اعلان

التفاؤل بصعود الدولار.. امتداد من صناديق التحوط إلى مديري الأصول

سعر الدولار
سعر الدولار
كتب : أهل مصر

تتزايد التوقعات بإمكانية ارتفاع الدولار الأميركي في الفترة المقبلة، مدفوعة بالمرونة المستمرة في الاقتصاد الأميركي وتفاقم التوترات الجيوسياسية عالمياً، وهذا التفاؤل، الذي بدأ في صناديق التحوط، امتد ليشمل مديري الأصول، مما يعكس تحولاً في نظرة المستثمرين للعملة الأميركية في ظل تغيرات بيئية معقدة على الساحة العالمية.

صناديق التحوط ترفع رهاناتها على الدولار

تشير البيانات الصادرة عن لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) التي جمعتها 'بلومبرغ' إلى أن صناديق التحوط قد رفعت رهاناتها على صعود الدولار بنسبة 9.3% منذ بداية أكتوبر.

وفي الوقت نفسه، خفضت المؤسسات المالية الكبرى، مثل صناديق التقاعد وشركات التأمين، مراكزها المباعة على الدولار بمقدار النصف، ليصل إلى 2.05 مليار دولار في 3 ديسمبر، وهو أدنى مستوى منذ أبريل 2017. هذا التحول يعكس التفاؤل المتزايد حول قوة الدولار على المدى القصير، خصوصاً في ظل المؤشرات الاقتصادية الإيجابية من الولايات المتحدة.

التوترات الجيوسياسية والتضخم يعززان من مكانة الدولار

تعزز مكانة الدولار الأميركي أيضاً بسبب تزايد التوترات الجيوسياسية في مناطق متعددة من العالم. تتوالى الأزمات السياسية في عدة دول، مثل تصاعد الأوضاع في سوريا وكوريا الجنوبية، إضافة إلى الضبابية السياسية في فرنسا، ما يزيد من الطلب على الدولار كملاذ آمن، كما يدعمه تراجع توقعات خفض الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وسط استمرار الضغوط التضخمية، وهو ما يُنذر بعدم حدوث خفض للفائدة في المستقبل القريب.

مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري ارتفع بنحو 5% منذ تراجعه إلى أدنى مستوياته في 8 شهور أواخر سبتمبر، مما يشير إلى استعداد الأسواق لمزيد من الصعود في العملة الأميركية. إضافة إلى ذلك، البيانات الاقتصادية الأخيرة، مثل تقرير الوظائف الأميركية لشهر نوفمبر، جاءت لتدعم التوقعات باستمرار قوة الاقتصاد الأميركي.

الاحتياطي الفيدرالي: حالة من الحذر

من جانبه، أبدى عدد من رؤساء البنوك الفيدرالية الأسبوع الماضي حذراً تجاه خفض أسعار الفائدة، مما أعطى دعماً إضافياً للعملة الأميركية.

في هذا السياق، قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، ألبرتو موسالم، إن من المحتمل أن يكون من المناسب إيقاف خفض الفائدة مؤقتاً في ديسمبر. كما أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان غولسبي، إلى أن أسعار الفائدة ستكون 'أقل بشكل معقول' بعد عام.

في حين أن البعض من مسؤولي الفيدرالي حذروا من المخاطر المستمرة للتضخم، فإن هذه التصريحات تشير إلى حالة من التوازن والترقب في السياسات النقدية، وهو ما يدعم استقرار الدولار في الوقت الراهن.

توقعات العملات الأخرى في مواجهة الدولار

بالمقابل، شهدت بعض العملات الأخرى تراجعات أمام الدولار، حيث تراجعت رهانات مديري الأصول على اليورو لتصل إلى 23.4 مليار دولار، بعد أن كانت قد بلغت 64 مليار دولار في مايو الماضي.

أما بالنسبة للعملات الأخرى مثل الجنيه الإسترليني والدولار الكندي، فقد توقع المستثمرون تراجع قيمتها في المستقبل القريب، ما يزيد من جاذبية الدولار في السوق العالمية.

تحديات السياسة الاقتصادية العالمية

من جانب آخر، يترقب المستثمرون سلسلة من التغييرات التي قد تقوم بها البنوك المركزية الكبرى في العالم على أسعار الفائدة، وذلك قبل أن تعود الأوضاع السياسية العالمية إلى حالة من الاضطراب بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، ويظل الدولار الأميركي الخيار المفضل في ظل غياب اليقين حول مستقبل السياسة التجارية العالمية.

مستقبل الدولار في 2025

يظل الجدل مستمراً حول مستقبل الدولار في السنوات المقبلة، لا سيما في ظل ضبابية مستقبل الاقتصاد العالمي. يرى العديد من الخبراء، مثل بوب سافدج، مدير استراتيجية الأسواق في 'بنك أوف نيويورك ميللون'، أن قدرة الولايات المتحدة على الاستدانة ومكانتها الاقتصادية تعتمد بشكل كبير على قوة الدولار. في وقت تتزايد فيه المخاوف من تقلبات الأسواق العالمية، يبقى الدولار الأميركي الملاذ الآمن في عيون العديد من المستثمرين، خاصة مع تزايد الطلب على الأصول الآمنة في وقت الأزمات.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً