أوضح الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية بالجامع الأزهر، وأستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وعميد كلية الدراسات العليا بالجامعة الأسبق، أن الإمام الأكبر ينادي بالتجديد منذ أكثر من 20 عاما، وله كتابات معروفة في هذا الصدد، منها كتاب "التراث والتجديد"، بالإضافة إلى أنه عقد العديد من المؤتمرات التي تنادي بتجديد الخطاب الديني.
وأضاف فؤاد في تصريحات خاصة لأهل مصر، أن التجديد لا بد أن يكون منضبط ودارسا للتراث، قائلا: "نريد الاجتهاد المنضبط لا الاجتهاد المنفلت"، وأن يكون أهل الاجتهاد ممن تنطبق عليهم شروط الاجتهاد المعروفة علميا، وليس كل من "هب ودب" يتلاعب بالنصوص ويقول أنا مجدد، لافتا أن الاجتهاد له ضوابطه وشروطه وله رجاله وهذا معروف في الحقل العلمي.
وصرح أستاذ الفلسفة، أن مسألة التجديد تستدعي أن يشارك فيها الجميع مع الأزهر، كل حسب تخصصه وحسب مجاله، لكن يأتي الأزهر في المقدمة، خاصة في النصوص الشرعية.
وتابع: "للأسف البعض أراد أن يغالط شيخ الأزهر، وخرجوا في الإعلام، وادعوا أن الإمام تراجع عن رؤيته للتراث، كأنهم يريدون أن يقولوا إن الإمام اتبعنا".
وأردف: "الإمام لم يتراجع عن موقفه في التجديد، وله منظومة في التجديد بدأها منذ 20 سنة، ويطالب بتطبيقها على أرض الواقع".
ولفت الدكتور عبدالمنعم فؤاد، إن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، يحترم التراث ويقدره لكنه لا يقدسه، والأزهر حارسا أمينا على التراث، يريد أن ينطلق به على أرض الواقع ويأخذ منه ما يتناسب مع عصرنا، أما الآخرون يريدون هجر التراث ويظنون أن التجديد لا يتحقق إلا إذا قذف التراث خلف الظهور، مضيفا: "أمة بلا تراث كشجرة بلا ثمر".
وأشار إلى أن الدول الغربية أخذت من تراثنا، الذي كان من أهم أسباب تقدمهم، موضحا أن التراث به نظريات تقدمية وأمور أخلاقية وبه العدل والإنصاف واحترام المواطنة، بالإضافة إلى شموله على منظومة أخلاقية علمية، البشرية في أشد الحاجة إليها.
ولفت الدكتور عبدالمنعم فؤاد، أن هناك بعض بعضا ممن لهم مفاهيم خاصة، يريدون أن يقولوا إن شيخ الأزهر غير منهجه بعد أن أعلنت خطابات خارجية، واصفا هذا الكلام بأنه غير مسؤول، موضحا أن منهج الإمام الأكبر هو منهج الأزهر الوسطي الذي يتبع التراث دون إفراط أو تفريط.