يبدو أن سياسة الديموقراطيين الأمريكان لا تتغير، فهم يخطبون ود الأقليات في الولايات المتحدة لكسب مزيد من الأصوات، أو الترويج لسياسة الاعتدال التي يريدها جانب كبير من المواطنين الأمريكيين.
أصوات المسلمين
الديمقراطيون وسياسة كسب الأصوات
ولعل جو بايدن هو النسخة الجديدة للرئيس الأسبق باراك أوباما الذي ينتمي لنفس حزب جو بايدن الحزب الديموقراطي، حيث عمل بايدن نائبا للرئيس أوباما خلال فترة رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
السابقة ليست جديدة، حيث الحديث بالقرآن والأحاديث النبوية الشريفة التي تخطب ود المسلمين خارج الولايات المتحدة وداخلها بالأخص؛ لتهيئة الأجواء الدولية الملتهبة في المناطق الإسلامية؛ وكذا لكسب أصوات المسلمين في داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
'السلام عليكم'.. أوباما يخاطب المسلمين من جامعة القاهرة
ففي يونيو 2009 زار أوباما جامعة القاهرة، الذي دعا فيها إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، حيث اعتبر الكثيرين أن تلك الزيارة التي بدأها بـ'السلام عليكم' تودد للمسلمين من أجل تهيئة الأرض ولعب دورا كبيرا في الشرق الأوسط.
لم يتوقف الأمر على ذلك، بل زار مساجد في وماليزيا وإندونيسيا أثناء توليه مهامه، حتى أنه ولأول مرة يزور فيها أوباما مسجدا في الولايات المتحدة.
أوباما يزور مساجد
وقال الرئيس الأميركي في خطابه أمام أفراد المجموعة الإسلامية في بالتيمور: 'سمعنا في الآونة الأخيرة خطابا غير مبرر ضد المسلمين الأميركيين، تصريحات لا مكان لها في بلادنا'، معتبراً أنه 'من غير المفاجئ تاليا ألا تزداد المضايقات والتهديدات بحق المسلمين الأميركيين'.
أوباما يزور مساجد
أوباما يزور مساجد
جو بايدن.. الوجه الآخر لعملة الديمقراطيين
لم يفوت المرشح الجمهوري جوزيف بايدن الفرصة بالتودد للمسلمين، من خلال مقطع فيديو تحدث فيه عن الإسلام والمسلمين، مؤكدا أنه سيرفع الحظر الذي فرة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب على سفر المسلمين ودخولهم للولايات المتحدة.
أوباما وبايدن
وخلال قمة على الإنترنت تحت عنوان 'قمة مليون صوت مسلم'، استضافتها منظمة الدعوة 'Emgage Action'؛ لتعبئة الناخبين المسلمين قبل الانتخابات الرئاسية؛ استشهد بايدن بحديث للنبي 'صلى الله عليه وسلم'، الذي قال فيه (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)، متدللا إلى المسلمين ضد ترامب.
وقال بايدن في مقطع الفيديو المتداول عن قناة DW الألمانية، والذي يعود إلى يوليو الماضي: 'سأدرج الأصوات الأمريكية المسلمة كجزء من إدارتي، إذا كان لي الشرف بأن أكون رئيسا فسوف أنهي الحظر المفروض على المسلمين من اليوم الأول..'
وتابع قائلا: 'الجاليات المسلمة هي أول من شعر بهجوم دونالد ترامب على جاليات السود والسمر في هذه الدولة من خلال حظره السيء للمسلمين.. تلك المعركة هي افتتاحية لأربع سنوات من الضغوطات والإهانات المستمرة والهجمات ضد الجاليات الأمريكية المسلمة..'
وأضاف: 'من الأشياء التي أعتقد أنها مهمة هي أنني أتمنى أن نعلم المزيد في مدارسنا حول العقيدة الإسلامية، وبحسب حديث عن النبي محمد من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه'.
مناظرة 'إن شاء الله'
استخدم بايدن المصطلح الإسلامي 'إن شاء الله' في مناظرته الأولى مع ترامب، والتي عقدت في ٢٩ سبتمبر. وفي الأيام الأولى من انطلاق حملته الانتخابية، سجل بايدن مقطع فيديو يحثّ المسلمين على الانضمام إلى حملته.
ويبلغ عدد الناخبين المسلمين في أمريكا وذلك وفقاً لأحدث الإحصائيات، الصادرة عن مركز بيو للأبحاث، والتي نُشرت في عام ٢٠١٧، يُقدّر إجمالي عدد المسلمين الأمريكيين بنحو ٣.٤٥ مليون شخص، يمثّلون حوالي ١.١ ٪ من مجموع سكان أمريكا ككل، من بين هؤلاء، قام حوالي مليون مواطن أمريكي مسلم، في عام ٢٠١٦، وبدافع من تصريحات ترامب العدائية ضد المسلمين، بتسجيل أنفسهم للتصويت في الانتخابات الرئاسية، وعلى الرغم من كون هذا رقماً قياسياً للناخبين المسلمين المسجلين في تاريخ الانتخابات الأمريكية كلها، إلا أنّهم لم يتمكّنوا من التأثير على النتيجة النهائية للانتخابات.
وبحسب مركز بيو للأبحاث فإن نحو 3.3 مليون مسلم يقيمون في الولايات المتحدة ويشكلون حوالي 1% من إجمالي السكان، ويرتقب أن تتضاعف هذه النسبة بحلول العام 2050.
المسلمون في أمريكا
ووفقا لدراسة أجريت في عام 2010، يعتنق الإسلام 0.9% من السكان، مقارنة مع 70.6% يتبعون المسيحية، 22.8% غير منتسبين لأي دين، ونسبة 1.9% يعتنقون اليهودية، 0.7% البوذية، و0.7% الهندوسية. تشير دراسة سنة 2017 إلى أن 3.45 مليون مسلم يعيشون في الولايات المتحدة، ويمثلون حوالي 1.1% من مجموع سكان الولايات المتحدة.