قالت المهندسة سالي البشاري، استشاري الطاقة المتجددة، إن مصر خطت خطوات كبيرة في مجال الطاقة خلال السنوات الأخيرة، مؤكدة أن الدولة لم تقف مكتوفة الأيدي أمام التحديات العالمية المتسارعة، بل عملت على تأمين احتياجاتها من الكهرباء وتعزيز قدراتها التقليدية والمتجددة، بما يحقق الاستدامة في قطاع يعد عصب التنمية.
وأوضحت البشاري أن مصر نجحت على مستوى الطاقة التقليدية في تنفيذ مشروعات كبرى لتحديث البنية التحتية، من أبرزها المحطات العملاقة التي أنشأتها شركة "سيمنز" الألمانية، والتي أضافت أكثر من 14 ألف ميجاوات للشبكة القومية، مما رفع تصنيف مصر عالميًا من حيث الاحتياطي والقدرة الإنتاجية، وجعلها من الدول القليلة التي تحقق فائضًا في إنتاج الكهرباء.
وأضافت أن الدولة تحولت أيضًا إلى نموذج رائد في الطاقة المتجددة، حيث تُعد محطة "بنبان" للطاقة الشمسية في أسوان واحدة من أكبر المحطات عالميًا بقدرة تصل إلى 1465 ميجاوات، موفرة ملايين الأطنان من الوقود التقليدي، ومساهمة في تقليل الانبعاثات الكربونية بصورة ملموسة.
وتابعت البشاري أن مصر تمضي بخطوات واسعة نحو الاستفادة من طاقة الرياح، من خلال مشروعات كبرى في مناطق مثل جبل الزيت والزعفرانة، والتي تضيف مئات الميجاوات من الكهرباء النظيفة، مع خطة طموحة لرفع مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني إلى 42% بحلول عام 2035.
وأشارت إلى أن جهود الدولة لا تقتصر على الإنتاج فقط، بل تشمل تعزيز التعاون الإقليمي والدولي وتنمية الصناعات المرتبطة بالطاقة النظيفة، لافتة إلى أن استضافة مصر لمؤتمر المناخ "COP27" شكّلت شهادة دولية على التزامها بالتحول الأخضر، إلى جانب العمل الجاد على مشروعات الهيدروجين الأخضر وجذب الاستثمارات في هذا المجال الواعد.
واختتمت البشاري تصريحاتها بالتأكيد على أن ما تقوم به الدولة في ملف الطاقة يعكس رؤية شاملة تقوم على التنمية المستدامة، والتوازن البيئي، وتحقيق أمن الطاقة، بما يعزز مكانة مصر إقليميًا ودوليًا ويضعها في موقع الريادة بهذا القطاع الحيوي.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
