اختتمت مؤشرات الأسهم الأوروبية جلسة تداول اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025 على تراجع جماعي، وسط حالة من الحذر والترقب بين المستثمرين، بالتزامن مع صدور نتائج أعمال الشركات الفصلية، وتصريحات رسمية أثارت مخاوف بشأن المسار المستقبلي للسياسات النقدية في القارة.
وهبط مؤشر "ستوكس يوروب 600"، الذي يقيس أداء أكبر 600 شركة في أوروبا، بنسبة 0.35% ليغلق عند 544.95 نقطة، رغم تسجيل القطاع التكنولوجي مكاسب ملحوظة بلغت 0.8%، مدعومًا بأداء قوي لعدد من أسهم البرمجيات والحوسبة السحابية.
في المقابل، تعرضت باقي القطاعات لضغوط بيعية، وسط عمليات جني أرباح وتخوفات من تأثيرات مستقبلية لنتائج بعض الشركات الكبرى.
ففي الأسواق الرئيسية:
انخفض مؤشر "داكس" الألماني بنسبة 0.4% ليغلق عند 24060 نقطة.
تراجع مؤشر "كاك 40" الفرنسي بنسبة 0.55% إلى 7766 نقطة.
هبط مؤشر "فوتسي 100" البريطاني بنسبة 0.65% إلى 8938 نقطة، بعدما كان قد تجاوز مستوى 9000 نقطة للمرة الأولى في تاريخه خلال الجلسات السابقة.
وسجل سهم شركة "إريكسون" السويدية تراجعًا حادًا بنسبة 7.7% في بورصة ستوكهولم، على الرغم من تجاوز أرباحها المعدلة خلال الربع الثاني من العام التوقعات بتحقيق 7 مليارات كرونة (نحو 730 مليون دولار). إلا أن مبيعات الشركة جاءت دون التقديرات، إذ بلغت بالكاد 56 مليار كرونة، ما أثر سلبًا على ثقة المستثمرين.
وفي سياق متصل، أثارت تصريحات كاثرين مان، عضو لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، قلق الأسواق، بعدما أكدت استمرار الضغوط التضخمية في المملكة المتحدة رغم تباطؤ نمو الأجور. وأشارت إلى أن البنك لا يزال بحاجة إلى مراقبة تلك المؤشرات عن كثب قبل اتخاذ خطوات إضافية، ما زاد من احتمالات تشديد السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.
ويأتي هذا الأداء في ظل تزايد حذر المستثمرين بشأن مسار العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حيث تُتابع الأسواق عن كثب مستجدات المفاوضات التجارية الجارية بين الجانبين.
ومن المتوقع أن تستمر التقلبات في السوق الأوروبية خلال الأيام المقبلة، مع تزايد وتيرة الإفصاحات المالية للشركات الكبرى، ومراقبة الأسواق لتطورات السياسات النقدية والاقتصادية.