أكد الدكتور الطيب عباس مساعد وزير الآثار للشئون الأثرية، أن الوزارة وجدت صعوبات كثيرة في نقل مركب الملك خوفو إلى المتحف المصري الكبير، وأنها بدأت عملية النقل بتوثيق كل التفاصيل الخاصة بالمركب، حتى تحافظ على أهم أثر عضوي في العالم.
وقال خلال المؤتمر الصحفي الذي يعقد الآن بـ المتحف المصري الكبير، للإعلان عن كواليس نقل مركب خوفو الأولى: سأتحدث اليوم عن الجانب الأثري لـ مركب الملك خوفو حيث تم اكتشاف حفرتين بجوار الضلع الجنوبي لهرم الملك خوفو، موضحا أن الوزارة نظمت المؤتمر لطمأنة الجمهور على مركب خوفو بعد نقلها.
مركب خوفو الأولى
وتابع خلال حديثه: نحن كمركز ترميم للمتحف المصري الكبير، نسعى إلى الحفاظ على جميع الآثار، ووجدنا صعوبات كثيرة في نقل المركب، وبدأنا عملية النقل بتوثيق كل التفاصيل الخاصة بالمركب، حتى نحافظ على أهم أثر عضوي في العالم، ونفخر كأثريين أننا أهم مركز في ترميم الآثار.
وتابع: أهم أسباب نقل المركب كانت هي سوء حالة المتحف الذي بني ليضم المركب، لأنه كان مبنى حديثا لا يتناسب مع الحضارة المصرية القديمة، ونعمل الآن مع الجانب الياباني على استخراج المركب الثانية، واستخرجنا ١٧٠٠ قطعة منها، ونعمل الآن على استكمال إخراجها، ولكن الوقت لن يسعفنا على استكمال استخراجها وترميمها بالكامل قبل افتتاح المتحف المصري الكبير، وبالتالي قررنا أن نجعل الزائر يشاهد استكمال ترميم المركب الثانية داخل المتحف المصري بعد الافتتاح، في سابقة هي الأولى من نوعها.
تركيب القطع الأثرية للملك توت عنخ آمون
وواصل: كان نقل المركب أكبر تحدي، وما زالت التحديات لا تنتهي، وكل يوم نجد تحدي جديد، وفي نفس يوم نقل المركب كان المرممون يعملون في تركيب القطع الأثرية للملك توت عنخ آمون.
واستطرد: كان أبرز إنجاز هو نقل تابوت الملك توت عنخ آمون، وبذلنا جهدا كبيرا في استعادته إلى أصله.
يشار إلى أن الدكتور خالد العناني وزير الآثار، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة قد تغيبا عن حضور المؤتمر الصحفي العالمي للإعلان عن نقل مركب خوفو.
واستغرقت عملية نقل مركب خوفو نحو ١٠ ساعات، حيث بلغ طول مسار المركب من موقعه الحالى بجوار الهرم الأكبر وحتى المتحف الكبير 7 - 8 كيلو مترات.
وترجع فكرة نقل مركب خوفو للواء عاطف مفتاح المشرف العام علي مشروع المتحف الكبير والمنطقة المحيطة، الذي قام بعرض تلك الفكرة على الرئيس عبد الفتاح السيسي، في 28 مايو 2019 ، نتيجة أن مبنى المتحف القديم الخاص بالمركب- والذي تم إنشاؤه منذ ما يزيد على ربع قرن- قد ساعد في إخفاء الضلع الجنوبي للهرم الأكبر، كما أدى بشكل واضح إلى تشويه بصري للمنطقة الأثرية.
المبنى القديم غير مجهز بوسائل الإتاحة
ومن مسببات نقل مركب خوفو أيضا وجودها في مبنى يفتقر إلى أسلوب العرض المتحفي المتميز، والذي يليق بأهمية ومكانة هذا الأثر الفريد، فضلا عن كون المبنى القديم غير مجهز بوسائل الإتاحة والخدمات التي تسمح باستقبال ذوي القدرات الخاصة.
وكان اللواء عاطف مفتاح المشرف العام علي مشروع المتحف الكبير قد كشف عن تفاصيل عملية النقل، حيث أكد مراعاة جميع الأساليب العلمية الحديثة ووسائل الأمان في خطة نقل مركب خوفو، وأنه تم تنفيذ العديد من تجارب المحاكاة لعملية نقل المركب بنفس الأوزان والأحمال لضمان وصولها بأمان لمقرها النهائي بالمتحف الكبير.
وصنعت مركب خوفو من خشب الأرز الذي كان يتم استيراده من لبنان، وعثر عليها محفوظة في حفرة مغطاة بنحو ٤١ كتلة من الحجر الجيري، ومفككة إلى نحو ٦٥٠٠ جزء رتبت مع بعضها البعض بعناية ليتيسر تجميعها، ووضعت معها أيضا المجاديف، والحبال، وجوانب المقاصير، والأساطين.
وظل المركب تحت الترميم والتركيب حتى عام 1961 أي ظل لمدة سبع سنوات كاملة بعد العثور عليه على يد المرمم أحمد يوسف، والذى نجح في أن يعيد تجميع مركب خوفو المكتشفة ثم استمرت عمليات الترميم ٢٠ عاما لمعالجة الأضرار الجديدة التي لحقت به حتى تم افتتاح المتحف المخصص لعرض المركب رسميًا في 6 مارس سنة 1982.