رحب ملايين الفلاحين المزارعين بمبادرة معاشك بإيدك، فور لقاء الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بالدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي لاستعراض دراسة إمكانية إطلاق معاش تأميني للفئات الأولى بالرعاية من المزارعين 'معاشك بإيدك'، ضمن المبادرة الرئاسية 'حياة كريمة'، مؤكدًا أن الحكومة تضع ملف الحماية الاجتماعية في مقدمة أولوياتها، لكافة فئات وشرائح المجتمع، تنفيذا لتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، في هذا الصدد، وذلك بهدف توفير حياة لائقة للمزارعين، وتشجيعهم على التعامل مع المؤسسات المالية الرسمية.
وقالت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، بشأن عناصر المنتج التأميني المقترح «معاشك بأيدك»، إن قيمة الاشتراكات الخاصة بالمعاش التأميني للمزارعين، سيقوم خلالها المشتركون بتسديد دفعة أولى مرة واحدة، ودفع أقساط دورية لمدد محددة لحين بلوغ سن التقاعد الذي يحدده المشترك (سن الاستحقاق) بهدف زيادة قيمة المعاش التكميلي، فيما سيكون الاستحقاق في صورة مكافأة دفعة واحدة نقدية أو في شكل شهادة استثمارية حين بلوغ سن الاستحقاق أو في حالة حدوث الوفاة أو الإصابة بالعجز الكلي.
عوامل جذب المزارعين تحت مظلة «معاشك بإيدك»
أشارت وزيرة التضامن إلى عدد من عوامل جذب العمالة في مجال الزراعة تحت مظلة المبادرة المقترحة، والتي تشمل تقديم مزيد من التوعية بالمزايا التأمينية والمساعدة في تبسيط الإجراءات، وتسهيل إجراءات التسجيل وسداد الاشتراكات من خلال الوسائل التكنولوجية الحديثة، وإضفاء ميزة التأمين الصحي والتأمين على الحياة حين الاستحقاق: التقاعد أو الوفاة، أو العجز الكلي، وإتاحة قروض بفوائد بسيطة بضمان وثيقة الاشتراك التأميني، وذلك بالتنسيق مع الهيئة القومية للتأمين.
واستعرضت وزيرة التضامن الاجتماعي، الوضع القائم لعمال الزراعة بمصر، حيث بلغت أعداد العاملين نحو 5 ملايين عامل تقريباً عام 2020 وفقاً لإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فيما بلغ إجمالي أعداد الجمعيات التعاونية الزراعية في مصر 5.800 جمعية، تتضمن جمعيات الائتمان الزراعي، والإصلاح الزراعي، والأراضي المستصلحة، والثروة المائية، وبلغ عدد الأعضاء المساهمين فيها 4.700 مليون عضو.
وقال حسين أبو صدام، النقيب العام للفلاحين، إن فكرة المعاش للمواطنين الأولى بالرعاية خاصة من الفلاحين، كنا نحلم بها منذ فترة طويلة، وطالبنا بها أكثر من مرة، وهذه المبادرة كريمة أثلجت صدور جميع الفلاحين، لأنه بعد تقدمه في العمر يجد نفسه وحيدًا، وفقد قواه العضلية التي يعتمد عليها عمله بشكل رئيسي، لافتًا أن فئة المزارعين كبيرة جدا و5 مليون فلاح فقط هم من يحملون حيازة زراعية.
وأضاف أبو صدام في تصريحات خاصة لـ «أهل مصر»، أنه لابد من وجود حملات توعية وإرشاد للفلاحين، لأن الموظفين يستقطع المعاش من راتبهم الشهري، ولكن الأمر مختلف مع الفلاح، والتوعية تلعب دور هام في جذبهم إلى المبادرة، مؤكدًا أن معاملة الفلاح يجب أن تكون مختلفة عن الموظف لأنه لا يتقاضى راتب شهري، ولابد من وضع مواعيد الدفع كل موسم حتى تتناسب معه، وأخذ الأقساط كل 3 إلى 6 أشهر.
وأوضح، أن قيمة المعاش يحددها المزارع نفسه، لأنه معاش تأميني وجاء من اسم المبادرة (معاشك بإيدك)، مطالبًا الاتحاد التعاوني و وزارة الزراعة بدعم المعاش حتى تصبح قيمة المعاش والمكافأة كبيرة حين بلوغ سن المعاش حتى يستطيع أن يستفيد به وشراء مواشي أو عمل مشروع بسيط من أجل توفير حياة كريمة له وأسرته.
وأشار نقيب الفلاحين إلى أن الفلاح سيحصل على المعاش في 3 حالات وهى: بلوغ سن الاستحقاق القانوني الذي ستقره وزارة التضامن الاجتماعي، وفي حالة الوفاة، وفي حالة العجز الكلي، معربا عن تمنيه بأن يحصل الفلاح على جزء من هذا المعاش في حالة العجز الجزئي، لأن الفلاح يعتمد على الجانب العضلي في عمله، معربًا عن أمله بحصول الفلاحين المستأجرين على المعاش أيضا، لأن الفلاح المصري بعد سن الستين يكون من الفئة الأولى بالرعاية، لأنه لا يملك إلا أرضه.
وطالب نقيب الفلاحين، بضم كافة عمال الزراعة والمنتجين الزراعيين سواء كانوا أصحاب مزارع الدواجن وعمال الأجرة الذين لا يملكون حيازة زراعية وغيرهم من العاملين في المجال، لأنه من المفترض استهداف الذين ليس لديهم دخل ثابت، والمبادرة تهدف إلى تكريم الفلاحين كبار السن، ومن الممكن إضافة فئات أخرى بعد تطبيقها على أرض الواقع.