قال محمد نجم، الخبير الاقتصادي، إن الأزمة التي تمر على الصين، لا تشبه أزمة فيروس «سارس»، والذي انتشر في الصين خلال عام 2003، وأصاب 8000 شخص كما تسبب في وفاة 800 منهم، كما أنه انتشر في 26 دولة حو ل العالم، نظرًا لقوة الصين الاقتصادية خلال المرحلة الحالية، واختلاف تلك القوة عن فترة انتشار فيروس «سارس»، حيث لم تكن الصين وقتها مؤثرة في الاقتصاد العالمي مثل الصين فى 2020، فكانت تعد من بين أقوى 6 اقتصاديات حول العالم بناتج محلي يقدر بـ1.6 تريليون دولار، بينما تحتل المرتبة الثانية حاليًا بعد الولايات المتحدة الأمريكي بناتج محلي يقارب الـ14 تريليون دولار.
وأضاف «نجم» في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أن استمرار تفشي فيروس «كورونا» سيؤثر سلبًا على الاقتصاد المصري على مختلف القطاعات، وخاصة القطاع السياحي، نظرًا لتدفق السياح الصينيين إلى مصر بنحو 400 ألف سائح فى 2017 بعد أن كان عددهم 120 ألف فقط فى 2015، وذلك من إجمالي 8.2 مليون سائح زائر لمصر فى 2017، حيث ارتفع إلي 800 ألف سائح من إجمالي 11.3 مليون زائر في مصر فى 2019، ما قد يؤدي إلى وجود توقعات بانخفاض إيرادات القطاع خلال الربع الأول من 2020.
أشار الخبير الاقتصادي، إلى أن ظهور تلك الأزمة يأتي بالتزامن مع إجازة سنوية معتادة بالسوق الصينية، وهو ما يعني توقع الأسواق فى مصر التوقف المؤقت فى سلاسل الإمدادات الصينية خلال تلك المرحلة، ولكن الاستمرار لوقت طويل قد يصيب الاقتصاد المصري بأزمة كبيرة، وهو الأمر المرجح، ما قد ينتج عنه ظهور بعض المشاكل عبر صعوبة توفير بعض مدخلات الإنتاج، والتي تعتمد عليها العديد من المصانع والأنشطة بقطاع الأعمال المصري.
وتابع حديثه، "قناة السويس يمر بها نحو 267 مليون طن بضائع قادمة من منطقة جنوب شرق أسيا إلي الجزء الشمالي من العالم بإجمالي 1030 مليون طن بضائع فى القناة بنهاية 2019، ما قد يؤدي حتما إلى وجود تراجع بإيرادات القناة خلال الربع الأول من 2020"، متوقعًا وجود نتائج سلبية للسياسة التوسعية التي تنتهجها الحكومة علي المستوي المالي والنقدي، بما فيه ذلك خفض الدين والعجز وخفض الفائدة، لذا قد يحدث تجميد مؤقت لخطة تيسير السياسة النقدية، مشيرًا إلى أن تأثيره على الاقتصاد العالمي مع استمرار عدم اليقين قد يربك الأسواق المختلفة، وبالتالي يدفع المستثمرين للتخوف والتوجه نحو الاستثمارات الآمنة والابتعاد عن كل ما هو خطير.