نعت الأمانة العامَّة لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشَّريف، العالم الجليل والفقيه الإسلاميَّ الكبير فضيلة الأستاذ الدُّكتور أحمد طه ريَّان، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشَّريف، ورئيس موسوعة الفقه الإسلاميِّ بالمجلس الأعلى للشُّئون الإسلاميَّة بوزارة الأوقاف، الَّذي وافته المنيَّة اليوم الأربعاء 5 من رجب1442هـ/ 17 من فبراير 2021م، عن عمر ناهز (٨٢).
وتؤكِّد الأمانة العامَّة أنَّ التَّاريخ سيظلُّ يذكر فقيد الأزهر والأمَّة العربيَّة والإسلاميَّة بعلمه، وفكره، ومؤلفاته الَّتي عالج من خلالها مشكلات المجتمع السُّلوكيَّة، والاجتماعيَّة، والاقتصاديَّة، وتجديد الفقه الإسلاميِّ، وتخليص الدِّين مما علق به من شوائب، وما وجِّه إليه من شبهات.
ولد الأستاذ الدُّكتور أحمد طه ريَّان بمحافظة الأقصر في من 10 فبراير 1939م، حفظ القرآن الكريم، والتحق بالأزهر الشَّريف، وتدرَّج فيه حتَّى حصل علي الإجازة العالية في الشَّريعة الإسلاميَّة سنة 1966م، ثمَّ حصل على الماجستير في الفقه المقارن سنة 1968م، ثمَّ حصل على العالميَّة سنة 1973م، وبدأ رحلته العلميَّة مدرِّسًا للفقه المقارن، وترقَّى في مناصب الجامعة، أستاذًا، ورئيسًا للقسم، وعميدًا لكلية الشَّريعة والقانون، ثمَّ عضوّا مؤسِّسًا بهيئة كبار العلماء عند عودتها عام 2012م.
بدأ الفقيد رحلته في البحث عن الجوانب الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة في الفقه الإسلاميِّ حتَّى استبانت أفكاره في مجموعة من المؤلَّفات العلميَّة القيِّمة، ومن أهمِّها:
«المسكرات وعقوبتها في الشَّريعة الإسلاميَّة» و«المخدِّرات بين الطِّب والفقه»، و«تعدُّد الزَّوجات ومعيار العدل بينهنَّ في الشَّريعة الإسلاميَّة»، و«ضوابط الاجتهاد والفتوى»، و«فقهاء المذهب المالكي»، و«سنن الفطرة بين المحدِّثين والفقهاء»، و«ملامح من حياة الفقيه المحدِّث الإمام مالك بن أنس»، و«البيوع المحرَّمة وأثرها في تعامل المصارف»، و«التَّعليق الفقهيُّ على مدوَّنة الإمام مالك»، و«بريد الإسلام في الفتاوى»، و«المدخل الوجيز في التَّعريف بمذهب إمام الفقه والحديث مالك بن أنس رضي الله عنه»، و«الرَّدُّ على الفكر العلمانيِّ»، و«الذَّبائح في الحجِّ: مصادرها ومصارفها» وغير ذلك من مؤلَّفات.
وهيئة كبار العلماء بالأزهر إذ تعرب عن حزنها وألمها لرحيل الفقيه الكبير فإنَّها تتقدَّم بخالص العزاء إلى أسرة الرَّاحل، وكلِّ العلماء والباحثين وطلَّاب العلم، والعالم الإسلاميِّ مع الدُّعاء الخالص أن يتغمَّد الله تعالى الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جنَّاته، وأن يلهم أهله وذويه الصَّبر والسُّلوان و(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).