمالة ونشر الوعى فيما يخص الأمن الصناعي، حيث أعلنت الوزارة أنه تم تدريب عدد من العاملين في بعض المحالج، وجار استكمال تدريب باقى العاملين، والاستفادة من ماكينات الحليج ذاتية التغذية في المحالج غير المستغلة في زيادة الطاقة الإنتاجية في باقي المحالج، إضافة إلى أنه جار التنسيق مع الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج لتدبير الميزانية اللازمة لتحديث وسائل النقل، وإعادة تأهيل المباني القديمة بالمحالج والشون، وتحديثها بالأجهزة والمعدات والإمكانيات التى تتماشى مع خطة الدولة لتحديث وتطوير القطاع.
وفي تصريحات له أكد وزير قطاع الأعمال، أنّ المشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج الذي تقوم به وزارة قطاع الأعمال العام يعكس اهتمام الدولة للنهوض بهذا القطاع لما يتم ضخه من استثمارات بالمليارات في مختلف النواحي الفنية والإنشائية وغيرها لافتا إلى أنّ باكورة المصانع الجديدة بدأت في الإنتاج الفعلي والمتمثلة في مصنع 4 بشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى ويتوالى تشغيل باقي المصانع خلال الفترة المقبلة.
وأكد عبدالفتاح إبراهيم، رئيس النقابة العامة للغزل والنسيج ورئيس الاتحاد الدولي للغزل والنسيج، أنه منذ 2019 والتى تم خلالها الاعلان عن تطوير هذه الصناعة وهناك جهود كبيرة مبذولة في خطة تطوير صناعة الغزل والنسيج في مصر، وقد نجحت الدولة المصرية ممثلة في وزاراتها المعنية في تحقيق طفرة كبيرة في هذا الملف في جميع مراحل هذه المنظومة، بدءًا من زراعة المحصول وتوفير الأصناف المحسنة من التقاوى وآلات الميكنة الزراعة وخدمات الإرشاد وغيرها من وسائل الدعم التي وفرتها الحكومة لأبناء القطاع الأخضر، بهدف تحفيزهم على التوسع في زراعة القطن المصري، وإعادته إلى سابق عرشه على المستوى المحلي والعالمي.
وأضاف أن خطة تطوير محالج الأقطان هى مرحلة مهمة من مراحل منظومة النهوض بصناعة الغزل والنسيج في مصر، وقد انتهت الحكومة خلال السنوات الأخيرة من تطوير عدد كبير من محالج الأقطان على مستوى المحافظات، وتجهيزها بأحدث المعدات والتقنيات المتطورة، كما انتهت الوزارة من افتتاح مصنع المحلة «4» باكورة تطوير مصانع الغزل والنسيج في مصر، وأحد أهم القلاع الصناعية الوطنية العملاقة في منطقة الشرق الأوسط، إذا بلغت التكلفة المبدئية لهذا المشروع نحو 31 مليار جنيه، كما تبلغ إنتاجيته وفقًا للإمكانيات الحديثة المتاحة بالمشروع ما بين 10 و 15 طن غزل يوميًا، كما يضم ما يقرب من 44 ماكينة عزل مجهزة بأحدث التقنيات العالمية المعمول بها في جميع دول العالم.
وأضاف أن اللجنة المشتركة بين وزارت الزراعة والصناعة وقطاع الأعمال ساهمت في تحقيق المرونة في تنفيذ خطة تطوير قطاع الغزل والنسيج في مصر، وعززت من وجود فكرة «الشباك الواحد» لتسهيل إجراءات تنفيذ خطة المشروع، وتوفير الكميات المطلوبة من خام القطن لتشغيل خطوط الإنتاج الحديثة، إضافة إلى وضع قواعد لتسويق المنتج الوطنى النهائى في السوق العالمى والمحلي، والبدء في التوسع في منافذ البيع الوطنية على مستوى محافظات الجمهورية.