ارتفع الجنيه الإسترليني في مقابل اليورو والدولار الأمريكي، بعد أن أظهرت بيانات التضخم في المملكة المتحدة، وصوله إلى النسبة التي كان يستهدفها بنك إنجلترا المركزي، حيث حقق التضخم 2%، وذلك لأول مرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.
تحسن بيانات التضخم في إنجلترا
ويرجع الخبراء هذا التحسن الجزئي إلى الانخفاض الكبير في أسعار الطاقة، بعد ذروة التضخم، التي بلغت 11.1% في أكتوبر 2022.
وعلى الرغم من هذا التطور الإيجابي، فمازال بنك إنجلترا حذرًا بشأن مسار التضخم المستقبلي، حيث من المقرر أن يجتمع صانعو السياسة النقدية في البنك المركزي البريطاني، يوم الخميس المقبل، لمناقشة سياسة أسعار الفائدة، وسط توقعات بعدم حدوث تغييرات في هذا الاجتماع.
ومع ذلك، تشير الأسواق المالية إلى احتمال متزايد لتخفيض بنك إنجلترا لسعر الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، حيث تضع الأسواق حاليًا احتمالية بنسبة 50% تقريبًا لتخفيض سعر الفائدة الأولي بحلول أغسطس، مع توقعات بتخفيض إجمالي بنحو نصف نقطة مئوية خلال عام 2024.
عوامل تدعم الجنيه الإسترليني:
انخفاض التضخم: عودة التضخم إلى هدف بنك إنجلترا تُعتبر علامة إيجابية على صحة الاقتصاد البريطاني، مما قد يُشجع المستثمرين على شراء الجنيه الإسترليني.
سياسة بنك إنجلترا: تشير التوقعات إلى احتمال اتخاذ بنك إنجلترا خطوات لتخفيف السياسة النقدية في وقت لاحق من هذا العام، مما قد يُعزز جاذبية الجنيه الإسترليني.
ضعف اليورو: انخفض اليورو مقابل العملات الرئيسية الأخرى، مما يُساهم في ارتفاع الجنيه الإسترليني.
عوامل قد تُؤثر على الجنيه الإسترليني:
استمرار التضخم: إذا ظل التضخم مرتفعًا أو ارتفع بشكل غير متوقع، فقد يُضطر بنك إنجلترا إلى رفع أسعار الفائدة، مما قد يُؤدي إلى انخفاض الجنيه الإسترليني.
الغموض الاقتصادي: يُواجه الاقتصاد العالمي العديد من المخاطر، مثل الحرب في أوكرانيا واحتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة، مما قد يُؤثر سلبًا على الجنيه الإسترليني.
سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي: تُراقب الأسواق عن كثب تحركات بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، حيث قد يُؤدي أي تباين في السياسة النقدية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى تقلبات في الجنيه الإسترليني.
و يُقدم الجنيه الإسترليني بعض الإشارات الإيجابية مؤخرًا، مدعومًا بانخفاض التضخم وتوقعات تخفيف السياسة النقدية من قبل بنك إنجلترا. ومع ذلك، تظل المخاطر الاقتصادية العالمية حاضرة، وقد تُؤثر على مسار الجنيه الإسترليني في المستقبل.