تجدد الحديث عن سد النهضة مع عقد اجتماعات ثنائية بين الدول الثلاث وفريق الخبراء والمراقبين لمدة أسبوع، بعد استئناف المفاوضات التي كانت قد توقفت لحل الخلاف بشأن البناء والتشغيل، والتي بدأت أمس الأحد، لكن في الوقت ذاته، صرح وزير المياه والطاقة الإثيوبى بأن 'نسبة البناء فى سد النهضة وصلت إلى 78% ، وأن الملء الأول يعنى اكتمال السد'، الأمر الذي أثار جدلاً على الساحة المحلية والدولية.
ومن جانبه، علق الدكتور عباس شراقي، على نسبة 78% من بناء السد، موضحًا أن هذه النسبة ليست إنجازاً بل دليلا على بطئ الإنشاءات منذ تولى أبى أحمد الحكم فى مارس 2018 وتعلله بالفساد، وزاد على ذلك الصراع الداخلى مع إقليم التيجراى وبنى شنقول وجبهة المعارضة وتأجيل الانتخابات والأوضاع الاقتصادية المتردية، وكان من المقرر الانتهاء من المرحلة الأولى صيف 2015 التى لم تحدث حتى الآن، واكتمال بناء السد فى صيف 2017.
سد النهضة
وأوضح شراقي: 'الملء الأولى هو الملء اللازم لتشغيل أول تربينين، ولم يستكمل حتى الآن وتخزين 5 مليار متر مكعب غير كاف لتشغيلهما، أما الملء الأول هو اكتمال السعة التخزينية إلى الحد الأقصى وهو 74 مليار متر مكعب للمرة الأولى، وغير متوقع حدوثه قبل 2024، والملء المتكرر هو تكرار ملء السعة القصوى فيما بعد.
وفيما يخص عودة المفاوضات، قال: 'هذه محاولة أخيرة للاتحاد الأفريقى برئاسة جنوب أفريقيا قبل تسليم الرئاسة إلى الكونغو الديمقراطية لعام 2021، وتأتى هذه المفاوضات فى أجواء غير مناسبة نتيجة التصريحات الإثيوبية الأخيرة وادعائها بتردى الأوضاع الداخلية فى مصر، ورفض مصر لهذه الأكاذيب للقائم بالأعمال الاثيوبية بالقاهرة، والتوتر السياسى الشديد الذى وصل إلى التدخل العسكرى وسقوط شهداء سودانيين على الحدود مع اثيوبيا، وفترة انتقال السلطة فى أمريكا وما يصاحبها من ضبابية نتيجة عدم اعتراف ترامب بنتيجة الانتخابات، ومايشهده العالم من شدة اجتياح الموجة الثانية لكورونا'.
وأضاف: 'فى ظل هذه الأجواء أحسنت إثيوبيا صنعاً بعدم إجراء أى انشاءات على الممر الأوسط 'حتى الآن' التى من شأنها زيادة المخزون المائى حالياً أو الصيف القادم ويرجع ذلك للأسباب السابقة، علاوة على الرسائل المصرية غير المباشرة من المناورات العسكرية المشتركة المصرية - السودانية غير المسبوقة، وزيارة الرئيس السيسى لجنوب السودان فى نوفمبر الماضى'.
عودة مفاوضات سد النهضة
وتجدر الإشارة إلى استئناف المفاوضات الأحد 3 يناير 2021، بعد مكالمة رئيس جنوب أفريقيا للرئيس السيسى السبت 26 ديسمبر 2020، وعقد اللقاء على مستوى وزراء الخارجية والمياه بعد انقطاع لمفاوضات اللجان الفنية منذ 28 أغسطس الماضى تخلله عدة لقاءات متقطعة على مستوى الوزراء فى أكتوبر ونوفمبر 2020.
من جانبها أكدت مصر، أهمية أن يحقق اتفاق سد النهضة المصالح المشتركة للدول الثلاث، ويؤمن في الوقت ذاته حقوق الشعب المصري ومصالحه المائية.
وأكدت وزارة الري السودانية، أنها ناقشت مصر وإثيوبيا في إمكانية إيجاد حلول أخرى من أجل استئناف مفاوضات سد النهضة بعد التطور الإيجابي بتقديم الخبراء الأفارقة لمذكرة اتفاق للدول الثلاث.
أما عن الجانب الإثيوبي، أكدت وزارة الري أن أديس أبابا تنتظر إيجابية الاتفاق، مشيرة إلى أنها على استعداد لاستخدام، مذكرة خبراء الاتحاد الأفريقي كوثيقة عمل للمفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة.