تشبعوا بمشاهد الدم والأكشن والرعب فضلا عن البلطجة والتقليد الأعمى، وأصبحوا يقلدون ما تقع عليه أعينهم، دون تميير بين النافع والضار، لهذا تحول الأطفال إلى ماركة مسجلة لجرائم القتل والعنف ضد آخرين، وباتت مواقع التواصل الاجتماعي، مركزا رئيسيا لانطلاق وتبني أفكارهم السيئة الخطيرة، لدرجة تدفعهم إلى السجن وقضاء زهرة أعمارهم داخل المؤسسات العقابية، بدلا من حضن آبائهم وأمهاتهم.
تستعرض "أهل مصر"، عبر التقرير التالي، عددا من الجرائم التي ارتكبها أطفال في سن صغير، كان دافعهم فيها الانتقام أو التقليد الأعمى ليس أكثر، لمشاهد الأكشن والدراما في السوشيال ميديا.
"شنق وقتل في المنور"
آخر تلك الجرائم، ما كشفته مصلحة الأمن العام، اليوم السبت، بعدما حلت لغز العثور على جثة طفلة عمرها 4 سنوات مقتولة شنقا، ومعلقة في "منور" عقار بمنطقة أوسيم في الجيزة، إذ تبين أن وراء ارتكاب الواقعة طالبة كانت تقوم بتقليد مقطع فيديو يحتوى على مشاهد عنف وقتل، فاصطحبت المجني عليها وقتلتها.
وتبين من تحريات المباحث أن المجني عليها 4 سنوات عُثر عليها داخل المنور، مُعلقة من رقبتها بسلك كهرباء مربوط بصندوق حديدي، وقررت والدتها أن ابنتها كانت بصحبتها حال عودتهما للمنزل ثم اختفت عن أنظارها وعلمت من الأهالي بالواقعة، وعقب كشف الحادث، تم ضبط المتهمة "طفلة 12 سنة"، طالبة.
تفاصيل الحادث
أقرت المتهمة خلال التحقيقات الأولية، بارتكابها الواقعة تقليداً لأحد مقاطع الفيديو (حول الشنق) على موقع اليوتيوب، والتي اعتادت مشاهدته وتأثرت به، مشيرة إلى أنها شاهدت الطفلة المجني عليها تسير بمفردها فاعتزمت تنفيذ مقطع الفيديو المُشار إليه، اقتربت منها واصطحبتها إلى العقار محل الواقعة، وأثناء سيرهما عثرت على سلك، وبمجرد دخولهما إلى "المنور"، وضعت يدها على فم المجني عليه لبكائها ثم أعدت السلك على هيئة طوق (مشنقة)، وربطت أحد طرفيه بالقفص الحديدي الخاص بموتور المياه وأحضرت الطفلة وأوقفتها على قدميها ووضعت رأسها داخل الطوق ثم سحبت قدمها فسقطت المجني عليها في وضع الشنق وتركتها وانصرفت.
"طفل بلبيس" قلد "عبده موته" فقتل محمود في "السايبر"
جريمة قتل أخرى، بطلها صبي لم يتخط الـ 15 عاما، دارت رحاها في مركز بلبيس بمحافظة الشرقية، حيث سيطرت على الطفل فكرة الإمساك بسلاح خرطوش والاستعراض به في الشارع، متأثرا بتقليد أحد الأعمال الدرامية للفنان محمد رمضان، فعلى غرار فيلم "عبده موتة" وطلب من مالك مقهى للإنترنت تصويره، قائلًا له: "عايز أتصور وأطلع على النت زي (عبده موتة).
لم ينته المشهد عند الاستعراض، فقد أطلق الصبي النيران بالخطأ، لتخترق طلقة رأس طفل صغير "محمود" لم يتجاوز العاشرة من عمره، فيما أصابت طلقة أخرى عنق طفل ثالث "خالد. أ"، 13 سنة، وكل هذا داخل محل "السايبر".
