انخفضت أسعار النفط بأكثر من 5% في بداية تعاملات الأسبوع الجاري، حيث تم تداول خام برنت دون 73 دولارًا للبرميل، بينما بلغ خام غرب تكساس الوسيط حوالي 68 دولارًا بعد أن قلص بعض خسائره.
جاء هذا الانخفاض بعد أن نفذت الطائرات الإسرائيلية ضربات عسكرية ضد أهداف في إيران، لكن دون استهداف المنشآت النفطية، مما أثار احتمال تخفيف التوترات في المنطقة.
تطورات الوضع الجيوسياسي
الضربات الإسرائيلية التي وقعت يوم السبت الماضي كانت ردًا على الهجوم الصاروخي الإيراني في بداية أكتوبر، حيث تعهدت إسرائيل بالرد على هذا التصعيد.
ومع ذلك، تجنبت الضربة الإسرائيلية البنية التحتية للنفط والقدرات النووية والمدنية الإيرانية، وهذا كان بناءً على طلب من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
على الرغم من الهجوم، لم تتعهد طهران بالرد الفوري، حيث أكدت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية أن المنشآت النفطية تعمل بشكل طبيعي. هذه التصريحات ساهمت في تهدئة المخاوف في الأسواق، بعد أن شهدت الأيام الأخيرة تزايدًا في القلق من احتمال حدوث اضطرابات كبيرة في إمدادات النفط العالمية، مما كان قد دفع الأسعار للارتفاع الأسبوع الماضي.
تأثير التوترات على السوق
في سياق متصل، خفض بنك سيتي توقعاته لسعر خام برنت، مشيرًا إلى تراجع المخاطر المرتبطة بالصراع في الشرق الأوسط. وقد أدى هذا الانخفاض في المخاوف الجيوسياسية إلى تراجع علاوة المخاطر التي كانت قد أضيفت سابقًا إلى أسعار النفط.
وكان الهجوم الإيراني في الأول من أكتوبر قد أعاد زيادة علاوة الحرب على النفط، ولكن رد الفعل المحدود من إسرائيل حول تركيز السوق على العرض الوفير والقلق من الطلب الصيني.
فقد سلطت نتائج الأرباح الأخيرة للشركات الصينية الضوء على التوقعات الضعيفة لأكبر مستورد للنفط الخام في العالم، رغم التحفيز الحكومي.
آراء الخبراء وتحليلات السوق
قال سول كافونيك، محلل الطاقة في 'إم إس تي ماركي'، إن الطبيعة المحدودة للضربات، بما في ذلك تجنب البنية التحتية للنفط، قد أثارت آمالًا في تهدئة الأعمال القتالية في الشرق الأوسط. إذا أثبتت الأيام المقبلة أن إيران لن ترد، فقد تعود الأسواق إلى حالة من الاستقرار.
من جهة أخرى، استمرت المخاوف من تصاعد الصراع في التأثير على معنويات المستثمرين، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية الشهر المقبل. لكن الانخفاض في أسعار النفط قد يشير إلى أن الأسواق بدأت تستوعب الوضع الجديد وتعيد تقييم المخاطر الجيوسياسية.
ومع تراجع المخاوف من تصعيد الصراع في الشرق الأوسط، يبدو أن أسواق النفط تتجه نحو استقرار نسبي، ومع ذلك، ستظل التطورات القادمة في المنطقة وتوجهات الطلب العالمي، خاصة من الصين، عوامل حاسمة تؤثر على أسعار النفط في الأسابيع المقبلة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
