في ذكرى الإسراء والمعراج.. هل كان صعود الرسول إلى الملأ الآعلى بالروح أم بالجسد؟

الإسراء والمعراج
الإسراء والمعراج
كتب : عزة رخا

يحتفل المسلمون بالإسراء والمعراج في الليلة السابعة والعشرين من شهر رجب من كل عام، وحدثت رحلة الإسراء والمعراج في منتصف فترة الرسالة الإسلامية ما بين السنة الحادية عشر إلى السنة الثانية عشر من البعثة النبوية الشريفة.

وتعد رحلة الإسراء هي الرحلة التي قام بها الرسول على البراق مع جبريل ليلا من مكة إلى بيت المقدس في فلسطين، ثم عرج به إلى الملآ الآعلى عند سدرة المنتهى وعاد بعد ذلك في نفس الليلة، ونشرت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، تقريرا حول تفاصيل المعراج، وهل صعد الرسول الكريم فيه إلى السماوات العلا بالجسد والروح، أم كان رؤيا منامية؟

وأجاب في التقرير الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، قائلا: "إن الإسراء والمعراج معجزة اختص الله بها النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، تكريما له وبيانا لشرفه صلى الله عليه وآله وسلم، ليطلعه على بعض آياته الكبرى؛ قال الله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير".

وقال تعالى "والنجم إذا هوى ۞ ما ضل صاحبكم وما غوى ۞ وما ينطق عن الهوى ۞ إن هو إلا وحي يوحى ۞ علمه شديد القوى ۞ ذو مرة فاستوى ۞ وهو بالأفق الأعلى ۞ ثم دنا فتدلى ۞ فكان قاب قوسين أو أدنى ۞ فأوحى إلى عبده ما أوحى ۞ ما كذب الفؤاد ما رأى ۞ أفتمارونه على ما يرى ۞ ولقد رآه نزلة أخرى ۞ عند سدرة المنتهى ۞ عندها جنة المأوى ۞ إذ يغشى السدرة ما يغشى ۞ ما زاغ البصر وما طغى ۞ لقد رأى من آيات ربه الكبرى".

واتفق جمهور العلماء على أن الإسراء حدث بالروح والجسد؛ لأن القرآن صرح به؛ لقوله تعالى: "بعبده" والعبد لا يطلق إلا على الروح والجسد، فالإسراء تحدث عنه القرآن الكريم والسنة المطهرة، ويمكن للسائل أن يراجع الأحاديث التي وردت في مظانها، وأما المعراج فقد وقع خلاف فيه هل كان بالجسد أم بالروح، أي رؤيا منامية، وجمهور العلماء من المحققين على أن المعراج وقع بالجسد والروح يقظة في ليلة واحدة، وما يراه بعض العلماء من أن المعراج كان بالروح فقط أو رؤيا منامية فإن هذا الرأي لا يعول عليه؛ لأن الله عز وجل قادر على أن يعرج بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بجسده وروحه كما أسرى به بجسده وروحه.

وإذا كان القرآن الكريم قد تحدث عن الإسراء صراحة وعن المعراج ضمنا، فإن السنة جاءت مصرحة بالأمرين الإسراء والمعراج.

وفي واقعة السؤال: "نفيد أن الرسول الكريم قد أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به من المسجد الأقصى إلى السماوات العلا بروحه وجسده جميعا".

وجاءت رحلة الإسراء والمعراج تسرية عن الرسول (ص) بعد وفاة عمه " أبى طالب" وأم المؤمنين"خديجة بنت خويلد"، وبعد ما لقيه النبي- صلى الله عليه وسلم- من أهل الطائف، فقد أراد الله- تعالى- أن يخفف عنه عناء ما لاقى، وأن يسري عنه وأن يطمئنه.

ووتجاوزت هذه الرحلة حدود الزمان والمكان، قال ابن القيم‏: ‏ أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده على الصحيح من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، راكبا على البراق، بصحبة جبريل عليهما الصلاة والسلام، فنزل هناك، وصلى بالأنبياء إماما، وفي هذا إشارة إلى أن الإسلام هو كلمة الله الأخيرة إلى خلقه، وأنه خاتم الديانات السماوية.

ثم عرج الرسول – صلى الله عليه وسلم- إلى السماء في رحلة معجزة، هيأها الله لنبيه، حيث التقى في كل سماء بعدد من الأنبياء وكلمهم وتحدث إليهم وحيوه وهنئوه، فقابل في السماء الأولى "آدم"- عليه السلام- أبا البشر، وفي السماء الثانية "يحيى وعيسى" - عليهما السلام- وفي السماء الثالثة "يوسف" – عليه السلام- وفي السماء الرابعة "إدريس" – عليه السلام- وفي السماء الخامسة "هارون" – عليه السلام- وفي السماء السادسة "موسى" – عليه السلام- وفي السماء السابعة "إبراهيم" أبا الأنبياء- عليه السلام.

ثم ارتقى فوق السماوات العلا لمناجاة ربه، وهذه مكانة لم يبلغها نبي ولا رسول ولا ملك من الملائكة، وفي هذا اللقاء فرضت الصلوات الخمس وأراه الله من آياته الكبرى، فرأى الجنة، وما أعده الله للمتقين، ورأى النار وما أعده الله من العذاب للكفار والعاصين.

ثم عاد الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى "مكة" في الليلة نفسها بعد أن رأى من آيات ربه الكبرى، ليواصل دعوته ونشر الإسلام بين القبائل.

WhatsApp
Telegram