أوضح اللواء حمدي بخيت، الخبير الاستراتيجي، أن مصر سلكت في قضية السد الإثيوبي منذ عام 2010 الطريق الدبلوماسي والوسطات الفردية والثنائية والجماعية والإقليمية وعلى مسار الاتحاد الإفريقي وعلى مسار الدول الكبرى، مشيرًا إلى أن مصر بهذه المباحثات أثبتت وبرهنت على أنها دولة متحضرة ذات سيادة، تتفهم ظروف المجتمع والكيان الدولي ككل، لأن أي قلق في منطقة الشرق الأوسط والقرن الإفريقي سيضر بالعالم كله.
وتابع بخيت: كانت هناك مرحلتين من التعسف من جانب إثيوبيا، المرحلة الأولى أيام حكم البشير، وكأن السودان كانت غير مستشعرة أن هذا الأمر خطر داهم عليها، ثم جاءت ثورة السودان وصححت هذا المسار، وأصبح دور السودان أكثر إيجابية ووعيًا، لما يمكن أن يحققه ملء السد من خطر على قيم الأمن القومي السوداني، بل وعلى قيم المنطقة.
وتوقع الخبير الاستراتيجي حمدي بخيت، سيناريوهات متعددة في ملف الملء الثاني للسد الإثيوبي خلال الأيام القادمة.
السيناريو الأول: أن ترتدع إثيوبيا لصوت العقل والمجتمع الدولي والقوى التي تتوسط في هذه القضية، وترجئ عملية الملء وتخضعه لمحادثات جماعية بينها وبين مصر والسودان، لكي تضع مخطط لا يضر بهذه الدول مع عدم المساس بحصتها، وكذلك عدم الملء دون الرجوع إلى الدول المتشاطئة، ولفت بخيت أن هذا السيناريو سيكون أكثر إيجابية لكل الأطراف، ويسهم في أمن واستقرار المنطقة.
السيناريو الثاني: أن يتم التعامل مع المشكلة بمماطلات أخرى من الجانب الإثيوبي، وهنا يجب أن يتدخل المجتمع الدولي، وطبقا لهذا السيناريو فإن الخطوة القادمة ستكون هناك وساطة أمية كبيرة على مستوى الأمم المتحدة والجمعية العامة، لاستصدار قرار ضد الدول التي تخالف القانون الدولي ومنها إثيوبيا، طبقا لميثاق الأمم المتحدة.
السيناريو الثالث: أن تضرب إثيوبيا بكل هذه الوسائل والوسطات والقرارات التي قد تصدر من الأمم المتحدة، لإيقاف مثل هذا العمل الانفرادي، وهنا جميع الخيارات مفتوحة لمصر أن تحمي الأمن القومي، وخاصة أن هذه قيمة بقاء.
ولفت اللواء حمدي بخيت، أن هناك أيدي خفية ودول كبرى تعمل في الخفاء وتدعم إثيوبيا لملء السد.