في خطوة تعكس التزام مصر بتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة، تتوالى الاستثمارات الأجنبية في قطاع الغاز الطبيعي، حيث أعلنت كل من 'بي بي' (BP) و'دانة غاز' الإماراتية عن خطط جديدة لزيادة الإنتاج في البلاد.
ففي الوقت الذي تستهدف فيه الحكومة المصرية تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز صادرات الغاز، تشهد البلاد تدفقات استثمارية كبيرة من شركات الطاقة العالمية، في مؤشر على جاذبية السوق المصري وقدرته على استقطاب رؤوس الأموال.
"بي بي" تسرّع الإنتاج من حقل ريفين
أعلنت شركة 'بي بي' عن بدء الإنتاج من المرحلة الثانية لحقل ريفين، أحد مشروعات غرب دلتا النيل، قبل الموعد المحدد. وتتضمن هذه المرحلة ربط آبار جديدة بالبنية التحتية البرية، مما يعزز إنتاج الغاز والمكثفات. وتوقعت الشركة إنتاج 220 مليار قدم مكعب من الغاز و7 ملايين برميل من المكثفات، في خطوة تدعم أمن الطاقة في مصر وتساهم في سد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك المحلي.
تمتلك 'بي بي' 82.75% من المشروع، بينما تملك 'هاربور إنرجي' النسبة المتبقية 17.25%، ما يعكس استمرار التعاون الاستراتيجي بين مصر والشركات العالمية لتعزيز إنتاج الغاز الطبيعي.
"دانة غاز" تعاود نشاطها الاستكشافي في مصر
بالتزامن مع هذا التقدم، أعلنت 'دانة غاز' الإماراتية عن استئناف نشاطها الاستكشافي في مصر بدءًا من مارس المقبل، بعد حصولها على جزء من مستحقاتها المتأخرة لدى هيئة البترول المصرية.
ووقّعت الشركة اتفاقية مع الحكومة المصرية لاستثمار 100 مليون دولار في تطوير حقولها، مع خطط لحفر 11 بئرًا جديدة في دلتا النيل، ما يسهم في زيادة إنتاج الغاز المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
نقلة نوعية في قطاع الطاقة المصري
يأتي هذا الزخم الاستثماري في وقت تسعى فيه مصر إلى تحفيز الشركات الأجنبية عبر تقديم حوافز مثل السماح بتصدير جزء من الإنتاج الجديد ورفع أسعار الغاز للشركات المنتجة، مما يعزز من قدرتها التنافسية ويجعلها وجهة مفضلة للاستثمار في مجال الطاقة.
ومع استثمارات بمليارات الدولارات من شركات عالمية وإقليمية، يبدو قطاع الغاز المصري على أعتاب مرحلة جديدة من النمو والتوسع، مما يرسخ مكانة البلاد كمركز رئيسي للطاقة في المنطقة، ويدعم خططها للعودة بقوة إلى أسواق تصدير الغاز الطبيعي خلال السنوات المقبلة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
