انخفضت أسعار النفط بشكل طفيف اليوم الاثنين، بعد أن كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعوته لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لخفض أسعار النفط، وهذه الدعوة تأتي عقب إعلان ترامب عن خطط واسعة لتعزيز إنتاج أميركا من النفط والغاز في أول أسبوع له بعد توليه السلطة.
تراجع أسعار النفط
سجلت العقود الآجلة لخام برنت انخفاضًا بنسبة 0.71%، حيث تراجعت 0.56 سنتًا لتصل إلى 77.94 دولارًا للبرميل. أما خام غرب تكساس الوسيط الأميركي، فقد تراجع بنسبة 0.75%، أو 0.56 سنتًا ليصل إلى 74.10 دولارًا للبرميل.
في تصريحاته يوم الجمعة الماضي، دعا ترامب أوبك إلى اتخاذ خطوات لخفض أسعار النفط، معتبرًا أن هذه الخطوة يمكن أن تقوض قدرات روسيا المالية التي تعتمد على عائدات النفط والغاز، وبالتالي تسهم في إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال ترامب: 'من بين الطرق لوقف الحرب بسرعة هي أن تتوقف أوبك عن جني الكثير من المال وتخفض أسعار النفط، ستتوقف الحرب على الفور'، حتى الآن، لم ترد أوبك وحلفاؤها، بما في ذلك روسيا، على دعوة ترامب، ومع ذلك، أشار ممثلون عن تحالف أوبك+ إلى أن هناك خطة بالفعل لزيادة إنتاج النفط اعتبارًا من أبريل المقبل.
التأثيرات على إنتاج النفط الروسي والعقوبات
من جانب آخر، تراجع الأسبوع الماضي سعر خام برنت وخام غرب تكساس لأول مرة منذ خمسة أسابيع، وسط تراجع المخاوف بشأن تقليص الإمدادات بسبب العقوبات المفروضة على روسيا، ورغم التوقعات بتأثير العقوبات على إنتاج روسيا.
أشار محللو غولدمان ساكس، إلى أن تأثير هذه العقوبات قد يكون محدودًا، حيث إن تكاليف الشحن المرتفعة تدعم نقل النفط الروسي عبر سفن غير خاضعة للعقوبات.
وأوضح المحللون أن الخصم الكبير على خام 'إسبو' الروسي قد جذب المشترين الذين يسعون إلى تجنب ارتفاع الأسعار.
من جهة أخرى، أفاد محللو جي بي مورغان أن حوالي 20% من ناقلات النفط من طراز 'أفراماكس' تخضع حاليًا للعقوبات، مما يبرر استمرار بعض علاوات المخاطر في السوق النفطية.
التحديات والمخاطر في السوق النفطية
أوضح المحللون أن فرض العقوبات على قطاع الطاقة الروسي كوسيلة ضغط قد يؤدي إلى نتائج غير مؤكدة، مما يجعل بعض المخاطر تظل موجودة في السوق، في الوقت نفسه، أشاروا إلى أن السوق النفطية قد تواجه تقلبات في الأسعار بسبب هذه العوامل المعقدة والمتشابكة.
بينما لا يزال تأثير العقوبات على سوق النفط الروسي موضوعًا غير حاسم، يبقى السوق عرضة للتقلبات المتأثرة بالسياسات الأمريكية والعالمية، مما يؤدي إلى تأثيرات مباشرة على الأسعار العالمية للنفط.
شهدت أسعار النفط اليوم انخفاضًا ملحوظًا بعد دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنظمة أوبك لخفض أسعار النفط، مطالبًا المملكة العربية السعودية وأوبك بخفض الأسعار بهدف تعزيز الإنتاج المحلي للنفط في أمريكا، في وقت يشهد فيه النفط السعودي تراجعًا في صادراته إلى الولايات المتحدة، ما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات النفطية بين البلدين في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة.
تراجع أسعار النفط
سجلت العقود الآجلة لخام برنت انخفاضًا بنسبة 0.71%، حيث تراجعت 0.56 سنتًا لتصل إلى 77.94 دولارًا للبرميل، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.75%، أي 0.56 سنتًا ليصل إلى 74.10 دولارًا للبرميل. ويأتي هذا التراجع بعد أن كرر ترامب دعوته لـ أوبك للحد من أسعار النفط، في إطار برنامجه لزيادة إنتاج النفط المحلي في أمريكا.