أطفال العياط خطفوا زميلهم وقتلوه بسبب معايرته لهم
ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين الـ 13 و 14 عاما، خطفوا طفلا صغيرا لم يتخط الـ 12 عاما، وقتلوه في منطقة العياط بالجيزة، دلت التحقيقات في الواقعة أن المتهمين الأطفال الثلاثة خطفوا الطفل المجني عليه، وتوجهوا به إلى أحد المناطق النائية وأدخلوه إلى بيت تحت الإنشاء واعتدوا عليه بالضرب بحجر أعلى رأسه فتهشمت وسالت دمائه.
لم يكتف الأطفال المجرمون بذلك، بل شرعوا في إخفاء جريمتهم فاتفقوا على حمله وإلقائه في أحد المصارف الصحية، حتى تم ضبطهم، واعترفوا أمام رجال المباحث عن أسباب تخلصهم من الطفل، مؤكدين في التحقيقات أنهم قتلوه ثأراً منه نظراً لمعايرته لأحدهم باسم لا يروق له وبسبب قلة أدبه، على حد وصفهم، لتأمر النيابة العامة بحبسهم وإيداعهم داخل إحدى دور المؤسسات العقابية.
طبنجة صوت مع "طفل المنيب"
في المنيب بمحافظة الجيزة أيضا، حاول طفل صغير 13 سنة، وبصحبته صديقه 14 عاما، يستقلون دراجة بخارية، سرقة مواطن أثناء قيادته سيارته، أشهرا في وجهه طبنجة صوت إلا أن الأهالي نجحوا في ضبطه وتسليمه لرجال الشرطة، وتولت النيابة العامة التحقيق معه.
قتل صديقه بزجاجة بسبب "الكوتشينة"
من بين الجرائم الغريبة التي نفذها أطفال صغار، واقعة القتل التي أقدم عليها طفل صاحب الـ 14 عاما، في منطقة حلوان، حيث قتل صاحبه بزجاجة فارغة، بسبب الخلاف على لعبة "الكوتشينة"، إذ نشبت بينهما مشادة كلامية قام خلالها المتهم بالتعدي على صديقه بالضرب وملاحقته إلى قطعة أرض فضاء، والتعدي عليه بقطعة من الزجاج على رأسه.
سالت دماء المجني عليه، لم يكترث المتهم واعتقد أنه فاقدا للوعي، وتناوب التعدي عليه ثانيا، فاكتشف مصرعه في الحال، فر بعدها هارب، حتى تمكنت قوة أمنية من رجال مباحث القاهرة في القبض عليه، وإحالته للنيابة العامة التي تولت التحقيق.
طالب الغربية قتل صاحبه بسبب كرة القدم
في زفتى بمحافظة الغربية، انهال طالب صاحب الـ 14 عاما، ضرباً على صديقه، بسبب خلافات بينهم على لعب كرة القدم داخل المدرسة، حيث رفض الأول إشراك المجنى عليه في فريقه للعب مباراة كرة قدم، ما نتج عنه سقوط المجني عليه، مغشيا عليه متأثرا بإصابته، ولفظ أنفاسه الأخيرة، ألقى القبض على المتهم وأمرت النيابة بإيداعه دور المؤسسات العقابية.
أحمد خنق خالد ورمى جثته في "الرشاح"
ارتكب طفل صغير يدعى " أحمد.خ" جريمة بشعة، في أسيوط، إذ استدرج زميله "خالد" إلى منطقة الزراعات وحاول التعدى عليه جنسياً، فقاومه صديقه معترضا على ذلك، فنشبت بينهما مشاجرة عنيفة، أقدم خلاله الاول على خنق الأخير، فلفظ أنفاسه الأخيرة، في مشهد صعب للغاية.
لم يكتف "أحمد" صاحب الـ 15 عاما بذلك، بل حمل جثة زميله وتوجه بها إلى مصرف قريب منه، وألقى بها في المصرف، لإخفاء معالم جريمته، حتى تم ضبطه بعد إجراء التحريات اللازمة، وعثر على جثة المجني عليه طافية بمياه الترعة، وبجوارها الحقيبة المدرسية، وتم انتشالها والتحفظ عليها بمشرحة مستشفى القوصية المركزي تحت تصرف النيابة.