خبير: أسعار الذهب مرتبطة بالصراعات السياسية واتفاقية "بريتون وودز" لم تؤثر على أهميته

أكد الدكتور محمد عبد الهادي، الخبير الاقتصادي، أن أسعار الذهب ترتبط بمجموعة من المتغيرات الأساسية، التي تؤثر بشكل مباشر على اتجاهاتها.

أوضح عبد الهادي في تصريح خاص لـ'أهل مصر'، أن الأزمات الاقتصادية والسياسية تعتبر من المحركات الأساسية التي تؤثر على أسعار الذهب، حيث تتحرك الأسعار صعودًا في ظل تلك الأزمات.

التوترات الجيوسياسية

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن التوترات الجيوسياسية، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط، تلعب دورًا كبيرًا في تفاعل أسعار الذهب، التي تُعتبر السلعة الأساسية في التبادل التجاري بين الدول.

وذكر أن اتفاقية 'بريتون وودز' التي وُقعت عام 1944، وأدت إلى اعتماد الدولار كعملة رئيسية في التبادل، لم تلغ حقيقة أن الذهب يبقى ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات.

وأضاف عبد الهادي أن التاريخ أثبت أن الهزات الاقتصادية، حتى في الدول المتقدمة، تؤدي إلى انهيار العملات، بينما يبقى الذهب الأكثر أمانًا، وقد شهد العالم ارتفاعًا في أسعار الذهب خلال الأزمات مثل الغزو الأمريكي للعراق والحرب الروسية الأوكرانية، ما يُظهر العلاقة الطردية بين الأزمات العالمية وأسعار الذهب.

تأثيره على السوق المصري

وفي سياق حديثه عن تأثير السياسات النقدية، أشار عبد الهادي إلى أن قرارات البنوك المركزية، مثل: الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، تؤثر بشكل واضح على أسعار الذهب، فعلى سبيل المثال، عندما خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بـ50 نقطة أساس، كان لذلك تأثير إيجابي على أسعار الذهب وعكسي على الدولار.

وفيما يتعلق بمصر، أكد عبد الهادي أن توجه الدولة نحو خفض عجز الموازنة وزيادة الاستثمارات المباشرة من دول، مثل: السعودية والإمارات، يعزز من مكانة الذهب كاستثمار آمن.

وأشار إلى أن اتجاه البنوك المركزية في مصر والعالم نحو شراء وتخزين الذهب في ظل التوترات الحالية، قد يؤثر إيجابيًا على أسعار الذهب في المستقبل.

ويمكن القول إن الذهب يبقى خيارًا مفضلًا للمستثمرين في ظل عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي، مما يجعل فهم العوامل المؤثرة على أسعاره أمرًا ضروريًا للجميع.