شهدت البورصة المصرية في ختام تعاملات جلسة الأربعاء ضغوطًا بيعية قوية من المستثمرين العرب والأجانب، دفعت المؤشرات الرئيسية للتراجع الجماعي وخسائر حادة في رأس المال السوقي، في وقت سجل فيه سوق الصفقات (خارج المقصورة) نشاطًا ملحوظًا بعد تنفيذ صفقات كبرى على شركات سياحية وطبية.
صفقات خارج المقصورة
كشف التقرير اليومي للبورصة المصرية عن تنفيذ عدة صفقات في سوق خارج المقصورة بقيمة إجمالية بلغت 286.3 مليون جنيه عبر 71 عملية على نحو 4.01 مليون سهم.
وتصدرت قائمة الصفقات:
باراديس للمشروعات والتنمية السياحية بحجم تداول 2.7 مليون سهم بقيمة 225.8 مليون جنيه.
أكوا للفنادق السياحية بحجم تداول 941.2 ألف سهم بقيمة 9.4 مليون جنيه.
المعمل إي أس للتحاليل الطبية بحجم تداول 8 آلاف سهم بقيمة 6.5 مليون جنيه.
أداء السوق داخل المقصورة
أنهت البورصة جلسة الأربعاء على خسائر جماعية للمؤشرات:
تراجع مؤشر إيجي إكس 30 بنسبة 1.02% ليغلق عند 35,731 نقطة.
انخفض مؤشر إيجي إكس 70 متساوي الأوزان بنسبة 1.06% ليصل إلى 10,693 نقطة.
خسر مؤشر إيجي إكس 100 متساوي الأوزان نحو 1.15% مغلقًا عند 14,323 نقطة.
كما هبط مؤشر تميز بنسبة حادة بلغت 4.22% ليصل إلى 17,186 نقطة.
بينما كان الارتفاع الوحيد من نصيب مؤشر سندات الخزانة بصعود طفيف قدره 0.41% عند 2,121 نقطة.
وبلغت قيمة التداول داخل المقصورة نحو 5.5 مليار جنيه عبر تنفيذ 126.8 ألف عملية على أكثر من 1.6 مليار ورقة مالية تخص 218 شركة مدرجة.
الخسائر ورأس المال السوقي
تراجعت القيمة السوقية للأسهم المدرجة بحوالي 28 مليار جنيه لتستقر عند مستوى 2.488 تريليون جنيه، متأثرة بالمبيعات القوية للمؤسسات.
اتجاهات المستثمرين
مالت صافي تعاملات الأفراد المصريين والأجانب إلى الشراء بقيمة 229.7 مليون جنيه و1.3 مليون جنيه على الترتيب.
في المقابل، اتجهت المؤسسات المصرية والعربية والأجنبية للبيع بصافي 56.5 مليون جنيه، 16.4 مليون جنيه، و80.2 مليون جنيه على التوالي، إلى جانب مبيعات الأفراد العرب بصافي 78 مليون جنيه.
قراءة تحليلية
يعكس المشهد الحالي حالة من التباين في اتجاهات المستثمرين، حيث يواصل الأفراد المصريون ضخ السيولة ودعم التداولات اليومية، في حين يضغط خروج المؤسسات—خاصة الأجنبية والعربية—على المؤشرات ورأس المال السوقي.
أما على جانب سوق الصفقات، فإن النشاط الملحوظ في قطاعات السياحة والرعاية الصحية قد يشير إلى إعادة هيكلة استثمارية وتركيز على القطاعات المرتبطة بالنمو طويل الأجل، وهو ما قد يعوض جزئيًا من الضغوط الواقعة على التداولات داخل المقصورة.
تراجع المؤشرات وخسائر رأس المال السوقي تضع البورصة تحت اختبار صعب على المدى القصير، غير أن استمرار تدفق الاستثمارات عبر صفقات خارج المقصورة وحركة الشراء الانتقائي من الأفراد المحليين قد يحدّ من حدة الهبوط ويدعم فرص الارتداد خلال الجلسات المقبلة.