ads
ads

خبير : الذهب يقود ارتفاع المعادن النفيسة وسط تحولات عالمية

 الذهب
الذهب
كتب : اهل مصر

أكد المحلل الاقتصادي والمتخصص في سوق المال، محمود جمال سعيد، أن إغلاق سعر الذهب على مستوى قياسي جديد يقارب 3,750 دولارًا للأونصة (مع تسجيلات حديثة تصل إلى 3,773 دولارًا في 27 سبتمبر) يعكس ديناميكية شاملة تشمل جميع المعادن النفيسة.

وأوضح أن هذا الارتفاع ليس حدثًا منعزلاً للذهب، بل حركة مترابطة تشمل الفضة والبلاتين، حيث يقود الذهب الاتجاه كملاذ آمن أساسي، بينما تتبع الفضة بحذر مدفوعًا بدورها الصناعي والنقدي المزدوج.

قال سعيد: 'الذهب يقود الأوركسترا في سيمفونية التحول النقدي، لكن الفضة تضيف الإيقاع الخاص بها كجسر بين الملاذات الآمنة والنمو الاقتصادي. هذه الازدواجية تجعلها مؤشرًا حيًا لصحة النظام المالي العالمي، حيث ترتفع مع مخاوف التحوط وتزدهر مع انتعاش الصناعة'.

كيفية الاستثمار في قمة السوق؟

أبرز سعيد أن الاستثمار في هذه المرحلة لا يعتمد على توقيت السوق بدقة، بل على فلسفة طويلة الأمد.

ونصح باستراتيجية 'متوسط التكلفة بالدولار' (Dollar-Cost Averaging)، التي تتيح شراء كميات منتظمة بغض النظر عن التقلبات، محولة الاستثمار من مضاربة قصيرة الأجل إلى تحوط استراتيجي.

أضاف : 'هذا النهج يعيد تعريف علاقتنا بالذهب: من محاولة التنبؤ بالقمم إلى البقاء في السوق للاستفادة من الزمن'.

انزياح الثقة ودور الجيوسياسية

يرى سعيد أن الارتفاع يعكس تحولًا بنيويًا في النظام النقدي، مدفوعًا بانخفاض هيمنة الدولار. فمع زيادة شراء البنوك المركزية للذهب كاحتياطي، يضعف الدولار تدريجيًا، مما يعزز الاتجاه نحو نظام متعدد الأقطاب.

وأشار إلى التأثيرات الجيوسياسية، مثل التوترات في أوكرانيا وبحر الصين الجنوبي، كمحركات استراتيجية للطلب على المعادن النفيسة، لا ردود أفعال مؤقتة.

أما الفضة، فتُعد 'الصلة الوصل' بين العالمين النقدي والاقتصادي؛ فهي ترتفع مع هروب المستثمرين إلى الآمن، وتتفوق عندما ينعش الاقتصاد العالمي استخداماتها الصناعية، مثل الإلكترونيات والطاقة المتجددة.

من معدن إلى نظام: الاستراتيجية الرابحة

صرح سعيد بأن الاستثمار في المعادن النفيسة أصبح قراءة لنبض النظام العالمي بأكمله. 'الذهب هو النبض الأساسي، لكن الفضة والبلاتين يقيسان الحيوية المصاحبة. وتابع أن النجاح يكمن في فهم التشابك بين هذه المعادن وتحولاتها السياسية والاقتصادية'، مشددًا على أن الذهب والفضة أصبحا وجهين لعملة التحول النقدي الكبرى.

يأتي هذا وسط ارتفاع عالمي في أسعار الذهب بنسبة 41.76% مقارنة بالعام الماضي، مما يعزز جاذبية المعادن النفيسة كأداة تحوط في عصر الغموض الاقتصادي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً