بعد تنصيب دونالد ترامب لولاية ثانية، شهد سوق العملات المشفرة انتعاشًا ملحوظًا، مما أثار اهتمامًا واسعًا بين المستثمرين والمراقبين الماليين، هذا الارتفاع في قيمة العملات الرقمية قد يكون نتيجة لتعدد العوامل الاقتصادية والسياسية التي يترقبها السوق، حيث يميل العديد من المستثمرين إلى النظر إلى العملات المشفرة كملاذ آمن في أوقات عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي.
ومع تغير السياسات المتوقعة في فترة ترامب الثانية، بدأ العديد من المستثمرين في إعادة توجيه استثماراتهم نحو الأصول الرقمية بحثًا عن فرص نمو وتحوط ضد التقلبات المستقبلية.
العملة الرقمية المشفرة
وقفزت العملة الرقمية المشفرة الجديدة حيث ارتفعت قيمتها من 6 دولارات إلى 75.35 دولار، مما رفع القيمة الإجمالية للعملات المتداولة إلى أكثر من 28 مليار دولار، وفقًا لبيانات منصة 'كوين بيس'.
تنصيب دونالد ترامب للمرة الثانية
ودخل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض للمرة الثانية، الإثنين الماضي، بعد نهاية فترته الأولى عام 2021، وأُقيم حفل تنصيبه بين الكابيتول والبيت الأبيض بحضور مئات الشخصيات من حول العالم، وأدى القسم كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.
وقال أحمد عبد العليم، الخبير الاقتصادي، أن هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى انتعاش سوق العملات المشفرة بعد تنصيب دونالد ترامب ولاية أمريكا للمرة الثانية، وترجع إلى زيادة حالة عدم اليقين الاقتصادي، عادة ما يزداد الإقبال على العملات المشفرة في ظل زيادة حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، حيث تعتبر العملات الرقمية مثل البيتكوين ملاذًا آمنًا للمستثمرين الذين يسعون إلى حماية أموالهم من التضخم أو الأزمات الاقتصادية، ومع تنصيب ترامب وعودة الحديث عن سياسات اقتصادية مثيرة للجدل، يزداد تفاعل السوق مع هذه الفكرة.
أسباب انتعاش سوق العملات المشفرة
وأضاف عبد العليم في تصريحات خاصة لـ 'أهل مصر'، أن ترامب معروفًا بسياساته التي قد تدعم الابتكار في قطاعات مثل التكنولوجيا والمالية، وهذا قد يُشجع على مزيد من الاستثمارات في العملات المشفرة، حيث أن بعض المستثمرين يرون في هذا المجال فرصة لتحقيق نمو أعلى مقارنة بالأسواق التقليدية.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن زيادة تبني العملات المشفرة من قبل المؤسسات، في فترة ما بعد تنصيب ترامب، شهدنا بعض الشركات الكبرى التي بدأت في تبني العملات المشفرة كجزء من استراتيجياتها المالية أدى هذا الاتجاه إلى زيادة الثقة في العملات الرقمية وفتح المجال لمزيد من الاستثمارات المؤسسية.
توقع عبد العليم، أن التغييرات في السياسات المالية الأمريكية التي قد تشمل المزيد من التحفيز الاقتصادي أو تخفيض الضرائب، وهو ما قد يعزز من الطلب على الأصول البديلة مثل العملات المشفرة، حيث يرى بعض المستثمرين أن العملات المشفرة قد تستفيد من السياسات التوسعية في ظل حكومة ترامب.
وأكد، أن مع ارتفاع الطلب على العملات المشفرة كأداة للتنويع مع تنصيب ترامب، بدأ المستثمرون في التنويع بين أصولهم المالية، وازدادت رغبتهم في الاستفادة من تقلبات السوق، حيث قد توفر العملات المشفرة فرصًا لتقليل المخاطر وزيادة العوائد في بيئة اقتصادية غير مستقرة.