ازداد الإقبال على الجامعات الأهلية، من قِبل طلاب الثانوية العامة، بعد إعلان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بدء الدراسة هذا العام في 4 جامعات أهلية جديدة، وهى الملك سلمان والجلالة التي بدأت بها الدراسة من العام الماضي، إضافة إلى جامعة العلمين الدولية الجديدة، وجامعة المنصورة الجديدة، وتقبل طلاب الثانوية العامة المصرية والشهادات المعادلة المصرية والعربية والأجنبية من داخل وخارج جمهورية مصر العربية، بأقل مجموع هذا العام، حيث جاء الحد الأدنى للطب البشري 83%، والأسنان 78%، والعلاج الطبيعي والصيدلة 78%، والطب البيطري 73%، والهندسة 68%، والإعلام 55%.
الجامعات الأهلية تعتمد على التخصصات النادرة والدقيقة
وفي هذا الشأن، قال الدكتور مجدي حمزة، خبير تعليمي، إن الجامعات الأهلية تعتمد على التخصصات النادرة والدقيقة، وليس تعليمًا نمطيًا، إضافة إلى أنها تأخذ مصروفات دراسية أقل من الجامعات الخاصة، ومجموعها أقل بكثير من الخاصة، وانخفض المجموع هذا العام عن تنسيق الجامعات الحكومية بحوالي 10 إلى 15 %، وهذه تُعد نسبة كبيرة جدًا، لافتًا أنها الحالة الوسط بين التعليم الحكومي والخاص، قائلًا: «رمانة الميزان اللي بتعدل الدفة حاليًا».
وأضاف الخبير التعليمي في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أن الجامعات الأهلية تابعة للدولة ولذلك تخضع إلى السيطرة الكاملة والرقابة الشديدة على المواد التعليمية المقدمة للطلاب، وحمايتهم من المواد غير مناسبة للظروف المعيشية وطبيعة المجتمع المصري والتي تقدم في بعض الجامعات الخاصة، إضافة إلى حماية الطلاب من مؤسسات _«بير السلم»_ غير معترف بها من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مستطردًا: «الجامعات الأهلية ظواهر جديدة وإضافة للمجتمع المصري».
وأوضح «حمزة» أن الجامعات الأهلية غير هادفة للربح، وارتفاع المصروفات الدراسية يرجع إلى تقديم مستوى تعليمي أفضل ومتميز، وهناك كثير من الطلاب يهرولون إلى الجامعات الخاصة رغم التكلفة المرتفعة، ولذلك دخول «الأهلية» التابعة للدولة أفضل وفي الوقت ذاته بمصروفات أقل، لافتًا أن بعض الطلاب يفضلون التعليم الخاص من بداية المسيرة التعليمية رغم أن المحتوى المقدم نفسه في الحكومي.
وتابع: أن تخصصات الجامعات الأهلية تكنولوجية ودقيقة، مرتبطة بسوق العمل، مما يجعل الطلاب يميلون إلى الالتحاق بها أكثر من الخاصة رغم أنها لم تنتشر بشكل كبير داخل مصر، قائلًا: «تعليم حكومي باستثمارات أعلى نسبيًا لتقديم منتج ومحتوى تعليمي مضمون وأفضل من الجامعات الخاصة».
تنسيق الجامعات الأهلية
وأوضح «حمزة» أن نظام التنسيق الجديد بالجامعات الخاصة والأهلية يعمل على تحقيق أكبر قدر من العدالة في توزيع الأماكن المتاحة بالكليات المختلفة، لأنه يعتمد على الحاسوب، ويمنع تدخل العنصر البشري، ويأخذ بمعياري الكفاءة العلمية، والقدرة المالية، وذلك يضمن شرط التفوق العلمي للطلاب الراغبين في التقديم، ويمنع تدخل أي شخص في الاختيار غير النظام الإلكتروني، مما يضمن للطلاب المساواة وعدم السماح بالتلاعب من خلال الأبواب الخلفية والواسطة، لافتًا أن نظام القبول الإلكتروني الموحد يقضي تمامًا على سماسرة الجامعات الخاصة، وسلبيات النظام التقليدي.
ومن جانبه، قال الدكتور عادل عبدالغفار المستشار الإعلامى والمتحدث الرسمى باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إن الجامعات الأهلية تُقدم رافدًا جديدًا ومتميزًا لفرص التعليم العالي بمستوى دولي من خلال شراكات دولية مع كبرى الجامعات الدولية، مشيرًا إلى أن الجامعات الأهلية هي جامعات ذكية غير هادفة للربح، وتُقدم برامج دراسية حديثة ومتميزة تلبي احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، وسيكون لها دور بارز في خدمة قضايا التنمية بمختلف أنحاء الجمهورية.