قال الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بمناسبة اليوم العالمي للإيدز 2020، إنه من المزمع أن يكون هذا العام علامةً فارقةً في محاربة المرض وضمان معرفة 90% من المتعايشين مع فيروس العَوَز المناعي البشري بحالتهم، وتلقي المصابين بالفيروس للعلاج، وانخفاض الحمل الفيروسي لدى 90% ممَّنْ يتلقون العلاج بحلول عام 2020.
وأضاف "المنظري"، أنه يوجد تأخير بالفعل في تحقيق تلك الغايات العالمية، ثم جاءت جائحة "كوفيد-19" وتسبَّبت في اضطرابات واسعة النطاق وتُهدِّد بالقضاء على كثير من المكاسب التي تحققت في مجال الصحة وغيره من المجالات التنموية، معلقا: "على الرغم من أن البلدان قد عملت بلا كلل للتصدّي لكوفيد-19، فقد تضرّرت خدمات صحية أساسية أخرى، منها خدمات الوقاية من فيروس العَوَز المناعي البشري وتشخيصه وعلاجه".
وأشارت تقديرات إلى أن توقف العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية لمدة ستة أشهر يمكن أن يؤدي إلى حدوث أكثر من 500 ألف حالة وفاة إضافية بسبب اعتلالات مرتبطة بالإيدز في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في عامي 2020 و2021.
أما في إقليم شرق المتوسط، فقد أتت جائحة كوفيد-19 في وقت حرج لوباء فيروس العَوَز المناعي البشري، إذ يُقدر عدد المتعايشين مع فيروس العَوَز المناعي البشري بنحو 420 ألف شخص، ويتنامى الوباء على نطاق غير مسبوق.
وفي عام 2019 وحده، وقعت 44 ألف إصابة جديدة بفيروس العَوَز المناعي البشري في الإقليم، بزيادة تبلغ 47% مقارنةً بعام 2010 المرجعي، ولم يُشخَّص سوى ثلث المتعايشين مع الفيروس في الإقليم، ولا يتلقى العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية سوى 24%.
وزاد هذا الوضع الصعب سوءًا بسبب جائحة كوفيد-19، وأبلغت بلدان كثيرة عن تعطل الخدمات. وفي ظل تدابير حظر الخروج، أصبح من الصعب على المتعايشين مع فيروس العَوَز المناعي البشري الوصول إلى المرافق الصحية، ومن الصعب على القائمين بالتوعية الوصول إلى الفئات السكانية الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، ومن الصعب على الخدمات الصحية أن تتغلب على كوفيد-19 جنبًا إلى جنب مع أمراض أخرى.
وكشف مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، نفاذ مخزونات بعض البلدان من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية المخصصة لعلاج الإيدز بسبب توقف الشحن الجوي والتراجع العالمي في تصنيع الأدوية، وإضافةً إلى ذلك، نضبت القوى العاملة في خدمات فيروس العَوَز المناعي البشري، إما بسبب إعادة توزيعهم في إطار الاستجابة لجائحة كوفيد-19، وإما بسبب إصابتهم، للأسف، بعدوى كوفيد-19.
وأوضح "المنظري"، أن ذلك أدى إلى تعريض كثير من المتعايشين مع فيروس العَوَز المناعي البشري للخطر الناجم عن عدم تلقّيهم للأدوية والخدمات المُنقذة للأرواح في حينها، إلا أن الجائحة أتاحت أيضًا فرصةً لتقديم ابتكارات مثل صرف الأدوية التي تكفي لعدة أشهر وتوزيعها عبر البريد، ومجموعات الدعم الإلكترونية، وتقديم استشارات طبية عبر الإنترنت.