مساعد الليثي يكتب.. رسالة لمستشار رئيس الوزراء: ناقوس خطر بمستشفى أسيوط الجامعي

مساعد الليثي
مساعد الليثي

أستاذنا الفاضل هاني يونس، مستشار رئيس الوزراء..

نعلم حرصكم على محاسبة المقصرين، وندرك نجاح منظومة الشكاوى الحكومية التابعة لمجلس الوزراء في حل مشاكل البسطاء، ونرصد نجاحها الكبير في مواجهة أي خلل خلال المرحلة الماضية.

أستاذنا المحترم، آخر ما كنت أتوقعه أن يحول بعض الأطباء المستشفيات العامة لبيزنس خاص، ليستخدموا أفكارا شيطانية لابتزاز المرضى المغلوبين على أمرهم بحجج انتظار الدور، أو بتصدير وهم نقص معين كعدم وجود متخصص أو غياب طبيب التخدير وتوجيهه بضرورة عمل العملية على حسابه الخاص في نفس المستشفى وبنفس إمكانياتها وبنفس الطاقم الطبي، ولكن بعد أن يحصل الأطباء على مبلغ قريب من قيمة إجراء العملية في المستشفيات الخاصة.

قادتني الصدفة لمتابعة حالة من حالات الابتزاز غير الإنساني بمستشفى الأورمان للقلب بجامعة أسيوط، واكتشفت من خلال تواصلي مع بعض العاملين هناك أن هذه الواقعة تعتبر واقعة مصغرة لما يحدث في عمليات كبيرة بالقلب يستخدم فيها نفس النهج.

تفاصيل الواقعة تتضمن دخول طفلة تدعى دعاء أشرف بلعت "دبوس" واستقر بالقصبة الهوائية لمستشفى الأورمان بجامعة أسيوط أمس حوالي الساعة الحادية عشرة مساء، بعد أن أجرت عملية منظار بالمريء لاستخراج الدبوس بمستشفى خاص، واكتشف الأطباء أنه مستقر بالقصبة الهوائية وليس بالمريء، ليضيع ما أنفقه أهل الطفلة هباء، وليتوجهوا بها للمستشفى الجامعي ليرحمهم من أسعار المستشفيات الخاصة.

استقبل الحالة دكتور اسمه كريم، شاهد الأشعة وقال إنها تحتاج لمنظار سريع لاستخراج الدبوس، ولكنه بدأ في محاولة إقناع الأهل أنه لابد أن يجروا العملية في الجناح الخاص لعدم توافر طبيب تخدير بالقسم العام (على غير الحقيقة) وأقلقهم بكل تأكيد، ثم قال "لو تحبوا أتصل أتفق لكم مع الاستشاري الذي سيجري العملية لنعرف تكاليفها"، واتصل واتفق معه على 3500 جنيه، وقتها اتصل بي أحد مرافقي الحالة، قلت له انتظر عشر دقائق، واتصلت بالدكتور علاء عطية رئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة أسيوط وعميد كلية الطب، قال لي "هذا الكلام غير صحيح، طبيب التخدير موجود 24 ساعة"، وأخذ بيانات الحالة وأرسلها للدكتور حسام العربي مدير المستشفى.

اتصلت بالمرافق بعد 10 دقائق تقريبا، قال لي: "الدكتور أقلقنا وخدنا ونزل للاستشاري وأخدوا مننا المبلغ وجابوا طبيب التخدير ولسه البنت داخلة العمليات حالا في القسم الخاص"، سألته لماذا أخذ الطبيب المبلغ في يده، رد "هو اللي قالنا كده واحنا معندناش بديل".

عاودت الاتصال بالدكتور علاء عطية وأخبرته بما حدث، قال لي إنه سيتم اتخاذ كل الإجراءات.

بعد خروج الحالة من العمليات كانت الدنيا مقلوبة وارتبك الفريق الطبي وسارعوا بمحاصرة جد الطفلة وقالوا له "احنا أنقذنا بنتكم هل هذا هو الجزاء"، وطبيب يجذبه من هنا واستشاري يناوره من هناك، حتى أقنعوه أن يوقع على إقرار بأن كل شيء تم بطلبه.

وبطيبة الأب أو الجد البسيط الذي لا يعرف القراءة ولا الكتابة إلا أنه يرسم اسمه بحروف ناقصة يحفظها رسما وليس كتابة، اتصلت، أعطاني المرافق للاستشاري الأستاذ الدكتور وقال نفس كلامه "احنا أنقذنا الطفلة مش تشكرنا"، قلت له لماذا لم تنقذوا الطفلة في القسم العام، وهل طبيب التخدير الذي أحضرتموه يأتي للقسم الخاص فقط، وهل الفلوس تدفع في خزينة المستشفى أم يأخذها الطبيب في يده؟، رد بمنتهى البساطة "احنا ورقنا سليم والناس مضوا على إقرار ومحدش يقدر يعملنا حاجة ولا الدكتور علاء عطية ولا غيره".

انتهت القصة..

الأخطر، اكتشفت بعد تواصلي مع بعض العاملين بالمستشفى أن هذا الأمر مكرر ويحدث في عمليات القلب الكبيرة والابتزاز يحدث عن طريق تصدير الإحباط لأهل المريض من انتظار الدور، وأن الأفضل لهم إجراء العملية على حسابهم ليتقاضى الفريق الطبي 30 ألفا و50 ألفا في بعض الحالات، وتتم العملية بنفس المستشفى الجامعي العام وبنفس الإمكانيات وبنفس الفريق الطبي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً