انتهت وزارة السياحة والآثار، من أعمال المرحلة الثانية من مشروع ترميم وتطوير معبد دندرة بمدينة قنا.
وأوضح الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن أعمال هذه المرحلة شملت ترميم وتنظيف صالة الأعمدة الكبرى وصالة الإشراق (التجلي الثانية) وتطوير نظم الإضاءة الداخلية والخارجية للمعبد، مشيرا إلى أن الأعمال مازالت مستمرة داخل الحجرات الجانبية المحيطة بصالة التجلي الثانية؛ تمهيدًا لافتتاحها قريبا.
تطوير معبد دندرة
وأشار السيد عبد الحكيم الصغير مدير معبد دندرة، إلى أن أعمال الصيانة والترميم تضمنت إزالة السناج من على الأسطح الأثرية المشيدة من الحجر الرملي، عن طريق استخدام الكمادات الورقية لإزالتها، بالإضافة إلى مرحلة الترميم الميكانيكي الدقيق لإزالة ما تبقى منها وتثبيت الألوان واستكمال الفجوات المتواجدة بالجدران والأسقف واستبدال الاستكمالات القديمة، ما أدى إلى إظهار النقوش بألوانها الأصلية ووضوح المناظر والنصوص، مضيفا أن أعمال الترميم مستمرة للانتهاء منها في الوقت المحدد.
وكانت الوزارة قد انتهت أيضاً من أعمال المرحلة الأولى، والتي شملت ترميم الماميزي (بيت الولادة الروماني)، وبوابة المعبد الرئيسية في الجهة الشمالية وإظهار الألوان الموجودة بعتب وسقف البوابة، وتنظيف سلم النزول المستقيم بالمعبد وصالة الأعمدة الكبرى، وثلاثة سراديب وسطح المعبد.
وعن أعمال الترميم، أشار السيد عبد الحكيم الصغير إلى أن المجلس الأعلى للآثار بدأ مشروع أعمال ترميم وصيانة المعبد منذ عام 2005 ثم توقفت عام 2011 ثم استأنفت عام 2017، بعـد الانتهاء من الدراسات العلمية والأثرية اللازمة، بالإضافة إلى الدراسات التجريبية المتأنية باستخدام أفضل الأساليب والتقنيات الحديثة، حيث كان يعاني المعبد من تدهور للنقوش الجدارية وما تحملها من ألوان نتيجة لطبقات السناج الناتجة عن تصاعد الأدخنة بسبب عوامل عديدة منها استخدام المعبد للسكن في عصـور سابقة جراء طهي الطعام، وحرق الأخشاب واستخدامها للإضاءة، بالإضافة إلى الأتربة والعوالق السطحية التي تحدثها الرياح.
كما بدأت الوزارة في عام ٢٠١٩، مشروع تطوير فناء معبد دندرة بالتعاون مع البعثة الأثرية الفرنسية لتحويله إلى متحف مفتوح للقطع والعناصر الأثرية الحجرية التي كانت ملقاة على أرض المعبد منذ اكتشافها، حيث تم وضعها على عدد من المصاطب الحجرية في الجهة اليسرى من بوابة الدخول الرئيسية للمعبد، كما تم وضع القطع التي كانت موجودة بمخزن الماميزي (بيت الولادة) بالمعبد.
وقام الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، في فبراير ٢٠٢٠، بافتتاح ثلاثة سراديب وبانوراما (سطح) معبد دندرة بعد الانتهاء من مشروع ترميمهم، مؤكداً على أن افتتاح بانوراما (سطح) معبد دندرة يعد نقطة جذب سياحي جديدة.
تطوير معبد دندرة
وتعتبر السراديب الثلاثة التي تم افتتاحها للزيارة ضمن 12 سرداباً كانوا مغلقين بالمعبد ماعدا واحدا منها فقط موجود خلف قدس الأقداس كان مفتوحا للزيارة، أما الـ11 سرداب الباقية مغلقة وتم الانتهاء من ترميم ثلاثة منهم وافتتاحهم للزيارة ليرتفع عدد السراديب المسموح بزيارتها إلى أربعة، بالإضافة إلى بانوراما (سطح) المعبد الذي تم الانتهاء من ترميمها وافتتاحها أيضا للزائرين بعد غلقها لسنوات طويلة.
