عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، اليوم، اجتماعا موسعا مع الفريق مهندس كامل الوزير وزير النقل، واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، واللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، واللواء عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية، والدكتور خالد قاسم مساعد وزير التنمية المحلية، ورؤساء الهيئة العامة للنظافة والتجميل بمحافظات القاهرة والجيزة ومدير ادارة البيئة والنظافة بمحافظة القليوبية ونائب رئيس الهيئة لقطاع التنمية وتطوير المدن بوزارة الإسكان، وعدد من مسئولى الجهات المعنية، لمناقشة الموقف التنفيذي لمقالب المخلفات في القاهرة الكبرى ضمن آليات تطوير البنية التحتية لمنظومة إدارة المخلفات الصلبة البلدية الجديدة.
وأشارت وزيرة البيئة إلى أن الاجتماع يهدف لمتابعة إغلاق المقالب العشوائية مع السادة المحافظين بناء على قانون المخلفات رقم ٢٠٢ لسنة ٢٠٢٠، حيث ينص قانون إدارة وتنظيم المخلفات الذي أصدره الرئيس السيسي مؤخرا على إغلاق المقالب العمومية العشوائية خلال سنتين من إقرار القانون، بالإضافة إلى توحيد الجهود في الدراسات الفنية اللازمة ومناقشة العقبات التي تواجه عملية الإغلاق وإعادة التأهيل لعرضها بشكل أولا بأول على رئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى آلية تقديم جهاز تنظيم إدارة المخلفات بوزارة البيئة للدعم الفني للجهات المعنية بتنفيذ الإغلاق وإعادة التأهيل بالطريقة المناسبة وإزالة العقبات التي تواجه ذلك، حيث يقوم الجهاز بدور التخطيط والتنظيم وتتولى الجهات الأخرى التنفيذ.
وأكدت "فؤاد"، أن وزارة البيئة تسعى لتغيير الوضع الحالي في التخلص الآمن من المخلفات، بتدوير٨٠٪ من المخلفات وتقليل نسبة المرفوضات التي يتم دفنها إلى ٢٠٪ من المخلفات على عكس المتعارف عليه حاليا، كما يتم حاليا اتخاذ خطوات جادة للبدء الفعلي في مشروعات المرحلة الأولى لتحويل المخلفات إلى طاقة.
كما شددت وزيرة البيئة على أن بعض المقالب العشوائية تحتاج إلى إغلاق كامل نتيجة تراكم المخلفات به على مدار سنوات طويلة، ما يعيق عملية تدويرها، موضحة أن عملية إغلاق وإعادة تأهيل المقالب العشوائية معقدة جدا ليتم بطريقة آمنة.
ومن جانبه، أكد الفريق كامل الوزير وزير النقل، أن الهدف من تلك المناقشات التوصل لحلول تتسق مع معطيات الواقع، وأن تدوير المخلفات المتراكمة في المقالب العشوائية سيكون حلا مناسباً للتقليل من إيجاد أماكن جديدة لدفن المخلفات بها، وخاصة مخلفات الهدم والبناء التي يمكن الاستفادة منها ناتج تدويرها في صناعة مستلزمات الأرصفة والطرق، وتنفيذ نموذج لذلك بمقلب الطوب الرملي الذي يحوي كميات كبيرة من مخلفات الهدم والبناء، حيث اقترحت وزيرة البيئة دراسة نوعية مخلفات هذا المقلب ومدى صلاحيتها لإعادة التدوير، ومن ثم إنشاء مصنع به لتدويرها بالشراكة مع القطاع الخاص وإلزام المقاولين من خلال قانون المخلفات بعدم إلقاء مخلفات الهدم والبناء ونقلها للمصانع المخصصة لتدويرها.
وتم الاتفاق على عدد من الإجراءات على مجموعة من المقالب وهم إغلاق مقلب القطامية وقيام جهاز تنظيم إدارة المخلفات بمراجعة كراسة الشروط والمواصفات، وكذلك إغلاق مقلب الطوب الرملي واستخدامه في النشاط المخصص له، وإغلاق وتأهيل الجزء المخصص من موقع العبور لمحافظة القاهرة وتحويله إلى مسطح أخضر والقيام بتغطية المساحات المكشوفة من مقلب شبرامنت للسيطرة على الانبعاثات حيث تقوم المحافظات بإغلاقها بدعم من جهاز تنظيم إدارة المخلفات.
وأكد الدكتور أحمد فاروق البري رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات، أن الوزارة تسعى لتحقيق أقصى استفادة من مخلفات الهدم والبناء، حيث يتم التعاون حاليا مع الهيئة الهندسية والمركز القومي لبحوث البناء والإسكان؛ لدراسة توفير كسارات متحركة بأماكن تنفيذ المشروعات لتقوم أولا بأول بالتكسير والفرز والنخل لتلك المخلفات، كما تم الاتفاق مع هيئة المواصفات والجودة لإعداد المواصفات الخاصة باستخدام جزء من ناتج تدوير تلك المخلفات.
وأشار اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة إلى أهمية تعاون المواطن بالالتزام بالسلوكيات، والتخلص من المخلفات سواء في صناديق القمامة أو من خلال متعهدي الجمع، موضحا أهمية التوسع في مصانع التدوير للتغلب على مشكلة تراكم المخلفات وطول مسافات نقل المخلفات المدافن، وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في تنفيذ تلك المصانع بما يتناسب مع المعايير البيئية.
وأكد اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، أن الدولة اتخذت خطوات جادة وفاعلة في مجال إدارة المخلفات، وتم وضع إطار ينظم العمل في هذا المجال من أجل تسهيل عملية جمع تلك المخلفات؛ تمهيداً لدخولها مصانع التدوير للاستفادة منها في توليد الطاقة وتحقيق عائد استثماري، مشيرا إلى أن إلقاء مخلفات الرتش في الطرق العامة يعكس مظهرا غير حضاري للطرق والشوارع وتسيئ للمظهر العام، ما يهدم كل مخططات التجميل التي تنفذ على الأرض، مؤكدا أن يتم التعامل بحزم لمواجهة تلك الظاهرة والقضاء عليها.
بينما أشار اللواء عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية إلى أن غلق مقلب أبي زعبل ضرورة بعد نزوح الكتلة السكنية بالقرب منه، وتتخلص المحافظة حاليا من مخلفاتها بخلية بمدفن العبور، إلى أن يتم تشغيل المشروع المتكامل لإدارة المخلفات بالعاشر من رمضان، ما يتطلب التقليل قدر المستطاع من المخلفات التي يتم نقلها إلى موقع العاشر نظرا لطول المسافة ولضمان عدم إلقائها على الطرق، وذلك بزيادة عدد المحطات الوسيطة والاعتماد بشكل أكبر على التدوير.
واستعرض الدكتور أحمد البري رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات، موقف إغلاق وإعادة تأهيل مقالب القاهرة الكبرى وعددهم ٨ مقالب (الطوب الرملي، أبو زعبل، الوفاء والأمل، شبرا منت، العبور، السلام، القطامية، الهندسة).
وتم الاتفاق في نهاية الاجتماع على إعداد دراسة لإغلاق مقلب الطوب الرملي لدراسة إمكانية الاستفادة من مخلفات المقالب العشوائية بالقاهرة على غرار ما تم في مقلب الوفاء والأمل.