«جولد بليون»: 2.2% ارتفاعًا في أسعار الذهب بمصر خلال أسبوع

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
كتب : اهل مصر

ارتفعت أونصة الذهب العالمي بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي لتسجل أعلى مستوى منذ 6 أسابيع وذلك في ظل تراجع مستويات الدولار الأمريكي وتزايد التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية في وقت مبكر بعد بيانات قطاع العمالة الأمريكي التي أظهرت تباطؤ في القطاع.

ارتفاع أسعار الذهب

سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاعا خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.8% وهو أعلى ارتفاع أسبوعي منذ الأسبوع الأول من ابريل الماضي، ليسجل الذهب أعلى مستوى منذ 6 أسابيع عند 2392 دولار للأونصة ليغلق تداولات الأسبوع عند 2391 دولار للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون.

وخلال تداولات يوم أمس الجمعة وحده ارتفع الذهب بنسبة 1.5% ليحقق المستهدفات عند 2380 دولار للأونصة قبل أن يستكمل ارتفاعه مقترباً من المستوى 2400 دولار للأونصة.

يأتي هذا بعد بيانات الوظائف الأمريكية الرئيسية التي أظهرت تراجع سوق العمل، مما رفع التوقعات حول خفض سعر الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر. فقد ارتفعت أعداد الوظائف الأمريكية الجديدة في شهر يونيو بأعلى من التوقعات، ولك تم تعديل قراءة كل من شهر مايو وابريل بالخفض مما يدل على التباطؤ الذي يشهده قطاع العمالة حالياً.

وفي أعقاب بيانات تقرير الوظائف عكست أسعار العقود الآجلة لأسعار الفائدة الأمريكية استمرار ثقة السوق في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر بنسبة احتمال 72%. ويضع المتداولون أيضًا في الاعتبار احتمالية متزايدة لخفض أسعار الفائدة للمرة الثانية في ديسمبر.

انخفاض أسعار الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدا، وبالتالي ساعد هذا على الارتفاع بشكل كبير لأسعار الذهب خلال تداولات الأمس ليصل بالسعر إلى أعلى مستوياته منذ 6 أسابيع.

الفيدرالي الأمريكي

من جهة أخرى تراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته في 3 أسابيع ليسجل انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1% بعد أن سجل 7 جلسات متتالية من الهبوط، الأمر الذي ساهم في دفع أسعار الذهب إلى الارتفاع في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما.

خلال الأسبوع صدرت بيانات وظائف القطاع الخاص الأمريكي عن شهر يونيو لتظهر تراجع أعداد الوظائف الجديدة بأقل من التوقعات والقراءة السابقة، هذا بالإضافة إلى بيانات أعداد طلبات اعانات البطالة الأمريكية التي أظهرت ارتفاع بأعلى من القراءة السابقة.

بالإضافة إلى هذا انخفض مقياس نشاط قطاع الخدمات الأمريكي إلى أدنى مستوى له منذ أربع سنوات في يونيو وسط انخفاض حاد في الطلبيات، مما قد يشير إلى فقدان الزخم في الاقتصاد في نهاية الربع الثاني.

كما صدر محضر اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي، حيث اعترف أعضاء البنك بأن الاقتصاد الأمريكي يبدو أنه يتباطأ وأن ضغوط الأسعار تتضاءل، لكنهم ما زالوا ينصحون باتباع نهج الانتظار والترقب قبل الالتزام بتخفيضات أسعار الفائدة.

وأظهر محضر اجتماع الفيدرالي أن الأعضاء لم يتوقعوا أنه سيكون من المناسب خفض أسعار الفائدة حتى ظهور معلومات إضافية لمنحهم ثقة أكبر في أن التضخم يتحرك بشكل مستدام نحو هدف البنك عند 2٪.

بيانات التضخم

بيانات التضخم الأسبوع المقبل قد توفر لرئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الفرصة لبدء خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية الأخيرة بما في ذلك سوق العمل يوم الجمعة والتي تعد دلائل مستمرة على تباطؤ الاقتصاد وبالتالي سينعكس هذا على استدامة تراجع التضخم الأمريكي والذي قد يظهر من خلال بيانات التضخم.

من جهة أخرى أعلن مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية العالمية قد سجلت صافي شراء بمقدار 10 أطنان من الذهب في مايو عبر صندوق النقد الدولي ومصادر البيانات العامة الأخرى. حيث قادت البنوك المركزية في الأسواق الناشئة معاملات شهر مايو. وكان البنك الوطني البولندي أكبر مشتري للذهب خلال الشهر (10 طن)، يليه البنك المركزي التركي والبنك المركزي الهندي.

