ads

لتحقيق الاستقرار الإقليمي ..تفاصيل توقيع مصر وقبرص علي اتفاقيات جديدة

تعبيرية
تعبيرية

في خطوة هامة نحو تعزيز التعاون في مجال الطاقة، أبرمت مصر وقبرص اتفاقيتين جديدتين تهدفان إلى تطوير الاكتشافات القبرصية للغاز الطبيعي باستخدام البنية التحتية المصرية. الاتفاقيتان تم توقيعهما خلال افتتاح مؤتمر مصر الدولي للطاقة "إيجبس 2025" في القاهرة.

تتمثل أهمية الاتفاقيتين في أنهما تدعمان استراتيجية وزارة البترول المصرية التي تهدف إلى تحويل مصر إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز الطبيعي. من خلال استقبال الغاز المنتج من اكتشافات شرق البحر المتوسط، سيتم توجيه الغاز إلى السوق المحلي المصري، مع إمكانية إعادة تصديره إلى أوروبا، وهو ما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة.

أهمية التعاون بين مصر وقبرص في مجال الغاز الطبيعي

يشكل التعاون بين مصر وقبرص في مجال الغاز الطبيعي جزءًا من شراكة طويلة الأمد بين البلدين تهدف إلى تعزيز استقرار أسواق الطاقة في المنطقة. منذ بداية اكتشافات الغاز في شرق البحر المتوسط، شهدت العلاقات بين البلدين تقاربًا ملحوظًا، حيث بدأ التعاون في التنقيب عن الغاز الطبيعي وتبادل الخبرات التكنولوجية في مجالات الاستكشاف والإنتاج.

يُعتبر اكتشاف حقل "أفروديت" للغاز الطبيعي في المياه القبرصية عام 2011، واحدًا من أبرز المحطات التي أسهمت في تقوية هذه العلاقة، حيث أكدت الدولتان على أهمية التنسيق بينهما في تطوير هذا الحقل واستخدام البنية التحتية المصرية لنقل الغاز إلى الأسواق الدولية.

شركة إيني الإيطالية التي تعد من أبرز الشركات العالمية في مجال الطاقة، تلعب دورًا رئيسيًا في هذا التعاون من خلال مشاركتها في التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط، وهو ما يعكس التعاون بين الشركات الكبرى والدول في المنطقة.

التعاون في مجال تصدير الغاز إلى أوروبا

يشكل التعاون في مجال تصدير الغاز إلى أوروبا أولوية بالنسبة للبلدين، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية في قطاع الطاقة. مصر تُعتبر نقطة ربط استراتيجية في شبكة نقل الغاز الطبيعي إلى الأسواق الأوروبية، وذلك بفضل شبكة الأنابيب الموجودة مثل خط الغاز العربي الذي يصل بين مصر ودول مختلفة في المنطقة. كما أن الموقع الجغرافي لمصر يتيح لها دورًا محوريًا في تأمين إمدادات الغاز للقارة الأوروبية، وهو ما يعزز من مكانتها في أسواق الطاقة العالمية.

ومن جانبه قال محمد حليوة خبير البترول والغاز، أن "التعاون بين مصر وقبرص في مجال الغاز الطبيعي يعتبر خطوة استراتيجية هامة على المستوى الإقليمي والدولي. من خلال هذه الاتفاقيات، سيتمكن الغاز الطبيعي القبرصي من استخدام البنية التحتية المصرية المتطورة في النقل والتصدير، مما يساهم في وصول هذا الغاز إلى أسواق أوروبا بسرعة وكفاءة عالية. هذا التعاون يعزز من دور مصر كمركز إقليمي للطاقة في منطقة شرق المتوسط ويزيد من قدرتها على تلبية احتياجات السوق الأوروبي من الغاز الطبيعي."

وأضاف حليوة في تصريح خاص لاهل مصر ، أن "توسيع التعاون بين مصر وقبرص في مجال الغاز ليس فقط فرصة لزيادة الإنتاج والإمدادات، بل هو خطوة أساسية نحو تحقيق استقرار أسواق الطاقة في المنطقة. هذه الاتفاقيات تمثل بداية لسلسلة من التعاونات المستقبلية التي تهدف إلى الاستفادة المشتركة من موارد الغاز الطبيعي في شرق المتوسط، وفتح آفاق جديدة للتطوير الاقتصادي بين البلدين."

وأشار حليوة إلى أن "المنطقة تشهد طفرة كبيرة في اكتشافات الغاز، ومصر بتقديمها لهذه التسهيلات قادرة على لعب دور محوري في تأمين إمدادات الطاقة للسوق الأوروبي، خاصة في هذه الأوقات التي يشهد فيها قطاع الطاقة تحديات اقتصادية وسياسية. التعاون بين مصر وقبرص سيكون له دور بالغ الأهمية في تحديد مستقبل أسواق الغاز في المنطقة."

مواصلة التعاون والتوسع في المستقبل

تعتبر الاتفاقيتان الجديدتان خطوة أولى نحو استخدام التسهيلات والبنية التحتية المصرية لتطوير الاكتشافات القبرصية للغاز الطبيعي، مما يسهم في زيادة الاستفادة من موارد الطاقة في المنطقة. وتفتح الاتفاقيات الباب لمزيد من المفاوضات بين البلدين لجلب المزيد من الغاز القبرصي إلى مصر في المستقبل.

وأكد أن هذه الاتفاقيات نقطة انطلاق لتعميق التعاون بين مصر وقبرص في مجال الطاقة، وهي انعكاس لتوجه البلدين نحو تطوير شراكات استراتيجية في قطاع الغاز. هذه الشراكة لا تقتصر فقط على المصالح الاقتصادية، بل تعزز الاستقرار الإقليمي في منطقة بحر الأبيض المتوسط، مما يساهم في ضمان إمدادات الطاقة المستدامة للمنطقة بأكملها.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً