تشهد العلاقات المصرية القبرصية تطورًا ملحوظًا في مختلف المجالات، ولا سيما في قطاع الطاقة.
فمع اكتشافات الغاز الطبيعي الهائلة في شرق البحر المتوسط، بات التعاون بين البلدين ضرورة ملحة لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الثروة الطبيعية.
وتعتبر الشراكة المصرية القبرصية في مجال البترول والغاز نموذجاً يحتذى به للتعاون الإقليمي، حيث تسعى الدولتان إلى تحقيق التكامل الاقتصادي وتنمية البنية التحتية للطاقة.
دور البنية التحتية المصرية
تمتلك مصر بنية تحتية قوية متمثلة فى اقوي شبكة خطوط أنابيب بحرية، بالاضافة الى محطات تسييل الغاز في إدكو ودمياط، لتصدير الغاز إلى الأسواق الأوروبية.
وقد أكد المهندس كريم بدوى وزير البترول على أهمية التعاون مع قبرص في تعزيز قطاع الغاز في مصر، مشيرًا إلى استمرار العمل على توصيل الغاز للمنازل وتوسيع استخدامه في تحويل السيارات.
فى حين كشف وزير الطاقة القبرصية جورج باباناستاسيو،خلال مؤتمر الطاقة إن هناك محادثات لتوجيه بعض إمدادات الغاز إلى السوق المصرية.
مؤكدا ان قبرص مستعدة بشكل جيد لاستخدام البنية التحتية المصرية، من بينها خطوط الأنابيب الموجودة تحت سطح البحر ومحطات التسييل، لتصدير الغاز إلى الأسواق الأوروبية.
إتفاقيات بين مصر وقبرص
وقعت كلا من قبرص ومصر اتفاقًا لإنشاء خط أنابيب بحري لنقل الغاز من حقل “أفروديت” القبرصي إلى مصر بتكلفة تقديرية تصل إلى مليار دولار.
كما تدرس خطة لربط حقل “أفروديت” مع التسهيلات البحرية لحقل “ظهر” المصري من خلال خط أنابيب بطول 90 كيلومترًا، لتعزيز التكامل في قطاع الغاز بين البلدين.
وفي أكتوبر الماضي، أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية، توقيع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، ومجموعة كوبيلوزوس اليونانية، اتفاقية مساهمين للشراكة في تأسيس شركة مشتركة مقرها اليونان، بهدف تجارة ونقل وتوريد وإعادة تغييز الغاز في دول شرق أوروبا واليونان.
التعاون مع الشركات الأجنبية
في سبتمبر الماضي، عرضت شركة “توتال إنرجيز” الفرنسية توريد إنتاجها من الغاز من الحقول القبرصية إلى مصر، سواء لتسييله وإعادة تصديره، أو لتلبية جزء من احتياجات السوق المحلية..
تحديات تواجه استغلال الغاز القبرصي
يقع حقل “أفروديت”، صاحب الاحتياطى 3.6 تريليون قدم مكعب من الغاز، في منطقة “بلوك 12” على بعد نحو 170 كيلومترا من ساحل ليماسول القبرصي، وهو من الحقول التي يُعول عليها في تنمية قطاع الطاقة بالجزيرة.
ويواجه حقل "أفروديت" بعض التحديات، حيث تأخرت شركة “شيفرون” الأمريكية في الالتزام بجدول تطوير الحقل، ما دفع الحكومة القبرصية إلى توجيه إشعار للشركة لإنهاء الاتفاق ما لم يتم تدارك التأخير.
كما تم طرح اتحاد الشركات المنتجة بقيادة شيفرون حلاً لضخ الغاز مباشرة إلى مصر عبر خط أنابيب بحري أقصر يصل طوله إلى 150 ميلًا، حيث يمكن تسييله في محطات إدكو أو دمياط وتصديره عبر ناقلات الغاز المسال.