صرح المهندس إبراهيم محروس، المدير الإقليمي للإتحاد الطاقة الشمسية بأسوان SEU، بشأن توقيع اتفاقية التعاون بين هيئة الموانئ البحرية التابعة لوزارة النقل المصرية والشركات الفرنسية والمصرية/الإماراتية لإنشاء محطة متكاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في منطقة رأس شقير، وتبلغ الاستثمارات في المشروع نحو 7 مليارات يورو، وذلك في إطار تعزيز التعاون بين مصر وفرنسا في مجال الطاقة النظيفة،
مستقبل الطاقة النظيفة في مصر
أكد المهندس إبراهيم محروس أن هذا التعاقد يأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية في مصر التي تهدف إلى تعزيز توطين صناعة الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، وتوفير مناخ استثماري جاذب للقطاع الخاص في مجالات الطاقة المستدامة.وأضاف قائلاً: 'هذا المشروع يعكس حرص مصر على تعزيز مكانتها كمركز إقليمي وعالمي للطاقة النظيفة، ويعد خطوة هامة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تعمل مصر على تنفيذها.'
تفاصيل المشروع وأهدافه
وأوضح محروس أن المشروع يتضمن إنشاء محطة متكاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، بما في ذلك الأمونيا الخضراء، ويستهدف إنتاج مليون طن سنويًا على ثلاث مراحل بدءًا من عام 2029.وأشار إلى أن المشروع سيسهم بشكل كبير في تلبية احتياجات سوق وقود السفن النظيف، كما سيوفر فرص تصدير للوقود الأخضر للأسواق العالمية، مضيفًا 'المشروع سيعزز من جهود مصر في التحول نحو الاقتصاد الأخضر وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.'
القطاع الخاص ودوره في تنفيذ المشروع
أشار محروس إلى أن من أبرز مميزات المشروع هو تمويله بالكامل من القطاع الخاص، حيث لن تتحمل الدولة أي أعباء مالية أو تلتزم بتوفير بنية تحتية للمشروع.
وأضاف قائلاً: 'هذا المشروع يُنفذ بالكامل من قبل القطاع الخاص، مما يعكس مدى قدرة القطاع الخاص على المساهمة في مشروعات الطاقة النظيفة طويلة الأمد، وهو ما يعد نموذجًا ناجحًا في تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص.'
المردود الاقتصادي والفرص الوظيفية
تطرق محروس إلى المردود الاقتصادي المباشر الذي سيعود على الدولة من خلال رسوم الخدمات والتراخيص التي ستدفعها شركة المشروع، بالإضافة إلى الرسوم المفروضة على صادرات الوقود الأخضر.
وأكد أن المشروع سيوفر فرص عمل واسعة للمصريين خلال مراحل الإنشاء والتشغيل، مما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتحقيق التنمية المستدامة.
الاستثمار في الطاقة المتجددة
وأشار محروس إلى أن التحالف المكون من شركتي EDF Renewables الفرنسية وZero Waste المصرية/الإماراتية سيستثمر نحو 2 مليار يورو في المرحلة الأولى من المشروع لإنتاج 300 ألف طن سنويًا من الأمونيا الخضراء. وأضاف: 'هذه الاستثمارات تعد خطوة كبيرة نحو تمكين مصر من التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة، خاصة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.'
تحقيق الأهداف البيئية العالمية
وتحدث محروس عن الأثر البيئي الإيجابي للمشروع، قائلاً: 'المشروع سيسهم في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ويعزز قدرة مصر على الوفاء بتعهداتها في اتفاقية باريس للمناخ، كما يسهم في تحقيق أهداف الأمم المتحدة في التنمية المستدامة.'
المرحلة القادمة
وأضاف محروس أن الوزارة ستتولى التنسيق مع كافة الجهات المعنية لإتمام جميع الإجراءات القانونية والموافقات اللازمة، لضمان تنفيذ المشروع وفقًا للمعايير المطلوبة.
كما أكد أن المشروع سيتضمن إنشاء بنية تحتية متطورة في المنطقة، تشمل محطات لتوليد الكهرباء من مصادر متجددة، بالإضافة إلى مرافق لتحلية مياه البحر وتطوير موانئ الشحن.
واختتم المهندس إبراهيم محروس تصريحاته بالقول: 'يُعد هذا المشروع خطوة هامة نحو تعزيز مكانة مصر كمركز عالمي لتداول الوقود الأخضر، وفتح آفاق جديدة للاستثمار والتعاون الدولي في مجال الطاقة المتجددة، كما يساهم في توفير وقود نظيف للسفن المارة عبر قناة السويس، مما يساعد على تلبية متطلبات الملاحة العالمية والتكيف مع التحولات البيئية المستقبلية.'