أجرى الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل جولة تفقدية هامة لمصنع شركة كولواي الإسبانية لتصنيع المكونات الداخلية للوحدات المتحركة، والمقام داخل ورش كوم أبو راضي ببني سويف، ويأتي ذلك في إطار متابعة خطة توطين مختلف الصناعات في مصر، ومنها صناعات السكك الحديدية والصناعات المغذية لها، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي.
والمصنع تم إنشاؤه بهدف تلبية احتياجات الهيئة القومية لسكك حديد مصر وكافة قطاعات وزارة النقل وقطاعات الدولة المصرية الأخرى من هذه المنتجات بنسبة 70% بالعملة المحلية ثم التصدير للخارج.
ويتم تنفيذ المشروع على مرحلتين؛ المرحلة الأولى التي تم الانتهاء منها والتي تعمل حاليًا وتشمل إقامة مصنع داخل ورش كوم أبو راضي على مساحة تبلغ 3000 متر لتصنيع المكونات الداخلية للوحدات المتحركة (جرارات وقطارات) ووسائل النقل الجماعي التي تعمل حاليًا بالخطوط وتحتاج إلى أعمال رفع كفاءة وإعادة تأهيل، والمرحلة الثانية اللاحقة والتي ستتضمن إنشاء مصنع بمساحة تصل إلى 4000 متر مربع بامتداد ورش كوم أبو راضي للتوسع في الإنتاج الكمي للمكونات الداخلية للقطارات وذلك لسد احتياجات مصانع الوحدات المتحركة الجاري العمل على إنشائها في مصر، وحيث كان في استقبال الوزير كل من المهندس وجدي رضوان نائب وزير النقل للسكك الحديدية والجر الكهربائي، والمهندس محمد عامر رئيس هيئة السكك الحديدية وقيادات الهيئة.
مراحل إنتاج المكونات
وتفقد نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل المصنع وشاهد مراحل إنتاج المكونات الداخلية لعربات النوم عبر الأقسام المختلفة (كبائن سفح الرمال - السنفرة - كبائن الدهانات - الأفران...) واستمع إلى شرح لكيفية إعادة وتحديث المكونات الداخلية القديمة للوحدات المتحركة وإعادة استصلاحها كما تفقد المخزن الخاص بالمصنع،
التوسع في الإنتاج
وأكد الوزير على مسؤولي شركة كولواي الإسبانية بضرورة سرعة البدء في المرحلة الثانية نظرًا لأهميتها في التوسع في إنتاج المكونات الداخلية للقطارات، مؤكدًا أن هذا المصنع يمثل نقطة انطلاقة كبيرة وقوية لتوطين هذه الصناعة في مصر وهو ما تهدف إليه الدولة المصرية من توطين مختلف الصناعات بها لتصبح قلعة صناعية كبيرة.
سكك حديد مصر
ثم توجه الفريق مهندس كامل لتفقد عدد 2 عربة (عربة نوم + عربة نادي) تم الانتهاء من إعادة تأهيلها وتطويرها وتحديثها بالكامل كنموذج لإعادة تأهيل عدد 65 عربة نوم ونادي إسباني قامت الهيئة القومية لسكك حديد مصر بالتعاقد مع المصنع لإعادة تأهيلها وتطويرها وتحديثها بالكامل لتشكل هاتين العربتين أول إنتاج لمصنع كولواي الإسبانية لتصنيع المكونات الداخلية لعربات النوم المصرية، وحيث من المخطط أن يتوالى الانتهاء من قطار نوم مكون من 10 عربات (9 نوم - عربة نادي) كل 3 شهور ليتم إدخاله الخدمة لتقديم أعلى مستويات الخدمة لجمهور الركاب من المواطنين والسائحين خاصة وأنه تم إعادة تصميم العربة لمواكبة أحدث عربات النوم الموجودة والعاملة بالسوق العالمي.
مراحل التطوير
كما استمع الوزير إلى شرح من مدير المصنع عن تاريخ هذه العربات ومراحل تطويرها ومدى الفائدة المالية من إعادة تأهيلها من خلال مصنع كولواي الإسبانية حيث دخلت هذه العربات الخدمة كعربات للركاب خلال فترة الثمانينيات ثم تم تحويلها إلى عربة نوم عام 1993م واستمرت في التشغيل كعربات نوم حتى تم التعاقد مع شركة كولواي في 4/ 12 / 2023 وبدء إنشاء المصنع حتى بدء أول إنتاج له لتصنيع المكونات الداخلية لعربات النوم في الثالث والعشرين من شهر مارس 2025، مشيرًا إلى أن عربة النوم الجديدة يتم حاليًا استيرادها بمليون ونصف يورو تقريبًا بينما تتكلف إعادة تأهيل العربة الواحدة من هذه العربات وفق أحدث المواصفات العالمية بما يعادل مبلغ 329 ألف يورو بما يمثل حوالي 22% من ثمن العربة الجديدة يسدد 70% منها بالجنيه المصري.