ورغم ذلك، تشير التوقعات إلى أن انخفاض صادرات النفط السعودي إلى أمريكا لم يكن مجرد نتيجة مباشرة للقرارات الأخيرة، بل يمثل تحولًا استراتيجيًا للسعودية في توجيه صادراتها نحو أسواق آسيا الأكثر طلبًا، ولقد شهدت صادرات النفط السعودي إلى الولايات المتحدة انخفاضًا حادًا في السنوات الأخيرة، ففي عام 2012، صدّرت السعودية 490 مليون برميل إلى أميركا، أي ما يعادل 1.4 مليون برميل يوميًا، بينما تراجعت هذه الصادرات إلى 127.3 مليون برميل في عام 2023، ما يعادل 353 ألف برميل يوميًا.
ويعود ذلك في جزء كبير إلى الزيادة الكبيرة في إنتاج النفط المحلي في أمريكا، حيث بلغ إنتاجها من النفط الصخري حوالي 13.5 مليون برميل يوميًا.
التوجه السعودي نحو أسواق آسيا
بينما تشهد الولايات المتحدة انخفاضًا في وارداتها من النفط السعودي، زادت صادرات المملكة إلى أسواق آسيا بشكل ملحوظ. الصين تعتبر أكبر مستهلك للنفط في العالم، وسجلت صادرات المملكة إليها 1.58 مليون برميل يوميًا خلال الأشهر الـ 11 الأولى من عام 2024، بزيادة ملحوظة عن عام 2018، كما ارتفعت صادرات النفط السعودي إلى الهند لتصل إلى 815 ألف برميل يوميًا.
هذه التحولات لم تكن وليدة اللحظة، بل تمثل استراتيجية طويلة الأمد اتخذتها السعودية منذ بداية الألفية، حيث ركزت على توجيه صادراتها نحو أسواق آسيا، باعتبارها أكبر أسواق النفط في المستقبل.
ويشير المحللون إلى أن المملكة ستواصل تزويد أسواق الصين والهند بالخام، كما ستواصل توسيع حصتها في أسواق الطاقة العالمية، بما في ذلك أوروبا التي شهدت قفزة في وارداتها من النفط السعودي بنسبة 47% منذ يوليو 2023.
ضمن هذه الاستراتيجية، قامت السعودية باستثمارات وشراكات في مجال إنشاء المصافي في آسيا، ما يعزز من قدرة المملكة على تلبية احتياجات أسواقها المتزايدة. ويعتبر عماد الخياط، المحلل السابق في أوبك، أن السعودية قررت منذ فترة طويلة أن تكون أسواق آسيا هي السوق الرئيسية للنفط السعودي، مما يقلل من تأثير انخفاض الصادرات نحو الولايات المتحدة.
تصريحات ترامب
من المتوقع أن تستمر العلاقات النفطية بين السعودية والولايات المتحدة في التغيير، خاصة في ظل التصريحات الأخيرة لـ دونالد ترامب الذي يسعى إلى زيادة إنتاج أمريكا من النفط والغاز.
وفي هذا الصدد، يتوقع المحللون أن ترامب لن يؤثر بشكل كبير على واقع النفط السعودي في السوق الأمريكية، حيث يعتبرون أن السعودية ستواصل تزويد أسواق آسيا أكثر من أمريكا.
وتشير البيانات إلى أن السعودية قادرة على الحفاظ على مكانتها كأكبر مصدّر للنفط في العالم، ولكن قد تظل الأسواق الآسيوية هي الهدف الاستراتيجي الأهم للمملكة في المستقبل، خاصة مع تزايد الطلب في هذه الأسواق.
مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، يبدو أن السعودية ستواصل تركيزها على أسواق آسيا، بينما تتأثر صادراتها إلى أميركا بتزايد الإنتاج المحلي في الولايات المتحدة، في الوقت ذاته، يتوقع الخبراء أن تبقى السعودية لاعبًا أساسيًا في السوق النفطية العالمية بفضل احتياطياتها الضخمة وقدرتها على التأثير في الأسعار العالمية.