شهدت سوق العملات في مصر تراجعًا طفيفًا في سعر الدولار أمام الجنيه المصري بنهاية تعاملات اليوم الثلاثاء، بعد سلسلة من الارتفاعات القياسية التي اقتربت بالعملة الأمريكية من مستوى 51 جنيهًا في البنوك المصرية، وهذا التراجع يأتي وسط توقعات بتقلبات جديدة في أسعار الصرف خلال الأسابيع المقبلة، حيث يتوقع المحللون أن يتراوح سعر الدولار بين 52 و55 جنيهًا كحد أقصى في الفترة القادمة.
بيانات أمريكية
ارتفع الدولار الأمريكي اليوم الثلاثاء، متداولًا ضمن نطاقات ضيقة في انتظار تقرير مؤشر أسعار المستهلكين لشهر نوفمبر، والذي يُنتظر أن يُلقي مزيدًا من الضوء على مسار التضخم وسعر الفائدة الفيدرالي.
في الساعة 05:15 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (10:15 بتوقيت جرينتش)، سجل مؤشر الدولار ارتفاعًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 105.995، وهو مستوى يعكس قوة الدولار مقابل سلة من ست عملات رئيسية.
وتقترب الأنظار من تقرير التضخم الأمريكي المقرر صدوره يوم الأربعاء المقبل، حيث يتوقع أن يظهر أن مؤشر أسعار المستهلكين قد ارتفع بنسبة 2.7% على أساس سنوي في نوفمبر، مقابل 2.6% في الشهر السابق، فيما يُتوقع أن يبقى الرقم الأساسي، الذي يستثني الطعام والطاقة، عند 3.3% دون تغيير عن أكتوبر.
التضخم في شهر نوفمبر
أعلن البنك المركزي المصري، اليوم الثلاثاء، عن تراجع معدل التضخم الأساسي إلى 23.7% في شهر نوفمبر 2024 على أساس سنوي، مقارنة بـ 24.4% في أكتوبر 2024، ويعتبر هذا التراجع مؤشراً إيجابياً في إطار محاولات البنك المركزي لاحتواء التضخم الذي يعاني منه الاقتصاد المصري في السنوات الأخيرة، كما سجل الرقم القياسي الأساسي لأسعار المستهلكين، الذي يعده البنك المركزي، زيادة شهرية قدرها 0.4% في نوفمبر 2024، مقارنة بـ 1.0% في نوفمبر 2023 و1.3% في أكتوبر 2024، مما يعكس تباطؤاً ملحوظاً في وتيرة ارتفاع الأسعار خلال الشهر الماضي.
وبالمقابل، أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 25.5% في نوفمبر 2024، بعدما كان قد بلغ 26.5% في أكتوبر 2024. هذا التراجع يشير إلى تحسن طفيف في قدرة الأسر على مواجهة الضغوط التضخمية في السوق، وتجدر الإشارة إلى أن التضخم الأساسي يستثني تأثير السلع ذات الأسعار المتقلبة مثل الخضروات والفاكهة، بالإضافة إلى بعض الخدمات مثل البنزين والسولار، وهو ما يساعد في تقديم صورة أوضح عن اتجاهات التضخم الأساسية في الاقتصاد.
من جهة أخرى، أكدت بيانات البنك المركزي أن التوسع في المعروض النقدي كان له دور كبير في دعم التضخم. فقد نما المعروض النقدي (ن2) في مصر بنسبة 29.54% على أساس سنوي في أكتوبر 2024، وهو ما يعكس تزايد السيولة في الاقتصاد المصري.
ورغم التراجع الملحوظ في بعض مؤشرات التضخم، لا يزال الاقتصاد المصري يواجه تحديات كبيرة في مواجهة ارتفاع الأسعار وتداعياتها على القدرة الشرائية للمواطنين، وهو ما يعكس أهمية استمرار السياسات
النقدية الهادفة للحد من التضخم وتعزيز استقرار الأسعار في المستقبل.
ارتفاع مؤقت بسبب العوامل الداخلية والخارجية
أوضحت منى بدير، محللة الاقتصاد الكلي، أن الارتفاع الحالي في سعر الدولار يعتبر مؤقتًا، متوقعة أن يستمر حتى نهاية العام الجاري.
وعللت هذا الارتفاع بزيادة الطلب على الدولار نتيجة لعدة عوامل، من أبرزها خروج بعض الاستثمارات الأجنبية من أدوات الدين الحكومي، مما يعزز الطلب على العملة الأمريكية. كما أن توقعات التضخم منذ بداية نوفمبر تساهم في زيادة الضغط على سعر الصرف.
من جهة أخرى، أشارت زينب هاشم، الخبيرة المصرفية، إلى أن التوترات الجيوسياسية، خاصة في سوريا، لعبت دورًا مهمًا في ارتفاع الدولار. حيث أن هذه التوترات تؤدي إلى قلق المستثمرين في الأسواق الناشئة، مما يدفعهم لإعادة توجيه استثماراتهم وتغيير سلوكهم تجاه العملة.
التوقعات المستقبلية: انخفاض الضغوط على الدولار
توقع الخبراء أن يبدأ العام المقبل بتراجع الضغوط على الدولار، نتيجة لتدفقات مالية متوقعة من الاستثمارات العربية والطروحات الحكومية. هذه التحولات قد تساهم في استقرار سعر الجنيه مقابل الدولار.
سعر الدولار في البنوك
شهد سعر الدولار اليوم الثلاثاء 10-12-2024 تراجع ملحوظ ، فى نهاية تعاملات اليوم مقابل الجنيه المصرى بالبنوك العاملة في مصر، حيث سجل سعر الدولار فى البنك المركزى المصرى اليوم 50.44 جنيه للشراء و50.58 جنيه للبيع، فيما سجل البنك الأهلى المصرى 50.4 جنيه للشراء و 50.5 جنيه للبيع و بنك مصر للشراء 50.4 جنيه و 50.5 للبيع، وفي بنك القاهرة سجل جنيه للشراء و 50.4 جنيه 50.5 للبيع، كما سجل في البنك التجارى الدولى cib سعر 50.4 جنيه للشراء و 50.5 جنيه للبيع.