وتستمر قوة شراء البنوك المركزية في عام 2024، على الرغم من انخفاض إجمالي المشتريات والمبيعات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وتعتبر بنوك الأسواق الناشئة القوة الدافعة الرئيسية لكل من عمليات الشراء والبيع.

ويتوقع مجلس الذهب العالمي أن يظل طلب البنوك المركزية العالمية أعلى من الاتجاه المتوسط هذا العام، وفي حين أن إجمالي المشتريات المبلغ عنها قد يكون أقل من العام الماضي، إلا أن إجمالي المبيعات قد تباطئ أيضًا.

أسعار الذهب في مصر

ارتفع سعر الذهب المحلي خلال الأسبوع الماضي لينهي فترة تذبذب استمرت لفترة طويلة، حيث وجد الدعم من ارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي في الوقت الذي استقرت فيه باقي عوامل التسعير الأخرى للسوق المحلي.

افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم السبت عند المستوى 3225 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير عند نفس المستوى، بينما قد ارتفع يوم أمس بمقدار 35 جنيه ليغلق عند المستوى 3220 جنيه للجرام وكان قد افتتح جلسة الأمس عند المستوى 3185 جنيه للجرام.

خلال الأسبوع الماضي ارتفع سعر الذهب بنسبة 2.2% ليربح 70 جنيها حيث افتتح تداولات الأسبوع الماضي عند 3150 جنيه للجرام وأغلق عند المستوى 3220 جنيها للجرام، وفق حسابات جولد بيليون.

ارتفاع سعر الذهب المحلي جاء مدعوماً بشكل أساسي بارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي، وذلك في ظل استقرار تحركات سعر الصرف في البنوك الرسمية سواء في الصعود أو الهبوط، بينما يبقى الطلب المحلي على الذهب ضعيف، وبالتالي يتفاعل سعر الذهب المحلي مع السعر العالمي.

أظهرت بيانات خلال الأسبوع الماضي أن خلال أول 5 أشهر من عام 2024 تزايدت صادرات مصر من الذهب والمجوهرات بنسبة 142% عن نفس الفترة من العام الماضي، ليصل حجم الصادرات إلى 1.046 مبار دولار، ويرجع هذا إلى ارتفاع سعر الذهب المحلي والعالمي بالإضافة إلى تزايد الإقبال على التصدير خلال الأشهر الأخيرة.

يذكر أن انتهاء مبادرة الإعفاء الجمركي على الذهب الوارد مع العائدين من الخارج لم تؤثر بشكل كبير في سوق الذهب وذلك بسبب ضعف الطلب المحلي، فبالرغم من محدودية المعروض بعد انتهاء المبادرة إلا أن ضعف الطلب لم يسبب ضغط على مستويات الأسعار.

هذا وتستمر عمليات تصدير الذهب بسبب بحث التجار عن وسيلة لتعويض غياب الطلب المحلي، وهو ما يجعل سعر الذهب المحلي مستقر خلال الفترة الحالية ومناسب لتحركات سعر الذهب العالمي.

بعد قيام البنك المركزي المصري بتحرير سعر الصرف ساعد على اختفاء السوق الموازي وانتهاء المضاربات في سعر الذهب المحلي، وبالتالي تراجع الطلب المحلي على الذهب بشكل كبير مما نتج عن هذا اتجاه التجار إلى تصدير الذهب لتعويض غياب الطلب المحلي.

أيضاً شهد الأسبوع الماضي صدور تقارير تفيد ارتفاع مؤشر مديري المشتريات للقطاع الخاص المصري الغير نفطي إلى المستوى 49.9 نقطة في شهر يونيو مسجلاً أعلى مستوى منذ 3 سنوات مقارنة مع 49.6 نقطة في مايو، ليقترب القطاع من تحقيق النمو حيث يعد المستوى 50 نقطة هو الحد الفاصل بين النمو والانكماش في هذا المؤشر.

الجدير بالذكر أن بنك أوف أمريكا قد توقع ارتفاع قيمة الجنيه مقابل الدولار على المدى القريب ليرى البنك أن قريب من قيمته العادلة خاصة أن العملة المصرية تمتعت بأداء جيد من تحرير سعر الصرف في الربع الأول من العام الجاري، بالإضافة إلى عملة رفع الفائدة بشكل كبير من قبل البنك المركزي المصري، والذي من المتوقع أن يستمر تأثيره الإيجابي على العملة خلال الأشهر القادمة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً