أكد الدكتور أحمد جمال الدين، الخبير الاقتصادي، أن التحول الأخضر لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة ملحة لضمان استمرارية صناعة البتروكيماويات.
وأوضح أن مصر تمتلك فرصة ذهبية لتصبح لاعبًا رئيسيًا في التحول الأخضر بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل التزام الدولة باستراتيجيات خفض الانبعاثات الكربونية بما يتماشى مع اتفاقية باريس للمناخ.
وأضاف أن صناعة البتروكيماويات، التي تعد من ركائز الاقتصاد المصري، يجب أن تتحول إلى نموذج للإنتاج المستدام.
وفي تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أشار جمال الدين إلى أن شركة موبكو تمثل إحدى دعائم صناعة الأسمدة والبتروكيماويات في مصر، مؤكدًا أنها حققت نجاحات كبيرة في تلبية احتياجات السوقين المحلي والدولي.
ومع ذلك، تواجه الشركة، كغيرها من الشركات العاملة في هذا القطاع، تحديات بيئية كبيرة، مما يجعل التحول إلى الإنتاج الأخضر مسارًا حتميًا لضمان استمرارها في المنافسة العالمية.
وأوضح الخبير الاقتصادي أن موبكو بدأت اتخاذ خطوات إيجابية في هذا الاتجاه، منها تبني تقنيات تعتمد على الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى تطوير أنظمة لمعالجة المخلفات الصناعية وخفض الانبعاثات الكربونية.
تحديات تواجه التحول الأخضر
ورغم الجهود المبذولة، أشار الدكتور أحمد جمال الدين إلى أن هناك تحديات كبيرة تواجه موبكو في مسيرتها نحو التحول الأخضر، منها:
التكلفة المرتفعة للتكنولوجيا الخضراء: حيث تتطلب تقنيات الإنتاج النظيف استثمارات ضخمة، مما يشكل عبئًا على الشركات في قطاع يعاني من تقلبات الأسعار العالمية. نقص البنية التحتية للهيدروجين الأخضر: لا تزال مصر في مراحلها الأولى في هذا المجال، والبنية التحتية اللازمة لدعم التحول الأخضر تتطلب استثمارات طويلة الأجل.
التغير في السوق العالمي: تزايد الطلب على المنتجات الصديقة للبيئة يتطلب تسويقًا قويًا لتوعية المستهلكين بأهمية هذه المنتجات.
وأكد جمال الدين أن موبكو يمكنها الاستفادة من تجارب دول وشركات كبرى، مثل شركة "BASF" الألمانية، التي تعد رائدة في التحول الأخضر بقطاع البتروكيماويات. وقد استثمرت "BASF" في مشروعات كبرى لإنتاج الهيدروجين الأخضر وإعادة تدوير المخلفات، وهي استراتيجية يمكن أن تتبناها موبكو على المستوى المحلي.
وأشار إلى أن موبكو تمتلك المقومات اللازمة للتحول إلى نموذج وطني للإنتاج المستدام، مطالبًا الشركة بتركيز جهودها على بناء شراكات مع الحكومة والقطاع الخاص لجذب الاستثمارات اللازمة وتعزيز البحث والتطوير في مجالات الإنتاج النظيف.
دعم حكومي وفرص واعدة
واختتم الخبير الاقتصادي حديثه بالإشادة بالدعم الحكومي المقدم للشركات الراغبة في التحول الأخضر، من خلال مبادرات مثل تمويل مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر. وأكد أن موبكو قادرة على استغلال هذه الفرص لتحقيق نقلة نوعية في مسيرتها.
وشدد على أن التحول الأخضر ليس مجرد اتجاه عالمي، بل هو التزام أخلاقي وبيئي تجاه الأجيال القادمة. ونجاح موبكو في هذا التحول لن يعزز مكانتها التنافسية فحسب، بل سيضع مصر في مقدمة الدول الساعية لتحقيق الاستدامة البيئية في صناعة البتروكيماويات.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
