كشفت وثائق بريطانية أفرج عنها حديثا عن أن الرئيس المصري الراحل حسني مبارك اشتبك مع مسئوليين رفيعي المستوى في الحكومة البريطانية بعد أن طلبت منه لندن اتخاذ إجراءات اقتصادية قاسية تمس المستوى المعيشي للمصريين . وقال الوثائق البريطانية المفرج عنها إن هذه الخلافات بدت عاصفة خلال زيارة مبارك لبريطانيا عام 1988 ويكشف محضر اجتماع مبارك وثاتشر عن أن الرئيس المصري الراحل أصر على أن حكومته مضت في الإصلاح إلى أكبر حد يستطيع الشعب تحمله. وقال أحد المسئولين المصريين في بريطانيا للمسئولين في حكومة رئيسة الوزراء البريطانية في ذلك الوقت مارجريت تاتشر نقلا عن مبارك: "مصر طبقت إصلاحات اقتصادية بعيدة المدى خلال العامين الأخيرين، أكبر بكثير من حيث الحجم من أي شيء حققه (سابقه) الرئيس السادات.
وأبدى مبارك امتعاضه من ضغوط صندوق النقد عليه "كي يفعل أكثر مما ينبغي بمعدل أسرع مما ينبغي"، مضيفا أنه "يجب أن يكون لمصر وقت للتنفس." وحذر مبارك من توابع الاستجابة للضغوط قائلا إنه "لو اتخذ بعض الخطوات التي يطالبه بها صندوق النقد، ستكون هناك قلاقل واسعة تشكل خطراً على الاستقرار ليس فقط في مصر ولكن على نطاق أوسع." وطالبت بريطانيا، كما قال الوثائق، بأن تتخذ مصر إجراءات منها "توحيد سعر الصرف"، و "إجراء تخفيضات في عجز الموازنة عن طريق خفض انتقائي للدعم، ما يحرر الاقتصاد من العيوب"، و"زيادة في أسعار الفائدة لتصل إلى مستويات إيجابية حقيقية، ما يعطي إشارات صحيحة للمستثمرين".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