وحيث شملت أعمال إعادة التأهيل والتطوير والتحديث تغيير وتجديد كافة دواخل العربة من مقاعد وأرضيات وشبابيك وستائر وتكييف، بالإضافة إلى دهان العربة من الخارج، بشكل مميز وذلك بهدف تقديم أعلى مستويات الخدمة لجمهور الركاب.
توطين الصناعات
وأشار الوزير خلال جولته إلى أن إنشاء هذا المصنع يجسد مدى الاهتمام الذي توليه الدولة المصرية لإنجاز هذا الملف الهام وهو ملف توطين مختلف الصناعات ويأتي ضمن سلسلة التنسيقات التي قامت بها وزارة النقل من خلال التواصل مع مجموعة من الشركات العالمية للاستثمار في مجال تصنيع وسائل النقل السككي في مصر بهدف تلبية احتياجات السوق المحلي وتوفير العملة الصعبة ونقل الخبرة للعمالة المصرية وتصدير الفائض للدول الأفريقية والعربية، وحيث تم في هذا الإطار التنسيق من خلال (مذكرات تفاهم / اتفاقيات الشروط والأحكام / عقود) مع شركات عالمية لإنشاء مصانع متخصصة في مجالات السكك الحديدية المختلفة بالإضافة إلى مصنع سيماف التابع للهيئة العربية للتصنيع.
كما تابع نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل خلال جولته التفقدية بورش كوم أبو راضي للسكك الحديدية المقامة على مساحة حوالي 75 فدانًا والمتخصصة في إجراء العمرات المختلفة (عمرة عمومية – متوسطة) لجميع أنواع عربات الركاب المكيفة الأولى والثانية الإسباني وعربات تحيا مصر وعربات القوى والاستراحات والسبنسات وVIP، أعمال العمرات المختلفة لمختلف أنواع العربات بالورشة وكذلك متابعة آخر المستجدات الخاصة بخطة تطوير وإعادة تأهيل وتحديث 14 قطارًا إسبانيًا يتكون كل قطار منها من (عربة بوفيه - 4 عربة درجة أولى و6 عربات درجة ثانية) وحيث تشمل أعمال التطوير إعادة تأهيل وتطوير وتحديث العربات بالكامل (حيث يتم تغيير وتجديد كافة دواخل العربة من مقاعد وأرضيات وشبابيك وستائر وتكييف بالإضافة إلى دهان العربة من الخارج بشكل مميز) وحيث الانتهاء من إعادة تأهيل وتطوير وتحديث 12 قطارًا إسبانيًا وإدخالهم الخدمة بخط القاهرة / السد العالي للمساهمة في تقديم مستويات خدمة متميزة لجمهور الركاب ويتقدم العمل للانتهاء من إعادة تأهيل وتطوير وتحديث القطارين 13 و 14.
تناول وجبة الإفطار
ثم تناول الوزير وجبة الإفطار مع مجموعة كبيرة من قائدي القطارات وعمال الورش المختلفة وأكد لهم خلال اللقاء على حرصه الدائم على لقاء العاملين بهيئة السكك الحديدية والأهمية الكبيرة لورش كوم أبو راضي باعتبارها عصب التأمين الفني للعربات، كما أشار الفريق مهندس وزير النقل إلى إنه منذ توليه حقيبة النقل تم وضع خطة شاملة لتطوير وتحديث كافة عناصر منظومة السكك الحديدية تشتمل تلك الخطة على خمسة عناصر وهي تطوير وتحديث أسطول الوحدات المتحركة من العربات والجرارات وتطوير البنية التحتية من مزلقانات وقضبان ومحطات وتحديث نظم الإشارات لزيادة معدلات السلامة والأمان على خطوط السكة الحديدية واستكمال تطوير الورش من خلال استمرار تنفيذ الخطة الشاملة لتطوير كافة ورش السكك الحديدية بجميع المناطق، (تطوير 33 ورشة قائمة - إنشاء 10 ورش جديدة).
العنصر البشري
وفيما يتعلق بالعنصر البشري أوضح الفريق مهندس وزير النقل إنه تم وضع معايير ومنهجية جديدة لانتقاء العنصر البشري المقرر انضمامه للعاملين بقطاع السكك الحديدية من خلال التأهيل والتدريب والاختبار بالكلية الحربية والمعهد الفني للقوات المسلحة والمعهد العالي لتكنولوجيا النقل بالإضافة إلى تنفيذ خطة لإعادة تأهيل وتدريب وتثقيف وتعليم العنصر البشري الحالي وكذلك التدريب الخارجي على التكنولوجيا الحديثة الخاصة بالوحدات المتحركة ذات التكنولوجيا الحديثة، لافتًا إلى أن هذه المعايير الدقيقة في الاختيار والدورات التدريبية المستمرة تهدف إلى تنفيذ متطلبات مرحلة التطوير الحالية.