ولربط طلاب المدارس والأسر المصرية بالمواقع الأثرية، وتعريفهم بمعبد دندرة وتنمية الوعي الأثري بالبيئة المحيطة بهم أثناء الزيارة للحفاظ على الآثار، تم عمل كتيب عن معبد دندرة يصطحب الزائر في رحلة استكشاف داخل المعبد يتعرف فيها على معلومات عن المعبد وتاريخ إنشائه، وتكوينه المعماري الفريد، ويعتمد الكتيب على تقديم المعلومات بشكل مبسط عن طريق بعض الأسئلة والأنشطة التفاعلية التي ينفذها الطفل داخل المعبد بصحبة أسرته أو أصدقائه.
نبذة عن المعبد
شيد معبد دندرة لعبادة الإلهة حاتحور إلهة الحب والجمال والأسرة عند قدماء المصريين، على الشاطئ الغربي من النيل، ويرجع تاريخ بنائه إلى العصر اليوناني الروماني حيث بناه الملك بطليموس الثالث من الحجر الرملي، وأضاف إليه العديد من أباطرة الرومان بحيث استمرت عملية البناء نحو 200 سنة.
ويتميز المعبد بفن معماري فريد وغني باللوحات والنقوش، كما زينت جدرانه وأعمدته بكتابات هيروغليفية وتماثيل محفورة بالغة الدقة والجمال.
وتبين النقوش الموجودة على الجدران الداخلية للمعبد القياصرة الرومان أغسطس، تبريوس و نيرو يقدمون القرابين إلى الآلهة على النحو الذي كان يتبعه قدماء المصريين.
يتميز المعبد بمناظره الفلكية التي تزين أسقفه التي تعتبر تحفة إبداعية فهو من أبرز التحف المعمارية في تاريخ مصر القديمة، ويمكن الوصول إلى السقف العلوي عن طريق سلالم مزينة بمناظر للمواكب الكهنوتية وهم صاعدين على السلالم حاملين تماثيل حتحور في نقوش فرعونية رائعة، وهي تمثل الاحتفالات برأس السنة.
وتعد واجهة معبد حتحور من أروع الواجهات الفرعونية القديمة الخاصة بالمعابد يبلغ عرضها 35 مترا وارتفاعها 12.5 متر يتصدر واجهة المعبد أعمدة ضخمة رائعة أعلاها متوج برسومات لروؤس الإله حتحور ( الأوجه الحتحورية)، وكذلك معبد الولادة الإلهية الثاني الذي شيد في عهد أغسطس والذي يحتوي على نقش بارز يجسد بوابة وهمية تصل إلى العالم الآخر، يعلوها ثلاث أقراص للشمس المجنحة، ثم صفًا من أفاعي الكوبرا المتوجة بأقراص الشمس ويبلغ عدد الأعمدة التي تحمل سقف قاعة المعبد 24 عمودًا، بالإضافة إلى عدد كبير في باقي المعابد من الداخل وتحاط هذه الأعمدة بمجموعة من الغرف لتقديم القرابين.
السراديب بمعبد دندرة
هي المكان المخصص للاحتفالات بالأعياد في مصر القديمة، وتخرج منه تماثيل المعبودات الذهبية والأدوات الطقسية اللازمة لإقامة الشعائر الدينية، ويحفظ بداخلة التماثيل الثمينة والأدوات ذات القيمة، وهو يضم مجموعة هامة من النقوش والمناظر ومنها منظر فتح الباب الحجري، و خبري المجنح الذي يدفع قرص الشمس المجنحة أمامه بين علامتي الشرق والغرب، وطقسة تقديم الخبز للمعبودة حتحور سيدة دندرة، بالإضافة إلى طقسة طعن التمساح أمام حور بحدتي مناظر الحتحورات السبعة.