مع دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تزايدت المخاوف بشأن مستقبل قطاع النفط العالمي، خاصة مع توجهاته المعلنة لتشديد العقوبات على الدول المنتجة للنفط، مثل إيران، وإعادة صياغة السياسات الاقتصادية المرتبطة بالطاقة. في ظل هذا المشهد المتوتر، تبرز تحديات جديدة تؤثر بشكل مباشر على أسعار النفط وإمدادات السوق، مما يضع العالم أمام تساؤلات حرجة حول استقرار الطاقة في المرحلة المقبلة.
صرّح الدكتور أحمد جمال الدين، الخبير الاقتصادي ، أن تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يثير مخاوف اقتصادية كبيرة في قطاع النفط، خاصة في ظل توقعات بسياسات أكثر صرامة تجاه الدول المنتجة للنفط مثل إيران، وإعادة النظر في الاتفاقيات الدولية التي قد تؤثر على إمدادات السوق العالمية.
سياسات ترامب وتأثيراتها المتوقعة
وأضاف جمال الدين فى تصريح خاص ل'أهل مصر' انه منذ حملة ترامب الانتخابية، أظهر ترامب ميلاً لاتخاذ مواقف حادة تجاه طهران، وهو ما يثير قلقاً واسعاً في سوق النفط. إذا فرضت إدارته عقوبات جديدة أو شددت القيود الحالية، فإن ذلك سيؤدي إلى نقص الإمدادات العالمية وارتفاع حاد في الأسعار'.
اضطراب سوق الشحن والنقل
وأشار جمال الدين إلى أن العقوبات الأخيرة على ناقلات النفط الروسية تعد نموذجاً للتأثيرات غير المباشرة للسياسات الأمريكية، قائلاً: 'العقوبات المفروضة في 10 يناير على نحو 160 ناقلة روسية أدت إلى ارتفاع تكلفة شحن النفط بشكل كبير. إذا استمرت هذه السياسات مع مزيد من التشدد تجاه دول منتجة أخرى، فإن سوق الشحن سيواجه أزمة خانقة قد تؤثر على إمدادات الطاقة للدول المستهلكة'.
قلق عالمي وتوجهات بديلة
وأوضح الدكتور جمال الدين أن كبرى المصافي العالمية، خاصة في الصين والهند، بدأت بالفعل في البحث عن مصادر بديلة لتعويض أي نقص محتمل في النفط. ومع ذلك، فإن هذا التوجه يضغط على السوق، ما يرفع أسعار النقل والنفط الخام.
واكد جمال الدين ان 'العالم بحاجة إلى سياسات متوازنة تضمن استقرار سوق الطاقة، لأن أي اضطراب في قطاع النفط لا ينعكس فقط على المنتجين والمستهلكين، بل يمتد إلى الاقتصاد العالمي ككل. على الإدارة الأمريكية أن تدرك أن التصعيد السياسي يحمل في طياته تداعيات اقتصادية خطيرة'.دعوة للتوازن
ومع دخول إدارة ترامب رسمياً، يبقى العالم في حالة ترقب لتداعيات سياسته على سوق النفط، وسط قلق متزايد من حدوث ارتفاعات حادة في الأسعار قد تؤدي إلى أزمة طاقة عالمية جديدة.