التقى أحمد سمير زكريا، عضو مجلس الشيوخ، بالسفير الياباني بالقاهرة نوكى ماساكي، وتناول اللقاء كافة الجوانب المتعلقة بين البلدين والتعاون الكبير في كافة النواحي سواء الاقتصادية والاستثمارية والتعاون في مجال التعليم وغيرها من المشروعات التي تتعاون فيها اليابان باعتبارها شريك استراتيجي قوي لمصر وذلك نتيجة للجولات الكبيرة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي في الفترة السابقة.
وأشاد السفير الياباني بالقاهرة، خلال لقائه النائب أحمد سمير زكريا، بحجم التعاون الاقتصادي الكبير بين مصر واليابان، لافتًا إلى أن الجانب الياباني قام بمنح مصر قرض ميسر بقيمة 800 مليون دولار للمساهمة في المتحف المصري الكبير، واصفًا إياه بأنه أضخم تعاون ثقافي لليابان في العالم، وبخلاف القرض الميسر، أكد أن مساهمات بلاده في مشروع المتحف المصري الكبير تقارب 8 ملايين دولار، كما تقدم اليابان التكنولوجيا لإدارة المتحف وحفظ وترميم الآثار، مشددًا أن المتحف المصري الكبير يعد أكبر متحف أثري في العالم لتعريف الحضارة المصرية القديمة بشكل شامل وواسع، لافتًا إلى أنه بمثابة مساهمة حضارية من أجل العالم أجمع وليس مصر فقط.
وأوضح السفير نوكى ماساكي، أن اليابان تتعاون مع مصر بشكل كبير في تجربة ناجحة وجيدة للغاية وهى المدارس المصرية اليابانية، والتي يبلغ عددها في مصر 41 مدرسة، مؤكدًا أن التجربة لفتت انتباه الجميع كنموذج للتعاون اليابانى يحتذى به، كاشفًا أن حجم التعاون بين مصر واليابان في إطار مبادرة الشراكة المصرية اليابانية فى مجال التعليم يصل إلى 285 مليون دولار، منهم 171 مليون دولار للمدارس المصرية اليابانية، وسيشمل التوسع فى أعداد المدارس المصرية اليابانية لتشمل 212 مدرسة على مستوى 27 محافظة خلال السنوات المقبلة، ليصبح التعاون بين مصر واليابان فى مجال التعليم نموذج يحتدى به فى الشرق الأوسط وأفريقيا، بخلاف التعاون مع مصر في مجالات الثقافة والبنية الأساسية، وتوسعات مطار برج العرب الدولي ليستقبل أكثر من 5 ملايين مسافر في العام الواحد.
وعن التعاون الاقتصادي، أكد السفير الياباني في مصر، للنائب أحمد سمير زكريا، أن هناك تعاونا في خط المترو الرابع، وهناك عمل مشترك في البنية الأساسية الخاصة بمشروعات المياه، ويتم العمل فى مشروعات هامة للري مثل قناطر ديروط الجديدة، بالإضافة إلي الجامعة المصرية اليابانية والتي ستصبح مركزًا للتميز بالشرق الأوسط وإفريقيا، وهى نموذج رائع للعلاقات مع مصر.
وردًا على سؤال النائب أحمد سمير زكريا، لماذا لا يستفيد العالم من الثقافة اليابانية وغرس تلك القيم في النشء والطفل المصري، قال السفير الياباني بالقاهرة، إنه من الضرورى أن يحدث ذلك بشكل مميز، مشيرًا إلى أنه من الممكن تنفيذ ذلك بالأخص من خلال الأنشطة المختلفة التي يشملها التعليم الياباني والتي تعرف بالتوكاتسو، منها على سبيل المثال تعليم الأطفال ثقافة المشاركة في نظافة الفصول والمدرسة، بالإضافة إلى منحهم الحرية في تكوين آراء سليمة في مختلف المجالات، ومنحهم أيضًا الأدوار القيادية لكى يصبح كل طفل قائدًا في المستقبل ويساهم ذلك بشكل كبير في غرس كافة الصفات المطلوبة في النشء، لينعكس ذلك على شخصية الطفل مستقبلا.
وكشف السفير نوكى ماساكى، عن زيادة حجم التجارة بين اليابان ومصر ما بين شهر إبريل إلى شهر يونيو من هذا العام 2020 بنسبة 16.6% مقارنة بالعام الماضي رغم أزمة كورونا، متطلعا لزيادتها في العام المقبل، مؤكدًا أن الشركات اليابانية التي تستثمر في مصر تبذل قصارى جهدها لزيادة استثماراتها.
وعن أوجه الشبه بين مصر واليابان في التعامل مع جائحة كورونا العالمية، قال السفير الياباني بالقاهرة، إن اليابان ومصر قريبين للغاية في التجربة المرنة.