تبدأ شركة شل مصر بالتعاون مع شركائها في حفر 3 آبار غاز جديدة في امتياز غرب الدلتا العميق بالبحر المتوسط في مصر. من المتوقع أن تضيف هذه الآبار حوالي 150 مليون قدم مكعب يومياً إلى إنتاج الغاز بنهاية 2025، باستثمارات تقدر بحوالي 230 مليون دولار. تأتي هذه الخطوة بعد التوصل لاتفاق تجاري مع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) بشأن سعر الغاز المنتج.
موقع وأهمية الاكتشافات
يقع الامتياز في منطقة بحرية على عمق يتراوح بين 300 إلى 1200 متر، على بعد حوالي 90 إلى 120 كيلومتراً شمال غرب دلتا النيل. تعتبر هذه المنطقة من أهم مواقع إنتاج الغاز الطبيعي في مصر، لكنها شهدت تراجعاً كبيراً في الإنتاج خلال العقد الماضي، ما يجعل الاكتشافات الجديدة حاسمة لإعادة تنشيط القطاع.
تأثير الاستثمارات على قطاع البترول المصري
من جانبه، أوضح محمد حليوة، خبير البترول والطاقة، أن لهذه الاستثمارات تأثيرات إيجابية متعددة على قطاع البترول المصري، والتي تتمثل في النقاط التالية:
تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز التصدير:
يقول حليوة إن زيادة الإنتاج بمعدل 150 مليون قدم مكعب يومياً يمثل خطوة كبيرة نحو استعادة مصر مكانتها كدولة مصدرة للغاز الطبيعي. هذا الإنتاج الإضافي سيقلل من اعتماد السوق المحلية على الواردات، خاصة بعد أن عادت مصر لاستيراد الغاز المسال في أبريل الماضي.
جذب الاستثمارات الأجنبية:
أضاف حليوة أن الاتفاق التجاري بين شل وإيجاس يعكس تطور البيئة الاستثمارية في قطاع البترول المصري، حيث توفر الحكومة المصرية حوافز اقتصادية، مثل السماح بتصدير جزء من الإنتاج واستخدام العائدات لتسديد المستحقات. هذه الخطوات تحفز الشركات العالمية على الاستثمار في استكشاف الغاز في مصر.
دعم الاقتصاد الكلي:
يؤكد حليوة أن هذه الاكتشافات تمثل دعماً اقتصادياً مزدوجاً: أولاً، من خلال تعزيز إنتاج الطاقة، وهو عنصر أساسي لاستقرار الاقتصاد. وثانياً، عبر تقليل الضغط على الميزانية العامة بفضل توفير الغاز للسوق المحلية بأسعار تنافسية وتقليل الاعتماد على الواردات.
تأثير بيئي وتقني:
يشير حليوة إلى أن استخدام تقنيات حفر حديثة مثل جهاز 'سكارابيو 9' يساهم في تقليل التأثير البيئي للمشروعات البحرية. كما أن تطوير الإنتاج في أعماق تصل إلى 1200 متر يمثل قفزة تقنية مهمة للقطاع في مصر.
دعم قطاع الطاقة إقليمياً:
يرى حليوة أن تعزيز إنتاج الغاز في مصر يفتح الباب أمام دور ريادي جديد لمصر في سوق الغاز الإقليمي، لا سيما مع وجود اتفاقيات لتصدير الغاز إلى أوروبا وإسرائيل.
ويتوقع خبير البترول أن يستمر الاستثمار في الحقول البحرية لتطوير امتيازات أخرى، مما يحقق زيادة في الصادرات وتحقيق فائض في إنتاج الغاز بحلول 2026. فضلاً عن تعزيز الشراكات مع الشركات الدولية مثل شل وبتروناس وغيرها.
وأكد حليوة أن هذه الاكتشافات تمثل بارقة أمل لاستعادة قطاع الطاقة المصري عافيته وزيادة مساهمته في دعم الاقتصاد الوطني.