اعلان

أحمد تركي: كلمة السيسي في احتفال المولد النبوى رسائل حضارية وإنسانية للعالم

 السيسي في احتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف
السيسي في احتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف
كتب : أهل مصر

قال الشيخ أحمد تركى، من علماء وزارة الأوقاف، إن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكلمة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر في احتفال المولد النبوى الشريف، رسائل حضارية وإنسانية إلى العالم وتعيد التوازن الصحيح لمفهوم الحرية ومفهوم احترام الأديان وحقوق الناس.

ووصفها بأنها رسائل القاهرة 'رمز التسامح التاريخي' قوية وفي موضعها وتعكس حجم مصر الحضارى بين الأمم.

وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوى الشريف، بحضور شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، ومفتى الديار المصرية الدكتور شوقى علام.

وأكد الرئيس أن شريعة الإسلام السمحة تقوم على أساس البناء لا الهدم، وعلى علماء الدين مهمة تصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر صحيح الدين في مواجهة دعاة الشر.

وأضاف، 'لقد وهبنا الله سبحانه وتعالى نعمة العقل التي ميز بها الإنسان وشرفه على سائر مخلوقاته، ودعانا من خلال تلك النعمة العظيمة إلى البحث والتدبر في ملكوت السماوات والأرض، وما يحتويه من دقة في الصنع. وإبداع في الخلق، وإحكام في النظام، وفرض علينا أن نصون هذه النعمة المميزة والمنحة الفريدة، ونهانا عن أن نسيئ إليها بخرافات وأوهام أو أن نتبع أفكارا هدامة بتعصب أعمى أو بانصياع يسلب الإرادة والقدرة على التفكير والإبداع والعمل والإنتاج'.

وتابع الرئيس: 'كما أن رسالة الإسلام التي تلقيناها من الرسول الكريم جاءت انتصارا للحرية، حرية الإيمان والاختيار والاعتقاد، وحرية الفكر، إلا أن تلك الحريات لم تأت مطلقة حتى لا تحولها أهواء النفس البشرية إلى فوضى تبيح التخريب والتدمير، كما أن تلك الحريات ينبغى أن تقف عند حدود حريات الآخرين، تحترم الجميع ولا تخرج عن المنظومة المحكمة التي خلق الله الكون في إطارها، فما قد يعتبر قيدا على الحريات إنما يصون بالمقابل الحقوق في مواجهة الآخرين، وإن تبرير التطرف تحت ستار الدين هو أبعد ما يكون عن الدين، بل إنه محرم ومجرم، ولا يتعدى كونه أداة لتحقيق مصالح ضيقة ومآرب شخصية'.

وشدد قائلا: 'دعونا نتفق على أن هذا التطرف لا يمكن قصره على دين بعينه، ففي جميع الديانات، وبكل أسف يوجد المتطرفون الذين يسعون لإذكاء روح الفتنة، وإشعال نار الغضب والكراهية، وهي الأفكار التي لا تثمر إلا عن تغذية خطاب التناحر والحض على التباعد والفرقة، حتى إن سيرة النبى العطرة لم تسلم من ذلك التطرف'.

واستكمل: 'أؤكد للجميع أن مكانة سيد الخلق النبى العظيم في قلوب ووجدان المسلمين في كل أنحاء العالم لا يمكن أن يمسها قول أو فعل، كما أؤكد الرفض القاطع لأى أعمال عنف أو إرهاب تصدر من أى طرف تحت شعار الدفاع عن الدين أو الرموز الدينية المقدسة، فجوهر الدين هو التسامح، ولنستلهم معا في هذا الإطار الدروس والعبر من سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم الذي أرسله ربه عز وجل ليتمم مكارم الأخلاق، فرسخ صلى الله عليه وسلم أسس التعايش وقبول الآخر والإيمان بالتنوع، فلا إكراه في الدين'.

واختتم: 'فلنجعل من ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم نبراسا يضئ لنا الطريق، لنعمر، ونحقق المفهوم الحقيقى للرحمة في مواجهة جماعات القتل والتخريب، ولنجعل من وطننا صورة مشرقة لفهم وتطبيق صحيح الدين وتحقيق مقاصد الشرع الحنيف، حتى نبعث برسالة من مصر مهد التاريخ والحضارة الإنسانية تؤكد سماحة الأديان وتجعلها سبيلا لسلام العالم وتراحم البشرية جمعاء، وكل عام وأنتم بخير، ومصر الغالية في تقدم ورفعة'.

WhatsApp
Telegram